تساؤلات عدّة يطرحها الجمهور من آنٍ لآخر، عبر منصات التواصل الاجتماعي، لاسيما مُحبي السينما والفنون، بشأن أحد المخرجين السينمائيين الذي كثيرًا ما يدخل في "بياتٍ شتوي"، ليتساءل شخص ما: "هل لفظ خالد يوسف أنفاسه الأخيرة سينمائيًا؟".

 
حظى خالد يوسف بإشادات صُنّاع السينما في بداية حياته العملية، وتنبأ له البعض أن يكون مشروع مخرج كبير كونه تلميذ الراحل يوسف شاهين، أحد أبرز المُخرجين في مصر والوطن العربي، حيث عمل معه كمساعد في بعض الروائع السينمائية مثل "الآخر" و"المصير" و"سكوت ح نصور".
 
صورة سلبية
كثيرًا ما يتناول خالد يوسف الجانب السلبي في حياة المصريين، ويُسلط الضوء على العشوائية أو الحياة الجنسية في أعماله السينمائية، ليُعطي صورة غير واقعية عن المجتمع المصري، وظهر ذلك في أفلامه "حين ميسرة" و"دكان شحاتة" و"كلمني شكرًا" و"كارما".
 
الفنانة التونسية هند صبري، سبق وتعاونت مع خالد يوسف في فيلم "ويجا" عام 2005، وأعربت فيما بعد عن استيائها الشديد من هذه التجربة، لتقول في تصريح تليفزيوني: "لن أكرر العمل مع خالد يوسف مُجددًا، كونه يُبالغ في المشاهد الجنسية، ويطلب مني تمثيل مشاهد ليست موجودة في السيناريو، ويُفاجئني بها بعد التعاقد على العمل".
 
سمية الخشاب هي الأخرى، أعربت عن استيائها الشديد من تجربتها مع خالد يوسف، في فيلمي "حين ميسرة" و"الريس عمر حرب"، إذ قالت في تصريحات تليفزيونية قبل سنوات: "خالد يوسف أجبرني على تجسيد مشاهد تخدش حياء الجمهور، وخسر كثيرًا لرفضها تجديد التعاون معه، وبالتأكيد ليس له فضل عليّا"
 
الفنانة حنان ترك، التي سبق لها وتعاونت مع المخرج يوسف شاهين وخالد يوسف في فيلم "الآخر"، قالت في حوار تليفزيوني قديم لها قبل الاعتزال: "خالد يوسف كان قدوة لي، وتدهور كثيرًا بالنسبة لي، لأنه يصنع أفلامًا مثيرة تخدش حياء الجمهور"، مؤكدة أن هذا الإطار بعيد تمامًا عن مدرسة يوسف شاهين السينمائية: "مش ده اللي علمهوله الأستاذ.. الأستاذ يوسف شاهين ماكنش بيخدش حياءنا".
 
خلافات
خالد يوسف هو "التلميذ المُشاغب" الذي يدخل في مناوشات مع أبطال أعماله السينمائية، إذ يخلط مفهوم "المخرج" بـ"الممثل" بعضهما البعض، ويسعى دائمًا إلى إقحام نفسه في بعض مشاهد أعماله وينافس مُمثلي فيلمه، وهو الأمر الذي قاله الفنان عمرو سعد، خلال حوار له مع الإعلامية منى الشاذلي.
 
الغرف المغلقة  
قبل 20 شهرًا تقريبًا، عاد خالد يوسف إلى الساحة مُجددًا، وصار مُتصدرًا لـ"التريند" لبعض الوقت، ليس لصناعته رائعة سينمائية، بينما كان بطلًا لمقاطع أفلام إباحية مع فنانات شابات وغيرهن، إذ أصبحت هذه القضية حديث الرأي العام لفترة طويلة، لتلقي الأجهزة الأمنية القبض على ممثلتين، وأحالتهما للنيابة التي وجهت لهما تهمة "التحريض على الفسق والإعلان عن نفسيهما لممارسة الرذيلة في مقاطع فيديو مصوّرة، وممارسة الجنس الجماعي مع آخر"، دون ذكر اسمه، وخلال التحقيقات التي تولتها نيابة مدينة نصر اعترفت الفنانتان على المخرج، وأرشدتا عن المكان، الذي جرى تصوير تلك المقاطع فيه.
 
فشل محقق
أخفق خالد يوسف في آخر أعماله السينمائية الأخيرة "كارما"، الذي عُرض قبل عامين تقريبًا، فلم يُحقق النتائج المرجوة، رغم أن هذا العمل كان يشهد عودة "المخرج الضال" إلى السينما بعد غياب دام نحو 9 أعوام، لتقرر شركات التوزيع رفعه من دور العرض بعد استمرار هبوط مؤشر الإيرادات التي وصلت إلى 6 ملايين جنيهات فقط، فقد كان يتذيل قائمة الأفلام المعروضة في السينمات آنذاك.