سليمان شفيق
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس بأنه يتوقع انضمام السعودية إلى الاتفاق الذي أبرمته الإمارات مع إسرائيل والذي سيفضي إلى تطبيع كامل للعلاقات بين البلدين. وجاء تصريح ترامب ضمن مؤتمر صحفي وصف خلاله الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بأنه جيد. وأضاف ترامب بأن "دولا لن تخطر حتى ببالكم تريد الانضمام إلى ذلك الاتفاق"، ولم يذكر من بين هذه الدول سوى السعودية، جاء ذلك ردا على سؤال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عما إذا كان يتوقع انضمام المملكة إلى الاتفاق، أجاب ترامب "نعم أتوقع ذلك

وبموجب الاتفاق، الذي ساعد ترامب في التوصل إليه، وافقت إسرائيل على تعليق الضم المزمع لمناطق في الضفة الغربية المحتلة. ويعزز الاتفاق أيضا المعارضة للقوة الإقليمية إيران، التي تعتبرها الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة الخطر الرئيسي في الشرق الأوسط

ووصف ترامب خلال المؤتمر الصحفي الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بأنه اتفاق جيد، وقال "هناك دول لن تخطر حتى ببالكم تريد الانضمام إلى ذلك الاتفاق". ولم يذكر دولا أخرى بالاسم غير السعودية. وقال الرئيس الأمريكي أيضا إن الإمارات مهتمة بشراء المقاتلات إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، والتي استخدمتها إسرائيل في قتال بالفعل. وقال "لديهم المال ويودون طلب شراء عدد قليل من الطائرات إف35-".

المدهش ما قالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من إن إسرائيل ستعارض أي مبيعات من هذا النوع للإمارات، فيما أرجعه إلى ضرورة الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.

والسعودية تنفي ما ذكرة ترامب :؟
من جهة اخري صرح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأن بلاده لن تقوم بالتطبيع مع إسرائيل أسوة بالإمارات ما لم يتم التوصل لاتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال وزير الخارجية السعودي إن بلاده "تؤكد التزامها بالسلام خيارا استراتيجيا واستناده إلى مبادرات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية". وكان جاريد كوشنر مستشار ترامب قد حث السعودية الاثنين على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا ذلك قد يصب في صالح اقتصاد ودفاع السعودية ويحد من نفوذ إيران في المنطقة

وقال وزير الخارجية السعودي إن المملكة ملتزمة بالسلام مع إسرائيل على أساس مبادرة السلام العربية، وذلك في أول تصريح رسمي منذ الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقال وزير الخارجية السعودي ذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني هايكو ماس في برلين إن "المملكة العربية السعودية تؤكد التزامها بالسلام خيارا استراتيجيا واستناده على مبادرات السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية". وأضاف "حين يتحقق ذلك، تصبح كل الأمور ممكنة".

وكانت  السعودية قد وضعت مبادرة السلام العربية عام 2002 حيث عرضت الدول العربية على إسرائيل تطبيع العلاقات مقابل اتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام1967. ، والاتفاق الذي أعلن الأسبوع الماضي بين إسرائيل ودولة الإمارات هو الثالث من نوعه الذي تبرمه إسرائيل مع دولة عربية، بعد مصر والأردن، ويعزز احتمال التوصل إلى اتفاقات مشابهة مع دول خليجية أخرى. وهذا أول رد فعل للرياض على الاتفاق

وكانت السعودية قد رعت مبادرة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أطلقت عام 2002 تدعو فيها إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام والتطبيع الكامل للعلاقات مع الدول العربية.

وأضاف وزير الخارجية السعودي "تعتبر المملكة أن أي إجراءات أحادية إسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية تقوض حل الدولتين".

وتعهدت إسرائيل بموجب الاتفاق بتعليق خطتها لضم أراض فلسطينية في تنازل رحبت به أوروبا وبعض الحكومات العربية التي رأت أنه يعزز الآمال بتحقيق السلام في المنطقة. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو شدد على أن حكومته لن تتخلى عن خطط ضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.

كانت السعودية قد التزمت الصمت منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس الماضي الاتفاق على توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل خلال ثلاثة أسابيع.

والاثنين الماضي حث جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السعودية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، معتبرا أن هذه الخطوة ستصب في صالح اقتصاد ودفاع المملكة، وستساهم في الحد من قوة إيران في المنطقة

 كما أعلن نتانياهو أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بالإمارات وتحديدا بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية.
 قائدة العالم الاسلامي

 لكن كوشنر أكد في تصريحات لصحافيين عبر الهاتف أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد الأمير محمد أبلغاه بأنهما يريدان رؤية دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب فرص اقتصادية للفلسطينيين

وقال كوشنر عن احتمال تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل "سيكون أمرا مفيدا جدا للأعمال السعودية، وسيكون مفيدا جدا لقطاع الدفاع السعودي". وتابع "إذا فكّرت في الأشخاص الذين لا يريدون أن تتوصل السعودية وإسرائيل إلى اتفاق سلام، فإن الرافض الأول لذلك هو إيران. وهذا يدل على أنه ربما يكون الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".

وإيران عدو مشترك لإسرائيل والسعودية، حليفة إدارة ترامب، بينما تتهم معظم الدول الخليجية الجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤونها ودعم جماعات مسلحة على أراضيها. لكن المملكة العربية السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد في العالم العربي، وموطن الكعبة، تواجه حسابات سياسية أكثر حساسية من الإمارات

ولن ينظر الفلسطينيون ومؤيدوهم إلى الاعتراف الرسمي بإسرائيل على أنه خيانة لقضيتهم فحسب، بل سيضر أيضا بصورة المملكة كقائدة للعالم الإسلامي

وقال عزيز الغشيان الأستاذ في جامعة "إسيكس" والمتخصص في سياسة المملكة تجاه إسرائيل "فكرة أن المملكة العربية السعودية ستكون أقرب لتطبيع العلاقات مع إسرائيل هي أمر بعيد المنال". وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية أن "السعودية ترى أنه من الضروري عدم تطبيع العلاقات خارج إطار مبادرة السلام العربية التي دعت إلى حل القضية الفلسطينية، إذا كانت لا تزال تريد أن يُنظر إليها على أنها قائدة العالمين الإسلامي والعربي".

غير أن المملكة تبدو كأنها بدأت بالفعل تقاربا مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، وهو تحوّل قاده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حتى عندما أعرب والده العاهل السعودي الملك سلمان عن دعمه الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وقد يدفع العداء المشترك تجاه إيران إلى جانب محاولات جذب الاستثمار الأجنبي لتمويل خطة التحول الاقتصادي "رؤية 2030" الخاصة بالأمير محمد، المملكة إلى الاقتراب من إسرائيل أكثر من أي وقت مضى.

تري هل تستمر السعودية في الرفض خشية غضب الاسرة ورجال الدين ؟ ام تقبل الضغوط الامريكية للتطبيع ؟

ذلك ما سوف تكشف عنى الايام القلية القادمة .