عرض/ سامية عياد  
قيادته لكتيبة حربية لم تمنعه من إعلان إيمانه بشجاعة أمام أمبرطور الغرب ، لم ترهبه ألات التعذيب و القتل ، كان يشجع جنوده على الصمود والتمسك بالله مخلصهم ، فنالوا  إكليل الشهادة وارتوت حدود الأراضى الغربية بدماؤهم ..
 
نيافة الأنبا سربيون أسقف لوس آنجلوس فى مقاله "القديس موريس" حدثنا فى لمحات عن القديس موريس وفرقته الحربية ، هو ابن طيبة (الأقصر حاليا ) من أسرة مسيحية عرفت مخافة الله فشب متشبعا بكلام الله ووصاياه ، التحق بالجيش الرومانى وصار قائدا لكتيبة بلغ عددها 6660 جنديا جميعهم من طيبة لذا عرفت باسم "الكتيبة الطيبية" وكان كلهم مسيحيين ، لإخلاصه وكفاءته الحربية أرسله الإمبرطور دقلديانوس مع فرقته لمساعد إمبرطور الغرب مكسميانوس على محاربة المعتدين على حدود إمبراطوريته ، طلب منه الإمبرطور أن يبخر للأوثان فرفض القديس موريس معلنا إيمانه المسيحى وأكد للإمبراطور أنهم جنوده ولكنهم عبيد الله الإله الحقيقى .
 
اغتاظ منه الإمبرطور فشن عليه سلسلة من العذابات هو وفرقته المنتشرة على الحدود الغربية ، لن يتزعزع القديس عن إيمانه بل كان يشجع جنوده على التمسك بالإيمان المسيحى ، وألا يهابوا آلات التعذيب والقتل ، فأرتوت الأراضى الغربية بدماؤهم العطرة حيث كان استشهادهم على طول خط دفاع الإمبراطورية الغربى من شمال إيطاليا جنوبا ، مارا على سويسرا ، حتى جنوب آلمانيا شمالا ، وصاحب استشهادهم العديد من المعجزات وهو ما أدى الى إيمان الكثيرين ، بينما استشهد القديس مع باقى أفراد فرقته البالغ عددهم 520 جنديا بالقرب من مدينة لوزان السويسرية حيث كانت مركز قيادته ، وبذلك استشهد جميع أفراد الكتيبة وصارت دماؤهم بذارا لانتشار الإيمان فى غرب أوروبا .
 
وفى مكان استشهاد القديس شيدت كنيسة على اسمه فى القرن الرابع والتى أقيم بجوارها دير كبير يحمل اسمه أيضا وحسب التقويم الغربى يقام احتفال كبير فى عيد القديس موريس ، ويطوف الرهبان بأيقونة القديس شوارع مدينة سان موريس التى تبعد حوالى نصف ساعة من مدينة لوزان ، وقد أقيمت العديد من الكنائس الأرثوذكسية باسم القديس فى مصر وسويسرا وأوروبا وأمريكا .
 
ليتنا نتعلم من شجاعة هذا القديس وفرقته ، التمسك بالإيمان المسيحى الحقيقى الذى لا يتزعزع مهما كانت الضغوط والظروف ، ليتنا نتحصن بكلام الله ووصاياه حتى لا يقوى علينا شىء ....