( 1906- 1949 )
المدير الثاني للمتحف القبطي والممثل الرسمي لمصر في الدراسات القبطية خلال حقبة الخمسينات

إعداد / ماجد كامل
هو عالم مصري كبير في مجال الآثار المصرية عموما ؛ والإثار القبطية منها خصوصا . أما عن طوجو مينا نفسه ؛ فاسمه بالكامل هو " طوجو رزق الله مينا " ولد بمدينة أسيوط في 7 فبرابر 1906 ؛ وتدرج في مراحل التعلبم المختلفة حتي حصل علي شهادة البكالوريا ؛ بعدها نزح الي القاهرة ؛والتحق بكلية الآثار ؛ وتخرج فيها عام 1929 وكان ترتيبه الأول ؛ فأرسل في بعثة الي فرنسا لدراسة الدكتوراة حيث التحق بالمعهد الكاثولويكي في باريس ؛ ونال دبلومة الأولي عام 1932 ؛ودبلومة ثانية عام 1934 . ثم عكف بعدها علي إعداد رسالة الدكتوراة وكانت حول موضوع " الشهيد أبا بيما Apa Epima ؛ وكانت مخطوطة من مجموعة مورجان مكتوبة باللهجة الصعيدية ؛ وتاريخ المخطوطة يرجع لعام 890م . ولقد تمت مناقشة الرسالة عام 1935 ؛ ونشرت في كتاب من اصدارات مصلحة الآثار المصرية عام 1937 . وقد ذيل هذا الكتاب بمقالة للأب يعقوب مويزر ( 1896- 1956 ) ( انظر مقالنا عنه علي صفحة البوابة نيوز بتاريخ 17 ابريل 2020 ؛ كذلك أيضا صفحتي الشخصية في نفس اليوم ) . بمقالة عن يومي السبت والأحد في الكنيسة القبطية . كما ألحق طوجو مينا بالكتاب فهرست بالآيات المقتبسة من الكتاب المقدس ؛ وفهرست آخر بأسماء الأعلام والأماكن ؛ وأخيرا فهرست ثالث بالأسماء اليونانية التي وردت مكتوبة بالحروف القبطية في النص .

ولقد أنتهز طوجو مينا فرصة وجوده في المانيا للقاء بالعالم الألماني الكبير كورت زيتة Kurt Sethe ( 1869- 1934 ) ( أنظر مقالنا عنه علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 6 يوليو 2020 ؛ كذلك أيضا صفحتي الشخصية في نفس اليوم ) .

وعقب عودته الي مصر ؛ تلقفه العالم الكبير مرقس باشا سميكة مؤسس المتحف القبطي( 1864- 1944 ) ( أنظر مقالنا عنه علي صفحة الاقباط متحدون بتاريخ 2 أكتوبر 2020 ) . فأختاره أمينا مساعدا للمتحف القبطي تمهيد لخلافته في إدارة المتحف عقب وفاته مباشرة ( لمزيد من التفصيل أنظر :- مينا بديع عبد الملك ؛ أعلام مضيئة في تاريخ مصر ؛بيت مدارس الأحد ؛ الطبعة الأولي نوفمبر 2002 ؛ الصفحات من 301- 306 ) .

وخلال فترة رئاسته للمتحف ؛ قام الملك فاروق بافتتاح الجناح الجديد للمتحف خلال عام 1947 ؛ فقام طوجو مينا بتنظيم المتحف وفق أحدث طرق التنظيم العالمية ؛ كما قام بالعمل علي زياة حجم القطع المعروضة من الاثار القبطية ؛منها مجموعة كبيرة من الأحجار المنقوشة جاءت من أحدي الكنائس بمصر الوسطي ويرجع تاريخها للقرن السادس الميلادي. ومجموعة أخري من الأخشاب المنقوشة النادرة من القرن الخامس الميلادي ؛ ومخطوطة نادرة حصل عليها المتحف عام 1946 .وفي عهده أيضا تم اكتشاف مخطوطات نجع حمادي ؛والتي يعتبرها علماء القبطيات أهم إكتشاف أثري قبطي في التاريخ حتي أنه قال لوزير المعارف وقتها " إن قيمتها العلمية والأثرية تعادل أهمية الكشف عن آثار توت عنخ أمون " .

ولقد ذكر عنه العالم المصري الكبير المرحوم الدكتور مراد كامل ( 1907- 1975 ) ( أنظر مقالنا عنه علي صفحة معهد الدراسات القبطية بتاريخ 16 يناير 2020 ؛ كذلك أيضا صفحتي الشخصية في نفس اليوم ) . أنه سمع ذات مرة العالم الفرنسي الكبير ببير لاكو Pierre Lacau ( 1873- 1963 ) ( أنظر مقالتي عنه وعن إنجازاته علي صفحة الأقباط متحدون بتاريخ 26 مارس 2020 ) حيث قال عنه وعن فترة إدارته للمتحف القبطي " إنه شديد الولع بهذا المتحف الصغير . وإنه يعجب كيف أمكن أن يرتقي به مديره فينقل هذه الآثار المبعثرة الممزقة المهشمة المشوهة إلي تحف تروق العلم والذوق ؛ ثم قال أيضا " إني ما من مرة زرت فيها مصر إلا كان للمتحف القبطي نصيب في هذه الزيارة " .( لمزيد من التفصيل راجع :- مراد كامل ؛مجلة مدارس الأحد ؛ عدد شهر أكتوبر 1950 ؛ الصفحات من 31- 34 ) .


أما عن الأنتاج العلمي للعالم الكبير فيمكن تلخيصه في النقاط التالية :-
1- أعترفت به الحكومة المصرية كممثل رسمي لها في المؤمرات الدولية ؛ فشارك في مؤتمر بأمريكا عام 1946 ؛ مؤتمر فرنسا عام 1948 ؛ مؤتمر المستشرقين الدولي في باريس عام 1949 حيث القي بحثا بعنوان " نصوص غنوسية قبطية جديدة كشف عنها في مصر العليا ونشرت في كتاب صدر في باريس في نفس العام .

2- نشر مجموعة من الكتابات القبطية واليونانية والنوبية المحفوظة بالمتحف القبطي وكان ذلك عام 1942 .
3- أشرف علي أعمال الحفائر بمنطقة بو مينا بمريوط .
4- أشترك مع البعثة الفرنسية في أعمال الحفر بمنطقة طيبة بنقادة .
5- عمل مجسات في أديرة المناطق العديدة في مص العليا ومنها دير القزاز وغيره من الأديرة الواقعة بمنطقة نقادة .

6- نشر نصوص قبطية ويونانية من النوبة ؛ نشرتها جمعية الآثار القبطية مع ترجمة فرنسية
7- قام بإعادة نشر وتصحيح النصوص القبطية التي نشرها العالم الفرنسي " مونريه دي فيلار " ويبلغ عددها 222 شاهدا وجدت في مقابر في قرية في النوبة ؛ فقام طوجو مينا بتصحيحها وأضاف إليها ما وجده في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية التي بلغت حوالي 321 شاهدا .
8- نشر مقالا باللغة الفرنسية عن شاهد قبر مكتوب باللغة القبطية البحيرية ؛نشر في مجلة جمعية الآثار القبطية عام 1939 ؛وكانت نصوص هذه الشواهد محفوظة في المتحف القبطي .

9- نشر بض المخطوطات القبطية الغنوسية الموجودة بالمتحف القبطي ؛ولقد نشر هذا البحث في هولندا عام 1948 . ( لمزيد من التفصيل رلجع :- مينا بديع عبد الملك ؛ المرجع السابق ذكره ؛ صفحتي 304 ؛305 ) .

ومن بين الكتب القيمة التي كتبها باللغة العربية ؛كتاب هام بعنوان "المقتنيات الجديدة بالمتحف القبطي " حيث يذكر المقتنيات الجديدة التي قام بضمها الي المتحف القبطي خلال فترة رئاسته للمتحف ؛ففي ديسمبر 1944 أقيم معرض للفن القبطي أقامته جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ؛حيث حقق نجاحا كبيرا ؛ ولقد انتهز المتحف فرصة إقامة هذا المعرض وتمكن بفضل رعاية وتشجيع وزارة المعارف العمومية من الحصول علي بعض القطع النادرة ؛وضمها لمقتنيات المتحف ؛نذكر منها :-


1- بابين من الحجر الجيري المنقوش تتكون زخارفه من رسوم هندسية ؛ ويتوسط أحد هذه البابين رسم بارز يمثل قديسا يمتطي جوادا داخل دائرة يحملها ملاكان .

2- جزء من افريز من الحجر الجيري نقشت عليه صورة ديونسيوس إله الخمر في الأساطير الاغريقية وهو واقف تحت شجرة عنب ؛وأغلب الظن انها جاءت من أهناسيا .

3- قطعة من الحجر الجيري تمثل شاهد قبر منقوش عليها نص باللغة القبطية .
4- قطعة من الحجر الجيري تمثل الثلاثة فتية الذين ألقوا في أتون النار ؛وترجع للقرن السابع الميلادي .
5- قميص من الكتان من قطعة واحدة ؛عليه زخرفة بالألوان ؛ويرجح أنه يرجع للقرن الثالث الميلادي .
6- قطعة من النسيج تمثل أسدا جريحا ينظر باحتقار الي أعدائه .

يمكنكم الاطلاع علي القائمة الكاملة لكل هذه المقتنيات في الكتاب السابق ذكر ؛الصفحات من ( 213- 219 ) . (والكتاب موجود منه نسخة PDF علي موقع "مشروع الكنوز القبطية " ؛ أنظر صورة الغلاف ضمن مجموعة الصور الملحقة بالمقالة ) . .


ومن الجهود الأخري التي قام بها أيضا ؛ انه عندما تم بناء كنيسة مارمينا العجايبي بفلمنج بالاسكندرية خلال عام 1946 ؛ قام الدكتور منير شكري ( 1908 – 1990 ) رئيس جمعية مارمينا العجايبي بالاسكندرية قد طلب من الدكتور طوجو مينا الحصول علي تصريح لنقل أربعة أعمدة مرمرية من الدير الاثري بمريوط ؛ فقام بدوره بالاتصال بوزارة المعارف العمومية للموافقة علي النقل ؛ وبعد أن حصلوا علي الموافقة ؛ قاموا بالفعل بنقل الأعمدة (كنيسة مارمينا – قنشرين – موقع علي شبكة الأنترنت ) .

ولقد كانت له جهود عظيمة في الحفاظ علي مخطوطات نجع حمادي وعدم خروجها من مصر ؛ فعندما زار العالم الفرنسي جين دوريس المتحف القبطي ؛ أطلعه الدكتور طوجو مينا علي المجلد الذي بحوزته لفحصه ( أنظر صورتهما معا وهما يفحصان المجلد ضمن مجموعة الصور الملحقة بالمقالة ) ؛ فأكد له العالم الفرنسي أنه مجلد بالغ الأهمية ؛ فأصر طوجو مينا علي ان تحصل الحكومة المصرية علي كل المجلدات التي هربت للخارج ؛ وعدم السماح لها بمغادرة البلاد ؛ ووصل الخبر إلي وزير المعارف ؛فقرر شراء أي مجلد يتم العثور عليه لصالح المتحف القبطي ؛ ولكن للأسف تعذر تدبير المبلغ وقتها ؛فقام رجال الآثار بالتحفظ علي المجلدات ؛وخرج جزء منها خلسة الي الولايات المتحدة الامريكية ؛ غير أنها عادت كاملة فيما بعد سوف نروي القصة كاملة عندما تحين الفرصة للكتابة عن مخطوطات نجع حمادي .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- مينا بديع عبد الملك :- أعلام مضيئة في تاريخ مصر ؛ بيت مدارس الأحد ؛ الطبعة الأولي نوفمبر 2002 ؛ الصفحات من (301- 306 ) .
2- مينا بديع عبد الملك :- قاموس التراجم القبطية ؛ جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ؛ الطبعة الأولي 1995 ؛ صفحة ( 147 ) .
3- مراد كامل :- طوجو مينا ؛ مجلة مدارس الأحد ؛ اكتوبر 1950 ؛ العدد الثامن ؛ السنة الرابعة ؛ الصفحات من ( 30– 34 ) .

4- رؤوف حبيب :- طوجو رزق الله مينا 1906- 1949 ؛ مجلة مدارس الأحد ؛يونيو ؛يوليو ؛ أغسطس 1977 ( والشكر هنا واجب ولازم للأخ الحبيب الدكتور عادل شكري لتفضله رئيس تحرير مجلة مدارس الاح لتفضله بتصوير المقالة وإرسالها لي علي الواتس فله مني جزيل الشكر والتقدير ) .

5- طوجو مينا :- المقتنيات الجديدة بالمتحف القبطي – موقع الكنوز القبطية .
6- كنيسة مارمينا قنشرين – موقع علي شبكة الأنترنت .
7- مخطوطات نجع حمادي – ويكبيديا .
8- أحمس باهور لبيب :- الدكتور باهور لبيب عالم الآثار ؛ قصة كفاح ونجاح ؛ الطبعة الأولي ؛ 2009 ؛ صفحتي 184 ؛ 185 .