كتب - نعيم يوسف
قال الأنبا مكاريوس، أسقف عام كنائس المنيا، إن المشاكل قد لا تنتهي، و"لكن يمكن أن نجد سبلًا لحلّها. وقد لا نستطيع تلافي الضيقات، ولكننا نستطيع أن نتحملها. وقد لا تكفّ الأحزان، ولكن يمكننا إيجاد مكان في القلب يتسع لها.. فمن المشاكل تتولّد الخبرة، ومن الضيقات الفضيلة، ومن الأحزان الأكاليل".

وأضاف الأنبا مكاريوس، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "قد لا يكفّ إنسان عن أن يشتهي المال والطعام والشهرة، ولكن بإمكانه التدرُّب على ضبط النفس تجاهها. وقد لا يستطيع إنسان ما أن يتخلص من طاقة الغضب لديه، ولكن بإمكانه كبح جماحه".

وتابع أسقف عام المنيا: "سوف تستمر المؤامرات والخيانات ما استمرت الحياة، ولكن بإمكاننا التحوُّط والانتباه، فالإفراط في الثقة سذاجة، والإفراط في الحرص وسوسة"، مضيفا: "تقع العصا على اثنين، ومع أن الضارب واحد، وشدة الضربة واحدة، وكذلك نوع العصا.. إلّا أن تلك العصا، وبينما تكسر ظهر الواحد،  تنكسر  على ظهر الآخر!، وإذا علمتَ أنه لا توجد خطية بلا غفران، ولا مشكلة دون حل، ولا حياة دون أمد، فهوِّن على نفسك".

واستكمل: "رأيتُ أناسًا حمقى يسخرون من الضيقات والتجارب مبتسمين، بينما يعاني الحكماء والفهماء وذوو الخبرة! وهناك من يُجرَّب في جسده، ومن يُجرَّب في نفسه أو ماله أو أولاده أو سمعته أو عمله أو أهله؛ وهناك من يشبه أيوب البار"، مضيفا: "الصبر بمفرده ليس حسنًا، فقد يُضطَر الشخص للصبر.. وإنما مع الشكر والتسليم تكتمل فضيلته. ويمرّ الإنسان بالضيقة تلو الأخرى، وفي كل مرة يخرج سالمًا غانمًا، ولكنه مع كل تجربة جديدة يسلك وكأنها المرة الأولى!".

وأكد: "من الأفضل أن تضع التجربة أو المشكلة في حجمها الطبيعي، وحينئذ ستجدها تافهة. والفرق -كما يقولون- هو نظرة الفيل ونظرة النملة! النملة ترى التوافه مصائب، والفيل يرى الكبائر صغائر"، و"معظم الناس لا ينتبهون لمعنى لفظة "تجربة"، فهي تعني "اختبار "، أي أنه يُنتظَر من الشخص رد فعله تجاه الاختبار: هل ينجح أم يفشل؟ يتذمّر أم يُسَر في الضيقات؟ فنحن غير معنيين بمصدر التجربة ودوافعها، لكننا  معنيون بردّ فعلنا تجاهها".

وشدد: "عندما تواجه ضيقة تسبّبتَ فيها، اتبع الأتي: الاتضاع، المواجهة، تقبُّل العقوبة برضى، والوعد بالكفّ عن "الحماقات".