محمد حسين يونس
من الصعب بعد سنوات ست ( منذ 2014 حتي الأن ) أن نقيم أداء الجمهورية الثالثة لحكم الضباط الأحرار.. التي تمثل مرحلة مستجدة في تاريخ مصر...تم فيها ..الإستسلام لتعليمات صندوق النقد .. و كسرت الديون ظهرها .. و تنحت الطبقة الوسطي عن الحكم .. ليتولي المليارديرات و المليونيرات القيادة ... و التتنفيذ لحضرات السادة الضباط .

في وسط هذه الحالة الضبابية التي لا نعرف فيها ما هي سياسة الحكام أو أساليب عملهم
و تفاجئنا القرارات و الإنجازات ..تصبح الاحداث الرئيسية التي مرت بنا منذ.. (14 يونيو 2014 ) ..كبداية للجمهورية الثالثة ..علامات علي الطريق تدل علي إتجاهه (اى الطريق ) أكثر مما تدل علي نهايته .

العلامة الاولي
أن السيد الرئيس المنتخب في مواجهة (حمدين صباحي) في المرة الأولي أو (موسى مصطفى موسى) في المرة الثانية .. أسر قلوب المصريات بإبتسامته الغامضة و تهذيبة و رقة خطابة ..مع تواضع القادرين ..والعمل لاربع و عشرين ساعة يوميا لفحص ما يوضع أمامه من تلال الهموم و المشاكل و القضايا التي تنوء بحملها الجبال .

أهم هذه المشاكل هي السلبية التي يتعامل بها المصرى مع مستقبله .. يتوالد كالارانب .. ولا يعمل .. و تصبح اللقمة التي لا تكفي فرد مقسمة علي خمسة في بعض الطبقات.. و ترميها في القمامة طبقات أخرى دون أن يهتز لها رمش .

الانتاج متدهور خصوصا في زمن الكورونا .. و توزيع عائد الانتاج مجحف .. والديون تتراكم و خدمة الدين وحش يمتص الكفاف الذى ينتجه المصريون و يجرفة للخارج .

السيد الرئيس يقود شعب في أغلبه جاهل بما في ذلك حاملي الشهادات العليا و عدد لا بأس به من المسئولين .. منوم مخدر بواسطة خطابات من هم أكثر منه جهلا من مدرسين و إعلاميين و رجال الدين .. و لا تجدى حلول الجمهورية الاولي(الناصرية )لإيقاظه .. فالجمهورية الثانية (الساداتية المباركية )أفسدت الجميع و الشره أصبح غولا لا حدود لاطماعه ..

في سوق العمل يقذفون كل يوم بالالاف من محدودى القدرات تنتجهم أله جهنمية ..أزهرية ..صنعتها الجمهورية الاولي .. وإستولي عليها سلفي الجمهورية الثانية .. تطلق المظاهرات .. وتقيم قضايا الحسبة علي الاذكياء ..ولا تتوقف عن العبث بالكتب الصفراء و إزعاج البشر بفتاوى تسمح بالاغتصاب و فتح أسواق النخاسة.

السيد الرئيس محاط بالوحوش المبتسمين الذين يطلق عليهم( إذا ما رأيت نيوب الليث بارزة .. فلا تحسبن أن الليث يبتسم ) فالرجال حوله ذوى الياقات البيضاء لن يتوقفوا عن الافتراس ..و إستنزاف الشعب كلما أتيحت لهم الفرصة .

إن فساد الجمهورية الاولي المحدود أصبح ظاهرة عامة في الجمهورية الثانية .. ولم يتبدل بعد في الجمهورية الثالثة .. فمهما أفرغت في الافواه من الاموال سيظل (من شب علي شيء شاب علية )..

والفساد لا يعالج بالتمني أو بالقوة و القانون و الأوامر وأجهزة الرقابة ..ففي الجمهورية الثانية تحول القانون ليصبح خادما للفاسدين و كانت أجهزة الرقابة شريك يتمتع بالمميزات .. ولازال الامر علي حاله .

السيد الرئيس علية التعامل بنفسه في قضايا العلاقات الخارجية .. فالجمهورية الاولي دمرت العلاقات السوية و الطبيعية مع المعسكر الرأسمالي و هو لازال يحتفظ بذكريات اليمة ..

و الجمهورية الثانية غدرت بالحلفاء من المعسكر الاشتراكي ولازالوا يحتفظون بذكريات اليمة ..

والعرب و المسلمون و الافارقة ينظرون بريبة و توجس تجاة نوايانا بعد أن راوا لاعب الثلاث ورقات الساداتي يتلاعب بهم.

عندما أقرأ الجريدة كل يوم أجد الرئيس مجتمعا بمساعدية يوصي و يأمر و يهدد ويهادن .. و يقرر كما لو كان لا يوجد في الجمهورية الثالثة إلا الرئيس عبد الفتاح السيسي و إنعدم من يفكر غيره أو يتخذ القرار

أنه يحمل ما لا طاقة لبشر به و في الغالب كل أجهزتة المساعدة ما هي إلا ديكور دولة لا يعول عليها خصوصا حكومة السكرتارية و برلمان المصفقين ... و المصيبة القادمة المسماة مجلس الشيوخ .

العلامة الثانية :
علي ارض الواقع تتم فصول مشهدا جديدا لم نشهده كثيرا ....رئيس وزراء مالتي مليونير ( من عرق جبينة ) و مستشارون متأنقون يرون أن رفع الدعم او تخفيض قيمته عمل وطني و اللي مش عاجبه يضرب راسه في الحيط .

يرددون بقلب بارد ...أن امن البلاد أكثر أهمية من تخاريف المتضررين .. ثم إرتفاع جنوني في الاسعار وخناقات مع فاتورة الغاز او الكهرباء و المياة و ضرائب و رسوم تنمية موارد الدولة لا تتوقف عن الزيادة كل سنة..ومشاريع تجميل مدينة القاهرة أو الأسكندرية التي تتحول لعاهات فنية و تخطيطية

مليونيرات الطبقة الوسطي يزيحون الان كل المتاريس التي وضعتها تجارب السنين الفاشلة منذ حكم قادة إنقلاب يوليو .. ليمهدوا الطريق لسيطرتهم الكاملة علي المجتمع والناس .. ويبتسمون بثقة وهم يشيرون الي بعبع الطوارق الغزاة في العراق و الشام وسيناء ..و الأن ليبيا ..محذرين من مصير اسود لو تمت معارضة الموجة الإقتصادية الثالثة التي يبشرون بها و يستفيدون منها .

وها نحن ننتظر محبوسي الانفاس ماذا سيحدث غدا و ماذا سيرتفع ثمنه و أى ضريبة جديدة ستفرض علينا ..و أى قانون مجحف سنبتلي به .. بنفس اسلوب البشر عندما تصيبهم الطبيعة بكوارث الزلازل و الفيضانات و الاعاصير و الأوبئة.. مبدلين الدعاء من ((ربنا أنت تحب الاقوياء .. ربنا وتكره المستضعفين )) في خمسينيات القرن الماضي.. إلي (( ربنا لا نطلب منك رد القضاء ربنا نطلب اللطف فيه ))... مستسلمين ((قدر الله وما شاء فعل ))... يعني حنعمل إيه !!

عندما سلم مبارك الصولجان للجيش .. كان يعرف تماما أن الضباط المليونيرات سيدافعون عن مكتسباتهم ولن يسلموها للثائرين .. كما كان الاخوان المسلمين و التيارات الاسلامية المدعومة بواسطة السعودية وقطر يدركون أيضا أن المليونير لا يعرف إلا رنين الذهب و يتوجه منوما إلي مصدر الصوت ..

كما كانت الحيزبون الامريكية و أسودها يفهمان الواقع ..ثم الرئيس الجديد ترمب يعرف و يتلاعب بنا .... فلقد خبروا ودربوا و نظموا و علموا .. وربطوا كل الحكام الجدد بقاطرة رجال الاعمال الامريكان و البنكرز اليهود ..و فكر النيو ليبرالي .. وساروا بها حيث توجد مصالح الإمبريالية وإسرائيل.

الجميع كانوا يعون الحقيقة .. عدا الشباب النقي في الشوارع الذى قدم الشهداء و المصابين .. و الطبقة المتوسطة التي عانت من إقتصاد غير مشجع علي النمو .. و اقباط مصر الذين تصوروا أن الغد سيأتي بالمواطنة بديلا لنظام (الرعايا )وللظلم والتفرقة الذى يزاوله عليهم الحكام منذ زمن الفاطميين ..

المضطهدون و مسلوبي الحقوق و الذين يعانون من التفرقة .. سواء نساء ..فقراء.. متعلمين .. مثقفين .. بياعين .. حلنجية .. الكل كانوا في الشارع ينتظرون زوال الكابوس .. و الانعتاق .. من أسر المستبد الذى حكم لثلاثة عقود.. فجاءهم يسعون المليارديرات المبتسمين حاملي المدفع و الولاء للدولار و الجنية .

العلامة الثالثة :
مهمات القوات المسلحة و عتادها أسبقية أولي حتي لو جاءت بالقروض و الديون ... لقد أصبح قانونا غير قابل للنقاش .. وبديهية محرم الحديث عنها .. و تابوة..لا يمكن الإقتراب منه .
و نحن سنفعل هذا ..ولكن نذكر فقط منذ كامب دافيد و إنتهاء المعارك كانت الولايات المتحدة ترصد جزء من المعونة المخصصة لمصر لتقدمه علي هيئة سلاح .. و لم يكن لليد السفلي الارادة أو القدرة علي مطالبة اليد العليا بتقديم أحدث ما أنتجته الترسانة الامريكية .. و كان الامر غير هام بالنسبة للحكام .. فمصر لن تحتاج للسلاح بعد أخر الحروب .و تحول العدو التقليدى لصديق .

و لكن عندما أصبح وزير الدفاع وقائد الجيش (رئيسا) إختلف الوضع فهو يعرف تماما ما تحتاجة القوات لتحقيق أهداف مجهولة لنا ... لذلك بدأ بشراء المعدات من مصادر متنوعة أهمها فرنسا و المانيا و روسيا والأن إيطاليا .. ولاننا لسنا بأغنياء فلقد جاءت البضائع كلها علي هيئة ديون ستدفعها و تدفع فوائدها الاجيال المقبلة كان الله في عونها .

بعيدا عن تابوة السلاح و العتاد .. نجد أن القوات المسلحة قد قامت بأعمال متنوعة (كانت إلي عهد قريب مسئولية القطاع المدني ) مثل إنشاء و إدارة شبكة واسعه من المشاريع الانتاجية .. بدأت بتسمين العجول و تربية الدواجن و بيعها ..و إمتدت لتغطي كل مجالات التجارة الداخلية من توزيع وقود و لبن أطفال.. إلي إنشاء مزارع سمكية مرورا بإنشاء مساكن و مدن .. بالاضافة إلي مصانع الادوية و الملابس العسكرية حتي الترفية و إقامة الحفلات سواء العامة أو الخاصة في المناسبات ..

لقد إكتفت القوات المسلحة ذاتيا و لكنها أعجبها الدور فأصبحت قادرة علي سد جزء من إحتياجات السوق خصوصا الكمامات و مواد التطهير في زمن الكورونا بأسعار لا تقبل المنافسة لانها لا تدفع عنها ضرائب أو رسوم .. ويوكل لها بالأمر المباشر القيام بمشروعات تسميها (يد تبني و يد تحمل السلاح )

((في 6 سنوات، تحولت مصر من أكثر الدولة خطورة في الطرق، إلى وصولها إلى الترتيب الـ 45 عالميًا في مجال جودة وأمان الطرق)) حقيقي .. طيب ..

((كان للهيئة الهندسية للقوات المسلحة نصيب الأسد في عملية تحويل طرق مصر ..وتم تنفيذ ما يقرب من 400 مشروع، علاوة على خدمة المشروعات القومية (العاصمة الإدارية الجديدة مشروع المليون ونصف مليون فدان - مدينة العلمين الجديدة – الجلالة – ناصر –المنصورة الجديدة) ، بإجمالي استثمارات تقدر بأكثر من 100 مليار جنيه...)) .. ديون بالطبع .

((مشروعات الإسكان تم تنفيذ عدد من المشروعات وصل إلى ما يقرب من 1000 مشروع بتكلفة إجمالية تقترب من 100 مليار جنيه، بدأت منذ عام 2014 وتستمر حتى الآن)) ..

((بالإضافة إلى تنفيذ 15 ألف وحدة إسكان شباب وتنفيذ 75 ألف وحدة لتسكين قاطني الوحدات بالمناطق ذات الخطورة المهددة للحياة، وذلك للقضاء على العشوائيات، والعمل على إزالة مصادر الخطورة عن الوحدات التي تحت خطوط الضغط العالي أو في نطاق التلوث الصناعي.)) ..

و((كانت للهيئة الهندسية نصيب كبير في عملية بناء تلك المجتمعات العمرانية الجديدة، متحدين عامل الوقت والزمن)).

((قام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة وتحت إشراف وإنشاء الهيئة الهندسية من تنفيذ عدد من المشروعات في قطاع الزراعة، أهمها مشروع التسمين الحيواني وتنمية الثروة الحيوانية وإنشاء الصوبة الزراعية ومشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون بكفر الشيخ، ومشروع الاستزراع السمكي في بورسعيد ، ومشروع الاستزراع السمكي في البحر الأحمر والبحر المتوسط.))

العلامة الرابعة :
الاستسلام لتعليمات و توجيهات البنك الدولي و تخفيض قيمة الجنية و إرتفاع فاحش للاسعار و زيادة الديون و حمل الفوائد . .

إدارة الدولة الطبيعية عادة ما تخضع لدراسة واسعة لاحتياجات المجتمع و الالتزامات المترتبة عليها ..و كيفية الوفاء بها وتغطيتها في حدود الاولويات وحجم المتوفر من موارد وحصيلة دخل الحكومة إلا عندنا ..

فإذا كان دخل حكومة مصر عام 2017 ينفق منه علي ((الأجور 228 مليار جنيه وخدمة الدين 292 مليار جنيه والدعم مشتملا برامج الحماية الإجتماعية 210 مليار جنيه، مما يعنى أن تلك البنود الثلاثة فقط تمثل حوالي 80% من إجمالي الإنفاق العام؛ أي أن ما يتبقى لكل مجالات الإنفاق فى حدود 20 % بما فيها الصحة والتعليم و البنية التحتية )). فهل هذا يعبر عن حكم متفهم لواجباته.

نراجع الأرقام الثلث اجور لسبعة مليون عامل ( تضخمت أجور بعضهم خلال ألاربعة سنين الماضية لدرجة غير متوقعه مثل أعضاء مجلس الشعب و الشرطة و الجيش ) .. و الثلث تسديد فوائد و خدمة الديون. التي إستدانها النظام من أجل مشاريع و أوجه صرف غير معروفة و غامضة تقتصر للشفافية .. ثم يحاول الحاكم تخفيض التزامات الدعم ..(أو الحيطة المايلة) .و رفع قيمة الوقود و الكهرباء و المياة .

في موازنة .. 2020 – 2021 ميزانية خدمة الدين تطورت و تعدت 80 % من دخل الحكومة .. أى بهتت بجوارها الإجور و الدعم و الإنفاق علي باقي الانشطة إنها قسمة ضيزي...إنها فوضي .لا تحل إلا بديون أخرى ..

فإذا ما أضفنا لهذا سحق قيمة الجنية وضعف قدرته الشرائية و إرتفاع أسعار الخدمات و الوقود و زيادة الضرائب و الدمغات بما يسمي القيمة المضافة .. وأن هذه الامور تتصاعد و لا تتوقف عند هذه الحدود بل ستستمر في السنين القادمة ..

فهل نخطيء عندما نعتبر أن السياسة الاقتصادية خلال سنوات حكم الجمهورية الثالثة تعتبر في حدود الكوارث التي أصابت فقراء الامة ...و دمرت طبقتها المتوسطة

العلامة الخامسة :
مؤتمرات و سفريات و إحتفالات عديدة مكلفة لبلد مديون .

عندما نشاهد المؤتمرات التي تقام في شرم الشيخ للشباب و خلافة و الاحتفالات المصاحبة لها و مقدار الفخامة و الهدايا و التسهيلات التي منحت للعيبة الدورة الإفريقية لكرة القدم .. بالاضافة الي السفريات إلي أمريكا و أوروبا و بلاد الواق الواق التي تتكلف كل منها ملايين الدولارات فهل يمكن تصور أننا نتكلم عن بلد فقير يستدين ليأكل خبزه ...حمدا لكورونا .. خفضت هذه الأبهه .. و لكن لم تلغيها .

العلامة السادسة:
قد يعجب البعض أن الحكومة المدينة بمليارات الدولارات خارجيا.. و بليونات الجنيهات داخليا .. تبني لنفسها مقرين .. احدهما صيفي في العلمين .. و الأخر شتوى في العاصمة الإدارية الجديدة .. كما تبني مقرا للبرلمان بشقية النواب و الشيوخ الذى لم يصدر عنه إلا قوانين مضادة للشعب و مصالحة .. تهدف لتمكين طبقة المليارديرات من رقاب المعدمين .

مشاريع نظام الحكم الجديد ..تتبع خطة واضحة تبتعد بكل طاقتها عن الانتاج .. بل تدمر أدوات الانتاج التي إعتمد عليها المجتمع لنصف قرن سابق .. و لننسف حمامنا القديم و ننشيء أخر علي أحدث الطرزالامريكية التي فيها فئة محدوده كومبرادورية الهوى تتمتع بالثروة و النفوذ .. و الاغلبية تتضور جوعا.

قد يكون هناك دوافع ما لإنشاء الاف الكيلومترات من الطرق تتصل بتحركات القوات علي الارض لضبط الأمن .. ولكن ما يحدث في القاهرة من توسيع الطرق و بناء كبارى .. لا يفكر فيه شخص مديون لشوشته .

قد يكون هناك ضغوط سياسية لتحويل منطقة القناة إلي أرض لا يمكن التحرك منها للقتال دون أن يسبب ذلك أضرار مؤلمة للاقتصاد .. (( قناة السويس الجديدة.. وأنفاق السيارات أسفلها والمنطقة الاقتصادية حولها و محاولة توصيل المياة لسيناء من تحتها )).

و قد تكون هناك أسباب سياسية أو إقتصادية لبناء عاصمة جديدة فيما يسمي بإقتصاد (الريال ستيت ) و قد تكون كل هذة الامور عشوائيات لا تخضع لماستر بلان أو خطة واضحة .. رغم أنه من المفهوم جيدا أن أولويات إصلاح الاقتصاد .. لها خطوط أخرى و إقترابات أخرى و مصادر تمويل لا تخضع لالاعيب البنك الدولي

يبقي سؤال مشاريع الجيش العديدة التي تستنفذ الأموال و تعطل التنمية الحقيقية من أين للقوات المسلحة بالميزانيات التي تغطيها.. و أين تصب الأرباح .. وهل تخضع لرقابة الجهات المتخصصة .. و تدفع عنها ضرائب ..الغموض الذى يلف هذه الأمور .. يمثل ديلاما واضحة لمن لدية عقل يفكر به

العلامة السابعة
سيناء مباحة و مغتصبة .. مثلها مثل كنائس الاقباط .. و أديرتهم..فالارهاب لم يعد يخاف أو يضع في إعتبارة حكومة الجمهورية الثالثة للضباط الاحرار

الغريب إن الشعب عندما خرج لتفويض القوات المسلحة لم يكن يتصور أن قائمة الإنجازات بعد ست سنوات لن تضم السبب الرئيسي للتفويض أى القضاء علي الإرهاب .. و أنها ستتحدث .. عن المليارات التي أنفقت بالدين لمشاريع تجميلية غير إنتاجية و ليست لها أولوية عاجلة إلا في نظر المستفيدين منها .

ما تزهو به الرأسمالية المليارديرية ( الكومبرادورية ) خلال السنوات الست الماضية .
من زراعة القمح في الصحراء ،حل ازمة الكهرباء بمحطات سيمنز، ،مشروعات الطاقة الشمسية و النووية المنتظرة.. المزارع السمكية ، شبكات الطرق ، تسليم وحدات سكنية لبعض الفقراء ،اعادة تسليح الجيش ،حفر حقل غاز الشروق.. ليس بينها القضاء علي الإرهاب أو الكورونا أو أخذ جائز نوبل في العلوم أو إنتاج فيلم أو حتي مسلسل ..يمكن مشاهدته .. أو توفير كرسي في مدرسة محترمة .

نحن حقا في مأزق عصي علي التشخيص و الفهم والحل ففي أى مكان في العالم تقوم (هيئتة الهندسية و جهازة للخدمة الوطنية ).. بإزاحة الإدارة المدنية .. و تولي الضباط الأعمال الهندسية و الإقتصادية .. بفرد الصدر .. و إصدار الأوامر الواجبة التنفيذ فورا ..علي حساب الجودة و راحة المواطنين .

كيف لا يستطيع المصرى أن يرى ما يحدث حولة بوضوح .. كيف لا يرون إلا الأصوات العالية التي تطلقها أبواق الدعاية و الاضواء المبهرة التي تعميهم عن رؤية الواقع .
.
يقول ماركس وانجلز في البيان الشيوعي: ((ليس تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا سوى تاريخ صراع الطبقات. فالحر والعبد، والنبيل والعامي والإقطاعي والقن، ومعلم الحرفة والصانع، وباختصار الظالمون والمظلومون.
المتصارعون دومًا، خاضوا صراعًا لا ينتهي، صريحًا تارة ومستترًا تارة أخرى، صراعًا كان ينتهي دائمًا إما بتغيير المجتمع كله تغييرًا ثوريًا ... وإما بانهيار كلتا الطبقتين المتصارعتين))...

أعتقد أن الطبقتين اللتين تصارعتا في بلدنا قد إنهارا لتظهر مكانهما طبقة الراسمالية الكومبرادورية ..في مواجهه مع المعدمين ... ترهب الأولي الثانية و تستنزفها و تطردها من منازلها بالقوة وفي بعض الأحيان من مقابرها من أجل أن تعمل إنجازات .لا يعرف أهميتها إلا من فكر فيها

هل نجني كل هذه المعاناة لاننا لا نقرا تاريخنا و لا نرجع الي نشأة الظواهر و لا نعرف ماذا زرعنا.. أم لان الميديا المتفاءلة المزوقة و التعليم السطحي و الوعظ الديني الطقسي أصبحوا أقوى من الواقع المخجل

(( نختم حديثنا غدا ))....#دفتر_إنكسار_أهلك_يامصر