عرض/ سامية عياد
حياتنا تنساب من أيدينا ولا نستمتع إلا بالقليل من السلام والفرح والهدوء وسط صخب الحياة وضجيجها ، وكادت المتطلبات الملحة فى عصرنا تسرق منا الزمن ، وهو ما يدعونا الى وقفة مع النفس لقضاء وقت نتلذذ فيه بالرب وهو ما نسميه الخلوة..

هكذا حدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "تلذذ بالرب" موضحا أن التلذذ بالرب وقضاء وقت ممتع معه نعمة يحتاجها كل منا بانتظام وجوهرة لا تقدر بثمن ، والكثير يرغبها ولكن القليل يمتلكها ، والخلوة الروحية هى وقت للتواصل مع الله ، المسيح نفسه كان كثيرا ما يرى ذاهبا الى مكان للخلوة "وفى الصباح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء ، وكان يصلى هناك" ، الخلوة هى جلسة مع النفس فى حضور الله تجعل الشخص يفحص كيانه الحقيقى ويراجع ما فى حياته من أمور ، الخلوة فترة تقييم لنفس الإنسان الخاطىء أمام إله النعمة والرحمة والمغفرة .

والخلوة سواء كانت لفترة قصيرة اى كل يوم بضع دقائق أو لفترة طويلة عدة أيام لها فوائد عديدة لحياتنا حسب الوصية "تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك ، سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجرى" ، أولا: الخلوة تفتح أذهاننا وحياتنا للاحتياج لله ، ثانيا : الخلوة تفتح قلوبنا لنعمة الله لتساعدنا فى معرفة أخطاءنا وتدفعنا للتوبة والاعتراف وطلب المغفرة ، ثالثا: الخلوة تساعدنا على توضيح أفكارنا ومشاعرنا لنعيش حياتنا بصورة مستقرة ، رابعا: الخلوة تجعلنا نعيش حالة من الرضا لحياتنا وأحداثها ، خامسا: الخلوة تقودنا الى فحص النفس وتقييم أفعالنا على مواقف حياتنا .

الخلوة نعمة يحتاجها كل منا من اجل تجديد النفس من الداخل وإعادة ترتيب أولوياتنا ، علينا أن نحدد مكانا وزمانا لخلوتنا ، نعيش فى هدوء فترة مع الله نجمع كل ما يدور فى عقولنا أمام الله نتحدث معه بصراحة ورجاء فى وعوده لنا ..