كتب – روماني صبري 
عصفت جريمة بشعة جديدة بمصر، أبطالها شباب عديمي الرجولة والنخوة والشرف، حيث راحوا يتحرشون بفتاة ويسرقونها ويسحلونها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة في المعادي، وعلى اثر الواقعة عاد الكثير من الشرفاء ينتقدون ويهاجمون الشيوخ الذين يبررون هذه الجرائم بزعم أن الشباب غصب عنه ويريد إفراغ شهوته، لذلك وجب على الفتيات التزام المنزل ، كون أجسادهن تيقظن رغبتهم الجنسية في الشارع!، الفتاة الضحية "محجبة" وملابسها واسعة، ما عكس كذب الشيخ عبد الله رشدي حين قال :"ليس من الطبيعي أن تخرج فتاة بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش، وعدم الحجاب تعرى نعم، لأنك تبرزين مفاتنك التي تستفز بالفطرة ذكورتي"، وفي الحقيقة المتحرشون في مصر مستعدون لاغتصاب دجاجة. 
 
أراء متشددة 
علق حساب باسم يوسف هلال على الواقعة قائلا :" لابسة حجاب مع بنطلون ضيق، ومستحضرات تجميل، طبيعي كان يحصل فيها كده، الشباب ضاق بهم الحال.
 
كواليس الجريمة 
كشفت "النيابة العامة"، أنها تلقت بلاغا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجني عليها (مريم) البالغة من العمر أربعة وعشرين عامًا بحي المعادي، وأنَّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجني عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثم وفاتها.
 
انتقلت النيابة العامة لمناظرة جثمان المجني عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسدها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبة ضباط «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية»، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَفت ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجني عليها، كما تمكنت «النيابة العامة» من الحصول علي خمسة مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة على موقع الحادث، والتي تبيَّن منها مرورُ السيارة التي استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.
 
سألت النيابة العامة، شاهدا رأى المجني عليها في صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة التي عثرت النيابة العامة، على آثارٍ دموية بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما، حيث انتزع مرافق سائقها حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وفر الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التي كانت بصحبة المجني عليها خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف بأن المجني عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.
 
وقررت النيابة استكمالا للتحقيقات استدعاء من كانت بصحبة المجني عليها لسماع شهادتها، وتكليف الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، ببيان الأفعال المادية الظاهرة بالمقاطع المأخوذة من آلات المراقبة للواقعة، وطلبت تحريات الشرطة حول الحادث وضبط مرتكبيه، وجار استكمال التحقيقات.
 
كانت على وشك الزواج 
كشفت أسرتها في التحقيقات ان مريم، التي فارقت الحياة دهسا، كانت تعمل موظفة في احد البنوك، وكانت ستتزوج في القريب، ومن المقرر تشييع جنازة الضحية، ظهر اليوم الخميس، من مسجد السيدة نفيسة، لتدفن بمقابر الأسرة في بلبيس.
 
وتضيف الأسرة :" مريم قبل الحادث كانت خلصت شغل وواقفة في الشارع مستنية أبوها، وفجأة جت سيارة ميكروباص مسرعة، وشرع شاب بخطف شنطتها، فوقعت ودهست السيارة رأسها، وماتت بعد مرور 30 دقيقة من الواقعة.
 
أين الجناة ؟ 
وعرضت فضائية "إكسترا نيوز" تقريرا مصورا، ظهرت فيه الضحية قبل الهجوم عليها، وكانت تحمل في يدها حقيبة، ونجحت الأجهزة الأمنية من اعتقال المتهمين بعد تحديد مكان اختبائهم.
 

الإعدام الحل 
توالت ردود الفعل الغاضبة على الواقعة، وأبدت الفنانة رانيا يوسف حزنها الشديد، وكتبت عبر صفحتها الرسمية :" مليون مره نقول التحرش عقوبته لازم تبقا الإعدام، !!مريم بنت مصريه لسه في عز شبابها وملابسها اعتقد لا تخدش حياء نظريات اللبس هوه السبب، مريم كانت ماشيه في الشارع وراجعه من شغلها في المعادي ، وفجاه لقت ثلاث ما يسموا بالرجاله للاسف بيتحرشوا بيها لفظيا وبدات محاولات التحرش جسديا، مريم حاولت تجري وتصد الذئاب البشريه عنها ولكن للاسف اثناء محاولاتها الحفاظ علي نفسها وعدم الاستسلام ليهم ماتت تحت عجلات عربيتهم، مضيفة :" مكتفوش بكده وبس لا دول سحلوها بالعربيه ورموها في الشارع وهروبوا، جريمة زي دي لسه بنفكر ان التحرش مش عقابه الاعدام ولسه في ناس بتبرر التحرش باللبس... كفاية كفاية كفاية.
 
ابحثوا عن أئمة التطرف
وقالت الكاتبة "رباب كمال"، ان سحل فتاة حتى الموت  ليس مجرد حادث  تحرش خرج عن السيطرة، و إنما نتاج خطاب الكراهية و العنف ضد النساء بدءا من أئمة التطرف المطلوقين  علينا بهدف شغل الرأي العام، هما و هوسهم المرضي بالنساء من أول شعرها حتى قدمها ،  وصولا إلى  الخطاب الجماهيري  الذي يسأل ماذا كانت ترتدي و كيف كانت تمشي تلك الفتاة التي تعرضت للتحرش.
 
مضيفة عبر حسابها على "فيسبوك"، مرورا بامرأة مسخ تتحدث عن حمل أحذية الرجال فوق الرأس و تتباهى بأنها تسعى لنقل هذا التخلف إلى المجلس التشريعي... و ربما   تلك الخصوصية الثقافية و التي دائما تجعل من الضحية المسؤولة عن جريمة غيرها في حقها، ونحن لا نعترف بضحايا التحرش إلا إذا كانت الضحية  جثة هامدة... ها هي جثتكم، قلبي عند أمها،  كل عائلتها و أحبابها،  لكن قلبي عند أمها، اسمها مريم ليس فتاة المعادي!!." 
 
سيكوباتيين 
كما علق المفكر والطبيب خالد منتصر، عبر تدوينة على "فيسبوك"، تقول لهم ايه ، المجرمين دول؟، سحلوا البنت ١٥ متر ... وشافوا دماغها وهي  بترتطم  بالعربية وتنفجر أسفل الإطارات وتتفتت ومستمرين ؟!!!، فعلاً مخنوق ومش قادر أتكلم ولا أوصف..الشارع بتاعهم والبنات ضيوف غير مرغوب فيهن !!..كل بنت هي مريم المسحولة تنتظر دورها.
 
التطرف يجتاح المجتمع 
أيضا كتبت الدكتورة أمل صليب إبراهيم، أوعوا تفتكروا ان المجرمين هم فقط الشابين الصيع اللى قتلوا مريم في المعادي، هذه الشابة الجميلة المكافحة ..الأوباش المحيطين بنا في كل مكان لا يقلوا إجراما عنهم، بل ربما  أكثر سفالة وانحطاطا لان الإجرام معشش فى أدمغتهم، مضيفة عبر حسابها على "فيسبوك"، مواجهة هذه الأجيال لن يكون فقط بعقاب المجرمين اللى ارتكبوا جريمتهم الحقيرة ..لكن بمحاربة هذا الفكر الحقير أيضا ،بتطهير عقول تربت على العفن والجهل عبر سنوات طويلة مع تجاهل تام من الدولة...ان لم يكن دعم غير منظور تحت دعوى التدين.
 
مضيفة :"سيطرة التطرف الديني على وزارة التربية والتعليم وسيطرة التغييب الإعلامي ونشر أفكار إرهابية من الهة التطرف أمثال الشعراوي الذى غيب عقول ملايين هو السبب،التنوير هو الحل..تفعيل القانون هو الحل ..لا لسيطرة الدولة الدينية بمفاهيمها الجاهلية،المجد للعلم والقانون، حزينة عليك يابنتى،الله يرحمك ويصبر أهلك.