عرض/ سامية عياد 
"وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" جاء الرب يسوع لأجل خلاص البشرية وكان التعليم وسيلته لتحقيق ذلك "وأما الجموع فقد بهتت من تعليمه" لقبوه بالمعلم الصالح  ، وصارت تعاليمه كنزا للبشرية تنهل منه حتى يومنا هذا...
 
القس بولس حليم فى مقاله "معلمة المسكونة (التعليم والتغيير)" وضح لنا أن التعاليم الإلهية غيرت البشرية كلها ومازالت ، وهى التعاليم التى تسلمها الرسل من فم الرب يسوع وطافوا بها كل المسكونة ، القديس مرقس الرسول أنشأ مدرسة الإسكندرية اللاهوتية من أجل نشر تعاليم الرب يسوع فخرج منها الآباء البطاركة وأبطال المجامع المسكونية ، أمثال القديسين أثناسيوس وكيرلس وديسقورس وكثير من الأساقفة المشهورين مثل القديس غريغوريوس العجائبى ، ومنهم من تتلمذ على كتب علمائها مثل القديسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ويوحنا ذهبى الفم ، لذا سمى بطاركة الإسكندرية بقضاة المسكونة.
 
بالتعليم ارتفعت مكانة الكنيسة وصارت هى الكنيسة الأولى فى القرن الرابع ومن مارمرقس حتى يومنا هذا انتقلت لنا هذه التعاليم من جيل الى جيل ، لقد ورثنا من آبائنا الرسل تعاليم روحية حياتية "أما تعليمى فهو من تعليم آبائى .." هكذا يقول أثناسيوس الرسولى لآريوس ، وصار التعليم اللاهوتى والكنسى المستقيم والمستنير والذى صاغته الكنيسة القبطية ممثلة فى بطريركها أثناسيوس ، ميزانا لقياس نقاوة الإيمان فى العالم كله ، صار لنا كنيسة مجيدة لا عيب فيها بفضل تعاليم أبائها وأضاءت المسكونة بتلك التعاليم التى مازال العالم ينهل منها حتى الآن ، ومن تلك التعاليم خرجت الرهبنة القبطية والنسك والحياة الروحية القوية ونظام العبادة وحتى الاستشهاد .
 
ليتنا نتمسك بتعالم الرب يسوع التى تسلمها أبائنا الرسل ، فهى ميراث علينا أن نعلمه ونسلمه لمن بعدنا حتى تظل الكنيسة منارة كما كانت .