الأمل قد يعين على تحمل الألم، لكن أحيانا يكون هناك مرضى ميؤوس طبيا من شفائهم، يتعذبون دون جدوى، الدقيقة في حياتهم تمر كأنها دهرا، ورغم أن العلم يتقدم يوميا بصورة مذهلة، ودخول التكنولوجيا في مجال الطب سرع من وتيرة علاج الأمراض المزمنة، إلا أن الأطفال بين عام و12 عاما، كانوا موعد مع قرار صادم، إذ سمحت الحكومة الهولندية بخضوعهم لقاعدة "القتل الرحيم"، وسط رفض مستمر من المعارضة، للفكرة من أساسها.
 
وأقرت هولندا يوم الثلاثاء، خططا للسماح بالقتل الرحيم للأطفال المصابين بأمراض خطيرة وقاتلة لا شفاء منه، تهدف هذه القواعد الجديدة إلى منع تعرض بعض الأطفال للمعاناة الكبيرة للألم دون فائدة، وعلى نحو لا يحتمل، بحسب وزير الصحة الهولندي هوجو دي يونج.
 
ويعد القتل الرحيم قانونيا في الوقت الحالي بهولندا للأطفال الأكبر من 12 عاما، بشرط الموافقة الإلزامية من المرضى وأولياء أمورهم أيضا باعتبارهم قصر، كما أنه قانونيا أيضا للأطفال حتى سن عام، بشرط موافقة الوالدين، لكن لم تكن هناك قاعدة للمرضى الميؤوس من شفائهم الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد و12 عاما، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
 
ويقول دي يونج، إنه سيضع لوائح جديدة لهذه الممارسة، مشيرا إلى أن هناك  دراسة أجراها خبراء أشارت إلى الحاجة إلى تغيير القاعدة.
 
وأضاف في رسالة إلى البرلمان: "تظهر الدراسة أن هناك حاجة بين الأطباء وأولياء الأمور لإنهاء حياة الأطفال المرضى الميؤوس من شفائهم، الذين يعانون بلا أمل وعلى نحو لا يُحتمل وسيموتون في المستقبل المنظور، وتغيير القاعدة سيطال عشرة أطفال كل عام كحد أقصى".
 
 القوانين الحالية لن تحتاج إلى تغيير، لكن الأطباء سيُعفون من الملاحقة القضائية لتنفيذ عمليات قتل رحيم لأطفال في هذه الفئة العمرية.
 
وكما هو الحال مع الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما، يُلزم تغيير القاعدة المقترحة بالحصول على موافقة الوالدين، مع اشتراط أن يكون المريض يواجه "معاناة لا تطاق ولا نهاية لها"، وأن يوافق طبيبان على الأقل على الإجراء، ومن المتوقع أن يبدأ العمل بالقاعدة الجديدة في الأشهر القليلة المقبلة.
 
يذكر أن القتل الرحيم والانتحار بمساعدة قانونيين، يطبق في هولندا منذ عام 2002، وكانت أول من شرّع هذه الممارسة في العالم، وإن كان ذلك في إطار شروط صارمة للغاية.
 
وأصبحت هذه القضية مثار جدل حاد في هولندا، وأثارت نقاشات استمرت لعدة أشهر في الحكومة الائتلافية الحاكمة المكونة من أربعة أحزاب، كما واجهت معارضة قوية من الأحزاب المسيحية المحافظة.
 
وفي عام 2014، أصبحت بلجيكا أول دولة تسمح بالقتل الرحيم الطوعي للأطفال إذا كانوا مصابين بمرض عضال وفي حالة ألم شديد وبموافقة الوالدين، وتبنّت هولندا القاعدة نفسها للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما، بعد ذلك بفترة وجيزة.