ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܝܐ
القمص أثناسيوس فهمي جورج              
أصدرت دولة الفاتيكان هذا الطابع لقديس الكنيسة الجامعة إفرام السوري، وكلمة إفرام تعني خصب، لذا تميزت حياته الداخلية بالنماء والإثمار، فصار مشهورًا بالشرق والغرب، ( تاج الامة السريانية وشمس ونبي السريان و كنارة الروح القدس )  حتّى أن قسمًا كبيرًا من مؤلفاته تُرجم في القرن الرابع من اللغة السريانية الارامية  إلى اليونانية واللاتينية. ويمكن أن يُقال دون تردد أنه قبل كلّ شيء (قديس التوبة). 
 
 اول من دون سيرته تلميذاه  رينوبيوس شماس الرها  ، وشمعون ال    ... ولد في نصيبين ودعي افرام النصيبيني  .كان افرام حسن الصورة واسع الجبهة قليل الذقن ، ذا هيبة ووقار . وكان حسن جسده وشكله الظاهر يدل علي جمال روحه الباطن ، وعلي زينة فضائله  . الامر الذي جعله منبه الغافلين ومعزي الحزاني ومهذب الشبان وسلاح ردع الهراطقة ، مسكناللروح . عاش شماسًا دياكونا وظلّ شماسًا حتي موته ، نابهًا ولامعًا، في منطقة الرها. واعظًا وشاعرًا ومرنمًا ناسكًا، ممتدحًا للبتولية. واعظًا ومفسرًا ومعلمًا معتنيًا بالمساكين في المجاعات والأوبئة. أخذًا على عاتقه حملات توزيع القمح والإغاثة. وقد قيل انه جمع في بيت واسع الفا وثلاثمائة فراش واسكن فيها خدام المرضي والمطببين ، الذين خدموا ضحايا المجاعات  والوباء   . كذلك يذكر  إنه مات متأثرًا من وباء الطاعون الذي انتشر في ذلك الزمان. إفرام رفض كل مديح ارضي في حياته ، واوصي برفضه لاي تكريم بعد مماته  ، لا بشمعة ولا اطياب او مزارت  .  هرب بمخافة واتضاع من درجة الكهنوت .تظاهر بالجنون ايضا ليهرب من السيامة الاسقفية ، بينما هو الجوهرة الحكيمة والنادرة الوجود ، والعزيزة الثمن الملتحفة بالفضيلة المحببة في اعين الله .  مدمنا للصلاة وذرف دموع التوبة النقية ، وقد صنع المعجزات ولبس الاطمار البالية  . عُرف كشاعر ملهم أكثر من كونه مدقق لاهوتي على طريقة غريغوريوس النزينزي. لكنه أيضًا ذهب الي مجمع الثلاثمائة والثمانية عشر بنيقية  ، بصحبة اسقفه ماريعقوب اسقف نصيبين  ،  اشتهر بمقاومة الهرطقات. وكانت ( مداريش النصيبينية  ) باكورة مؤلفاته كنسر انتصب بين الحمامات 
الوديعة .
 
وقد استخدم إفرام أسلوب أعدائه في الدفاع عن الإيمان وإيضاحه. فنثر الأشعار و الدفاعات العقائدية التي تكلم فيها عن سرّ الخلاص بربنا يسوع المسيح ربنا وإلهنا ومخلصنا... إفرام قويم الإيمان قاوم الآريوسية والسابيلية والأبولينارية والأنومية وكل زوان الهراطقة.. افحم الهراطقة بقصايد ومداريش صاغها علي اوزان والحان متنوعة ، وقد علمها لافواج الناس من كل ناحية  . ويروي عنه انه احتال بحيلة يعقوب اسرائيل علي عيسو ، عندما استعار كتب للهراطقة والزق اوراقها بعضها ببعض ، حتي اضحت كلها قطعا من ورق مطبق . فهو المكثر من تلاميذ المسيح وداحض الهرطقة  . ايضا كتب شروحات كتابية لأسفار النعمة أنفاس الله، وكتب حول منظومة الفردوس، وشرح  اتفاق الإنجيليين الأربعة ( الدياسطرون  ) ، بالإضافة إلى روائع ما أضافه للفكر النسكي ، كحمامة البرية الناسك  ، بحيث كان تركيزه  على ذكر الموت والدينونة وأواخر الإنسان ، ليحفر في الناس في صخر قلوبهم وأذهانهم قبرًا للسيد الربّ ليدفنوا ويقوموا معه ٢٤ ساعة على ٢٤.  في توبة مستمرة حتي النفس الاخير ( ميطانيا. ) 
 
لبس الاسكيم وعاش طقس قانونه ، وتمثل بقديس اسمه ابراهيم الرهاوي  ، فاتت اليه الجموع تتقاطر ليشاهدوه وينالوا بركة ارشاده وصلاته ونفع تعاليمه  . كان من اشهر تلاميذه ( ابا وزينوبيوس واسوانا وقوراونا واسحق الامدي وعبسميا  ) .. قيل ايضا انه زار ارض مصر والتقي بالنساك الاسقيطيين بها  . واشتهر هو كبكَّاء منتحب بينابيع دموع كثيرة على خطاياه. مستبقًا الحالة الفردوسية ببتوليته. ونبتت صلواته في طيات كتبه، التي تحولت إلى عصارات ممزوجة بالصلاة وبالامتلاء بالحضور الإلهي. فالآباء القديسون مصلون في كتاباتهم،  لأن اللاهوتي الحقيقي هو الذي يصلي، وتفوح منه روائح التوبة والانسحاق، وهو الذي تتوافق أعماله مع أقواله. وقد راه باسيليوس قائما ويكتنفه ملاكان ، الواحد عن يمينه والاخر عن شماله ، بلباس نير ابيض كالثلج  . وبالجملة عاش إفرام ٥٠ عامًا مع أربعة أساقفة دون أن تلدغه أفاعي الدس والوشاية والحسد... ويحتفظ علم الباترولوجي بكتاباته وعظاته وميامره ورسائله. حتّى أن كواستن  Quasten العالم الألماني الأصل ومؤرخ الآباء الأشهر في عصرنا قال: "الغرب لم يكتب لاهوتًا... ففقرة من إفرام السرياني تعادل ما كتبه كثيرون من الغرب في اللاهوت". 
 
إن إفرام منارة الكنيسة العظيمة وهو بالحقيقة فرات الكنيسة الروحي الذي يروي أرجاؤها بغزارة ويجعل زرع الإيمان يثمر مائة ضعف، وهو كرمة الله الكثيرة الثمر التي تعطي بفضل تعاليمها عنبًا زكيًا وتفرح المسيحيين بغني المحبّة الإلهية. وهو المدبر الصالح والأمين للنعمة الإلهية الذي يغذي عبيد الله بأقوال الفضيلة، كلّ حسب حاجته، ويرشد بمهارة كبيرة عائلة الله الروحية... تنقل افرام خلال رحلة حياته حول نصيبين وأيدسا والرها وامد وشمشاط وقيصرية وأضاف رصيدًا كبيرًا لمدارس اللاهوت والشروحات إلى حدٍ أنها كانت تقرأ في الكنيسة بعد تلاوة الكتاب المقدس، وبقيت مخطوطات عن أعماله ترجع إلى القرون الخامس والسادس والسابع، وعرفت ايضا مؤلفاته النسكية باللغة اليونانية كتعاليم أساسية في السيرة الرهبانية. ويعتبر مديح القديس غريغوريوس النيصي له مصدرًا هامًا لسيرته، وكذا ترد سيرته في مجموعة مينى Migne الشهيرة. 
 
فتأملات إفرام في رموز الإيمان المسيحي ووقوفه ضد الهرطقات جعلته مصدر إلهام شعبي في جميع أنحاء الكنيسة . التي حفظت مجموعة ضخمة من كتابات مار إفرام في العديد من اللغات وبعضها في شكل شعر، وغالبًا ما تحاكي مقاطع اوزان  ذات الشعر الرباعي. ويوجد عدد كبير جدًا من أعماله  باللغة اليونانية. وغالبًا ما يشار إلى هذه المادة في الأدبيات باسم "إفرام اليوناني"، أو إفرايم غريكوس (في مقابل إفرام السوري). وبعض النصوص هي في الواقع ترجمات يونانية لأعمال إفرام الأصلية. أشهر هذه الكتابات هي صلوات  القديس إفرام، التي تُتلى في كل صلاة خلال الصوم الكبير وفترات الصيام الأخرى في 
 
المسيحية الشرقية.
لسانه صار كرمة عنب حملت عناقيد، نبتت في فمه وخرجت باسطة أغصانها تغطي وجه الأرض كلها. تعشعش فيها الطيور وتزداد الأعناب والثمار. وخورس الملائكة ينزل من العلى ليحملوا مخطوطة كتابية، لتُعطَى لمن هو مستحق!! إنه إفرام السرياني وحده المستحق أن يتسلم الكتاب المخطوط، لذلك أودعته الملائكة في يده، حتّى يعظ بأقوال من عسل، تفيض منها نعمة الأنهار السماوية، والحقول المفروشة بالأزهار  و المزروعة بكواكب لامعة وفَرَاديسًا كعدن لا يذبل أبدًا مليئًا بالثمر الطيب، حتّى تنيح بسلام ٣٧٣م في المساكن الأبدية.وتعيد له كنيستنا القبطية في ١٥ ابيب - الموافق ١٨ يونيو . اننا ياسيدنا الرب لسنا اهلا ان نتشفع بطوباوية اولئك القديسين  بل هم القيام حول منبر ابنك الوحيد يتشفعون ويصلون من اجل ضعفنا لنكمل في الايمان كما تكملوا