كتب – نعيم يوسف
تشكل رؤية عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، للدين، مشكلة كبيرة لدى الكثيرين، حيث يرى أن الدين وهما، وعدو لدود للعقل، وغيرها من الأوصاف التي تسبب مشكلة لكثيرين.

رؤية فرويد للدين
وقال البروفسور الروسي، فلاديمير ستاروفويتوف، إن "فرويد"، كان ابن عصره، حيث كانت الفترة التي عاش بها عصر الفلسفة الوضعية، حيث تطورت العديد من العلوم، وهو اضطلع على هذه العلوم واستنادا إلى هذه الآراء أسس منهجه في "التحليل النفسي" كعلم، وهذا السبب الذي جعله يعتبره جزءا من العلم يعبر عن الرؤية العلمية، وفي نفس الوقت كرس عددا من كتبه للدين، وفي أحدها قال إن عقدة "أوديب" هي بداية الدين والفلسفة والثقافة سواء بسواء، وربما يكون ذلك مبررا لآراءه عن الشهوة الجنسية، كما أنه كان يصف الدين بأنه "ذهان عام"، داعيا إلى عدم ربط الأخلاق بالدين، لأنه كان يرى أن الدين يرغم الإنسان على التفكير في مغزى الحياة، وإذا أفرط الإنسان في التفكير بهذه الطريقة فهو دليل على الخلل في التركيبة النفسية.

الهدف من الحياة
وأضاف "ستاروفويتوف"، في لقاء مع برنامج "رحلة في الذاكرة"، المذاع على قناة روسيا اليوم الفضائية، أن هدف الحياة بحسب فرويد مرتبط باللذات فقط، ولكن لا يجوز أخذ الأمر بهذه البساطة، لأن فرويد نفسه كرس جزءا من حياته لمحاولة شفاء الناس، وكان سعيدا بتكريس حياته لقضية عامة، وأفعم كينونته بمعنى عميق جدا.

فرويد ونظرته للدين
وأضاف الفيلسوف الروسي، أن فرويد كان يرى الدين بأنه وهما جمعيا، ويجب على الشخص أن يتخلص من الأديان، ووصف الدين بأنه "من بقايا العصاب الطفولي"، ويرى أن الدين لا يقدم أجوبة للمشاكل البشرية ولكن العلم هو ما يفعل ذلك.

الدين.. والفراغات
وأشار إلى أن الدين لا يسد فراغات ما كما قال "كارل يونغ"، ولكن العيش بدون إيمان مستحيل، وقد يؤمن المرء بالعلوم كترياق لجميع المشكلات كما آمن به فرويد، لا سيما أن هناك أمور مستبعد أن تصل إليها البشرية حتى الآن مثل نظرية الانفجار الكبير، وظهور الحياة، ومثل هذه الأمور قد نأخذها بالإيمان، وأيضا أن الإنسان فان ويعيش مع الخوف أن تفقد الحياة معناها، ومن هنا يظهر الشعور بالذنب والمعاناة على الخطايا والجرائم والكبائر، وهذا ما اعتبره أحد الفلاسفة مأساة إنسانية لا يستطيع الإنسان تجاوزها، أو الإحباط الوجودي كما يطلق عليه بعض العلماء.

اندماج الأديان.. والصراعات
ولفت إلى أنه ليس من قبيل الصدفة قول أحد الفلاسفة بضرورة اندماج الديانات، موضحا أن الناس يرون أن الحقيقة هي حكر على دينهم، ولذلك عندما يوجد دين آخر فإنهم يرون أتباعه أنصار للشر، وقد يؤدي هذا إلى الصراعات الدينية، موضحا أن البعض يرى أن الدين يساعد الإنسان على معرفة لماذا يعيش، لأن الإنسان إذا لم يعي لماذا يعيش فإنه سوف يقتل نفسه على الأرجح، والكثيرين في الغرب كانوا يقدمون على الانتحار رغم ثراءهم، ولكنهم فقدوا معنى الحياة، ولذلك من المهم جدا أن يجد الشخص الناضج معنى لحياته، وسيجموند فرويد جسد هدف حياته على أنه السعي لشفاء الناس.