محمد حسين يونس

 
هل سيبني أبناء و أحفاد اللصوص و المرتشين و تجار العملة،المخدرات ،الاثار ،الاعراض ،الدين و الفتوات و مدبرى المؤامرات و العمولات .. و مخربي الخزانة العامة .. ولعيبة الكرة و الممثلين الاونطة ..و مضاربي البورصة والمستفيدين من إرتفاع أسعار أراضي البناء و أصحاب العقارات .. و الذين جمعوا المليارات مستغلين قربهم من صاحب القرار ..و القادمون من بلاد الجاز .. هل أبناء و أحفاد هؤلاء يبنون مصر المستجدة .
 
هناك حقيقة نعيها جميعا ..أن الذاهب للقبر لن يأخذ معه ما يمتلك .. و أن الابناء و الاحفاد .. سيرثون إما فقرا و ديونا ..أو عزا و اموالا و نفوذا .. و هكذا فكل السادة الذين ذكرتهم أعلاه و جمعوا الملايين وربما المليارات سيتركون ما كنزوا للابناء و الاحفاد ..أى أن مصير و تداول الثروة في مصر سيصبح بعد عقد او عقدين في يد طبقات غير معروفة لكم تاريخيا ..أو سلوكيا و لكنها لها صفات عامة .. قد نحاول التوصل لملامحها معا .
 
في زمن عبد الناصر .. كان الاختراق الطبقي يتم بوسيلتين الاولي أن تتعلم و تحصل علي مؤهل كلما إرتفع كلما زادت فرصتك ..أو تتعلق بالطبقة الجديدة التي إمتلكت مقاليد الامور بعد أن هرست أصحاب المقام الرفيع من إقطاعيين وراسماليين .
 
التعلق بالطبقة الجديدة كان يتم إما بوظيفة بالواسطة و المحسوبية أو بنسب و زواج من بنت الباشا . .. في ذلك الزمن كانت الوسيلة الاولي الاكثر أمنا .. و كنا جميعا نتسابق لنصبح من أصحاب الشهادات ..
 
و لكن منذ الزمن الساداتي حتي يومنا هذا نشأت طبقة جديدة أزاحت أصحاب العلم و المباديء .. و حلت محلها أصحاب الفهلوة و الفتاكة و (معاك قرش تسوى قرش ).. و من هنا جاء السادة العظام الذين حصرت بعضم في بداية مقالي..
 
هؤلاء معظمهم عاموا مع الموجه و عرفوا من أين تؤكل الكتف .. و لانهم غير مؤهلين او غير قادرين علي الجهر بما يملكون .. فجاء سلوكهم إستهلاكيا مظهرىا ترفيا .. و هكذا بدأ جيل من الابناء يولد ( وفي بقة معلقة ذهب ) .. ..
 
هذا الجيل بما إمتلك من تميز تزوج و لم يدفع مليم .. و سافر و لم يدفع مليم .. و عربد ولم يدفع مليم .. و أرسل الاحفاد للمدارس و الجامعات الاجنبية .. ليتحدثوا بلغات غير عربية .. ويسلكوا سلوكا غير مصريا .. و يكونون مجتمعا تراه في الكمباوندات و المصايف الهاى .. و يغير العربات و التليفونات و الحبيبات بسهولة .. و لا يعنيه .. ما إذا كانت ستخرب أو تعوم .. فمصر بالنسبة له ..متخلفة بدائية .. أف وريحيتهم وحشة .
 
زمان قالوا متخفش من الهبلة خاف من ولدها .. و الولد أصبحوا الان هم ملاك الاموال في مصر .