محمد حسين يونس
نرجع تاني ليوم التفويض .. و خروج الملايين في حماية القوات المسلحة .. لتقول .. فوضناكم علشان تحاربوا الإرهاب .

قادة الجيش تصوروا إن المجتمع المدني قد عجز عن حل مشاكله ....وأننا لم نعد قادرين علي إدارة حياتنا.. و مش عارفين صالحنا .. فعلقوا بوستر ضخم لشاب زى الورد بملابس الجنود .. يحمل بين يدية عيل .. و (( الجيش و الشعب إيد واحدة . )) ..

ثم توالت مظاهر علاقة الشاب بالطفل المدلل .. الجيش يزرع (بدالة) القمح .. والخضار في الصوب أورجانيك .. .. يصنع جهاز العروسة ( بدالة) .. يربي سمك و جمبرى (بداله) يجيب لبن أطفال (بدالة) .. يبيع الفراخ و اللحمة و الخضار (بدالة) ..

قلنا و اللة كتر خيرهم .. م هم ولادنا برضة و لنا حق الوالدين عليهم ..

لكن بدأت نغمة جديدة تظهر (( يد تبني .. و يد تحمل السلاح .. )) ثم بدأت اليد البناءة تتحول لرصف الطرق و إقامة الكبارى ..و المدن الجديدة .. و تحتكر سوق ألإنشاء ..

كويس أهو بيشغلوا شركات المقاولات

حول الطرق المستجدة لا يستخدم إلا بواسطة (من رصفوها) .. و كشك في الأول و كشك في الأخر و ندفع الكارتة ..

وبعدين عينك م تشوف إلا النور .. نسبة مش قليلة من التداول الإقتصادى في السوق أصبح يتم عن طريق الهيئة الهندسية .., وجهازمشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة الذى يضم 36 شركة أولها النصر للكيماويات الوسيطة (بيروسول ) .. و أخرها الوطنية للفنادق و الخدمات (توليب )...علي فكرة دة مش سر حتلاقي بيانها علي النت .

ثم فتح الاندية ( الدور ) للجمهور برسوم .. و المستشفيات العسكرية تنافس الخاصة ..وتستقبل الحالات الصعبة.. تعالج المدنيين ..وتصلح المايلة من مستشفيات الحكومة ...محطات توزيع الوقود ..وماء الشرب ..و محطات المحمول (we).. و شركات الإعلان .. و الدعاية .. و محطات التلفزيون .. و علي رأس كل هذا الأوزة التي تبيض بيضة ذهب .. الإسكان و الريال ستيت .. و أعمال المقاولات .. حتي التخصصي منه مثل ترميم قصر البارون إمبان.. أو تجميل ميدان التحرير .

هل ضباط و جنود القوات المسلحة .. قادمون من خارج هذا المكان .. أم أن لديهم صفات جينية تخالف صفات المدنيين ..أم هي التربية العسكرية و الإنضباط الذى يمنحهم التفوق والكفاءة و النجاح .!!.

يقود هذا إلي تساؤل أخر ..

هل فشل المجتمع المدني في تحقيق النهضة المرتقبة.. فتم تحويل جزء من مهامة لتؤديها القوات المسلحة ..بمعني الإستعانة بمن لم يؤهلوا للعمل المدني ليقوموا بما لم يقو علي فعله المتخصصون المؤهلون .

لقد إمتد هذا الإحساس بالتفوق الميرى لينعكس علي سياسة الحكومة فأوكلت أغلب الوظائف القيادية في الحكم المحلي ، البرلمان ، وحدات الإنتاج في القطاع العام أو مؤسسات الحكومة إدارة قناة السويس للسادة اللواءات السابقين .

الإرهاب سيحاكم بواسطة القضاء العسكرى و ..و الإعلانات تحيط أسوار مقار وحدات الجيش ..

الجندى تعلم وتدرب بأن لا يهتم إلا بتحقيق المهام التي توكل إلية في الوقت المحدد .. بغض النظر عن تكلفتها أو كفاءتها أو قدرتها علي الصمود و الإستمرار لفترات طويلة .. فهو لا يهتم كثيرا بما يسمي دراسات الجدوى أو المنفعة .. أو الكوليتي أشورنس أوكوليتي كونترول ...إن أمامه مهمة سينجزها بأى وسيلة .. حتي لو كانت تكاليفها فوق طاقة المجتمع..

ولهذا يبدو أنه الأكفأ في حين أن الدراسات المتأنية .. ستجد أنه كان من الأفضل تكريك قناة السويس في ثلاث سنوات بدلا من سنة .. بتكلفة لا تزيد عن جزء ضئيل من التكلفة التي دفعها الشعب لأداء هذا العمل دون عائد يذكر.

بعد نهاية خمس سنوات .. يقوم البرلمان .. بناء علي توصيات الحكومة بإصدار قانون .. يجعل البعض من كبار الضباط محصنا .. و يعامل بداخل (الوطن ) معاملة الوزراء و بالخارج معاملة السفراء ..

أن تقدم الحكومة مثل هذا القانون الذى يقول أن هناك من يعتبر نفسه البريمو و الباقي أتباع وأن يقوم البرلمان بإصدار قانون تمييز البعض صاحب الحظوة و الحظ الحسن و ان يتقبل الشعب هذا ببساطة و إبتسام المستسلمين لقضاء الله و قدرة .. يدل علي أن هذا المجتمع في أزمة تفوق تلك التي واجهها في 67

اخر خبر هو مشروع قانون جديد ((ويتضمن إضافة مادتين جديدتين أولاهما برقم 5 مكرراً لتقضي بأن يكون لكل محافظة مستشار عسكري وعدد كاف من المساعدين يصدر بتعينهم وتحديد شروط شغلهم الوظيفة قرار من وزير الدفاع... أما الثانية برقم 5 مكرر "أ" تقضي بتحديد اختصاصات المستشار العسكري للمحافظة، والتي تشمل المساهمة في المتابعة الميدانية الدورية للخدمات المقدمة للمواطنين والمشروعات الجارى تنفيذها والتواصل الدائم مع المواطنين في إطار الحفاظ على الأمن القومي بمفهومه الشامل ولتحقيق موجبات صون الدستور والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة )) .. واللة لو كانوا الأب البيلوجي للمصريين و خلفونا مكنوش حيراعونا أكتر من كدة

الجيش قنن الأوضاع المستجده..و جعل من نفسه وصيا علي الحياة الديموقراطية .. بقوانين الباشا علي عبد العال .. ونصوص في الدستور المعدل ..
و أصبح نقد هبوط طريق أشرف علية ..أو تمثيلية أنتجها .. يؤدى إلي مخالفات .. قانونية و دستورية و محاكمات عسكرية

فإتكتمنا
و قلنا يشرف عليها الجيش تشرف عليها وزارة النقل و لا الإسكان أهو زيتنا في دقيقنا .. و الداخل بينا خسران

حتي تناثرت الأخبار تحكي عن ماذا يحدث خلف جدران الصمت .. فعرفنا إن المثل القائل (إدى العيش لخبازة و لو ياكل نصفة ) صحيح و إن الخباز الميرى لسوع العيش.. و لم يتركة يخمر فسطحة .. و أنه لا يختلف في المهارة و الأداء عن قرينة المدني

وعرفنا إن من الأفضل حفاظا علي كرامة ضباطنا و محبة الشعب لهم و أمن الوطن .. إبتعاد القوات المسلحة عن أى نشاط إقتصادى مدني تنافسي ( إنشاءات ، تجارة ، إدارة ) أو أى عمل لا يطلق علية مجهود حربي و يقع ضمن إختصاصات القوات..أو لخدمتها ..
.
و بالمرة لو إنتظر حضرة الضابط المحال إلي التقاعد خمس سنوات بعد إنهاء علاقتة بالقوات المسلحة قبل أن يشغل منصبا مدنيا أو وظيفة في الإدارة المحلية فسيكون إختيارة عين الصواب

البند الأول في (( منافيستو للأجيال القادمة ))
بعد زمن أرجو الا يكون ممتدا ..قد يرى المجتمع أنه من الواجب فصل (السياسة) عن (الفنون العسكرية ) حيث تصبح المهمة الوحيدة للقوات المسلحة هي حماية الأمة من الغيلان المحيطة بها من كل جانب وذلك ..بجعل وزير الدفاع كادرا سياسيا مدنيا .. كما يحدث في جميع بلاد العالم الديموقراطي ..ينفذ خطط الدولة ..و لا يشكل وصاية عليها . ( نكمل حديثنا باكر )

#منافيستو_للأجيال_القادمة .