كتبت – أماني موسى
فى مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار القديسة تكلا أولى الشهيدات الشماسة تلميذة بولس الرسول مثال البتولية والطهارة ونموذج الجهاد واحتمال الشدائد ولدت تكلا في مدينة ايقونية ( مدينة بجنوب أسيا الصغرى – تركيا واسمها الحالي قونيا ) احدى مدن أسيا الصغرى من أبويين شريفين وثنيين.
 
وكانت بارعة الجمال كريمة الخلق خُطبت لأحد أشراف تلك المدينة وعندما وصل القديس بولس الرسول إلى ايقونية في رحلته التبشيرية الأولي بين عامي 45 – 50 م وسمعته أُعجبت بتعاليمه فلازمته ثم آمنت بالسيد المسيح واعتمدت ونذرت بتوليتها للرب.
 
وهجرت خطيبها وتبدلت حياة القديسة بعد الإيمان، ولاحظت أمها هذا التغيير في سلوكها ولما سألتها عن سر ذلك قالت لها أنها أصبحت مسيحية وانها نذرت بتوليتها للرب، فغضبت أمها وحاولت إقناعها فرفضت، وهنا لجأت الأم إلى حاكم المدينة واستعانت به فاستحضر تكلا وحاول إقناعها بترك المسيحية والعودة إلى الآلهة والى عريسها فرفضت بشدة ولم تخف من تهديداته.
 
فأمر بإضرام نار حامية وطرحها فيها فأرسل الرب مطرًا غزيرًا أطفأ النار وخرجت تكلا سالمة بعد ذلك تركت مدينتها وذهبت تسعى وراء القديس بولس، فأخذها معه إلى مدينة انطاكية وهناك تركها لتخدم بين النساء قبض عليها هناك الوالي وطرحها للوحوش، لكن الوحوش لم تضرها.
 
ثم ألقاها في جب مليء بالأفاعي السامة، فلم تؤذها فأمر بإطلاق سراحها شجعها القديس بولس وعزاها، ثم رجعت إلى ايقونية مسقط رأسها لتبشر أهل مدينتها بالإيمان الحي ولما وجدت ان امها مازالت تضغط عليها وتحاول إرجاعها إلى الوثنية تركت ايقونية وعادت إلى صور بالشام لمتابعة خدمتها.
 
فآمن على يديها شعب غفير في أواخر حياتها عكفت على الخلوة والتأمل والنسك وقد وهبها الله موهبة شفاء الأمراض فنال كثيرون الشفاء بصلواتها، وأخيرًا رقدت في الرب وهي في سن التسعين ودُفنت في سلوكية ميناء انطاكية وتدعوها الكنيسة الشهيدة بدون سفك دم.