كتب - محرر الأقباط متحدون
 
في إطار جهود مشيخة " الأزهر " لتجديد الفكر الإسلامي ، و مواجهة موجات التطرف و الإرهاب ، التي تعصف بالشعوب العربية و الدول الإسلامية ، و الإشارة دائماً بالاتهام بالدين الإسلامي ، بالوقوف وراء أي حادث أو عملية إرهابية ، استضافت مصر للمرة الأولي في نوعها " مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي " برعاية السيد الرئيس " عبد الفتاح السيسى " رئيس الجمهورية ، حيث شهدت تكريم عدد من كبار رجال الدين مثل الدكتور " حمدي زقزوق " وزير الأوقاف الأسبق ، و الشيخ " نصر فريد واصل " مفتي الديار المصرية الأسبق ، و جاءت كلمات السادة الضيوف علي النحو التالي : 
 
قال الدكتور " مصطفي مدبولي " رئيس مجلس الوزراء في كلمته نيابة عن فخامة السيد الرئيس " عبد الفتاح السيسى " رئيس الجمهورية : " أرحب جميعاً بالسادة الضيوف في أرض السلام " مصر " التي تمد يدها بالسلام و التعاون مع الجميع لبث روح العمل و الجد و المثابرة لتحقيق التنمية المستدامة ، حيث طالبت من المؤسسات الدينية في مصر ، ضرورة التصدي للأفكار المتطرفة الداعية للعنف و القتل و ارتكاب الجرائم ، لعدم ترك شباب الوطن كلقمة سائغة أمام تغول تلك الأفكار ، و أعرب عن سروري أن يأتي المؤتمر كدافع قوي في مواجهة الإرهاب ، و آمل أن يسعي المؤتمر في حل الخلافات و المشاكل العالقة في شئون المسلمين ، حيث لايوجد مسلم لا يؤمن بالله بإباحة الكبائر و تحليل ما حرمه الله ، فالتجديد الذي نتنظره هو فقه المعاملات ، التي تغيرت من جيل لجيل علي مدار 10 قرون ، و يحرم جيلنا الحالي من تلك التغيرات ، فعلي أهل العلم أن يراعوا رحمة الله لعباده ، الذي نظر إلينا نظر عطف ، و معرفته بأحوالنا و ظروف حياتنا و مشاكلنا ، مضيفاً داعياً إلي بصلاح أحوال الأمة و رفعتها " .
 
ذكر شيخ الأزهر " أحمد الطيب " ، أن المتربصين بالإسلام كُثر و للأسف هناك الكثير من المنتمين لهذا الدين بالاسم و المولد ، 
و تسعي مشيخة الأزهر بالتجديد في الفكر الإسلامي ، و هي ليست أمر جديد ، حيث أن أحكام الدين الإسلامي تنقسم إلي ثوابت و أحكام قطعية " قابلة للتطبيق في كل زمان و مكان " ، كالصلاة و الصوم و الزكاة و الحج ، و هناك نوع ثاني من الأحكام التي تختص بأحوال العباد المدنية " سياسة ، اقتصاد ، اجتماع ، العلاقات " و تنظر الشريعة إلي تلك الأمور كإطار كلي منظم لها " .
 
و أشار " الطيب " : " دعوات التعصب لا تعبر عن الإسلام ، و هي مدعومة من دعاة الحداثة و التغريب ، و للأسف أظهرت الشباب المسلم في صورة الانغلاق و الانعزال عن الواقع أو يعيش في تيه ، حيث كان هؤلاء يسخرون من التراث الإسلامي ، و نعول كثيراً علي التيار الإصلاحي الوسطي ، الذي لا يتشدد و لا يلغي الدين ، يتعامل مع تغير الظروف و الأحوال ، و هذا يعبر عن الصدق و الأمانة لمحاولة إصلاح الفكر الإسلامي ، حيث قررنا إنشاء مركز الأزهر للتراث ، كمحاولة منا للتجديد " .
 
  من جهته قال الدكتور " عبد اللطيف بن عبد العزيز " وزير الشئون الإسلامية و الدعوة و الإرشاد في المملكة العربية السعودية : " أتوجه في البداية بالشكر للبطل المصري الرئيس " السيسى " لدوره الكبير في مواجهة الإرهاب و التطرف و الإلحاد ، فالمؤتمر العالمي الذي نشهد فعالياته ، تأتي في سياق الجهود الكبيرة التي يقوم بها " الأزهر " ، التي ستنعكس إيجابياً علي حياة المسلمين ، في مواجهة الإرهاب و معالجة المشكلات الفكرية ، و توجيه الشباب لخدمة أوطانهم ، بعيداً عن تيارات الغلو و التطرف و الإلحاد ، حيث أن المتغيرات الاستثنائية التي يشهدها العالم الإسلامي الآن ، حيث سعت المملكة إلي وضع التجديد في الفكر الديني كأولوية لهم ، و تأهيل الشباب من الجنسين دون تفرقة ، فالتجديد ليس بجديد عن الإسلام ، ليس مخصوصاً بزمن معين أو مكان معين ، حيث أن المتأخرين عن ركب الحضارة ، عليهم الرجوع إلي كتب الأئمة الأجلاء كعلماء المذاهب الأربعة ، الذين اجتهدوا في زمانهم ، و الاقتداء بالخلفاء الراشدين ، و في هذا بيان أن الإسلام لديه فسحة في مجال الاجتهاد و استخدام العقل ، فالمسلمين ليسوا ضد استخدام العلم  .
 
و تابع " بن عبد العزيز " : " فهم الخطاب الديني ، يختلف عن فهم الأوائل ، حيث أن كلام الله لا مجال فيه للتغيير ، فعلي علماء الأمة مواصلة جهودهم في تنوير عامة المسلمين ، و أشكر كل المسئولين المصريين علي استضافة هذا المؤتمر الهام " .
 
من ناحية أخري ، عرض الطالب " محمد جمال " الطالب بكلية الشريعة و القانون بجامعة الأزهر ، نموذج مبسط و التطبيق العملي لمواجهة الأفكار المتطرفة ، و عقب إنشاء مرصد الأزهر ، رأي فضيلة الإمام أن تكون هناك مادة للرد علي الجماعات الإرهابية و تسمي " مادة الثقافة الإسلامية " لمساعدة الطلاب في مواجهة الأفكار الإرهابية و الأفكار المغلوطة حيث تضم " الجوانب الأخلاقية " و يقوم بدراستها الطلاب في المرحلة الإعدادية ، و تعرضنا للتعامل مع إخواتنا أصحاب الديانات الأخرى ، و فكرة الجهاد التي تتبناها الجماعات الإرهابية و الخلافة " ، و اختتم قائلاً " يحيا الأزهر .. و تحيا مصر " .