ارنست وليم
اخترع " يوحنا جوتنبرج " منتصف القرن الخامس عشر اول مطبعة لحروف متحركة – السبق يعود للصينيين ولكن بطبع عن حجر او خشب محفور لنص كامل – وصلت الطباعة لاسطنبول حيث عرفها الاتراك عن طريق اليهود في اخر القرن حوالي 1493 ، بواسطة اﻷخوين اليهوديين صامويل وديفيد بن نحمياس .

فطلب السلطان بايزيد الثاني المتوفى عام 1512 م – ابو السلطان سليم الاول فاتح مصر والشام وما حولهم ومذل شعوبهم ، واول من لقب بأمير المؤمنين من آل عثمان - الفتوى فكانت تحريم الطباعة على المسلمين - فتركوا لحالهم ولكن دون مجاهرة كذلك فعل الشوام من سوريين ولبنانيين مسيحيين بحروف سريانية ثم عربية على استحياء طوال القرن السادس عشر والسابع عشر حتى جاءنا نابليون عام 1798 فكانت المطبعة رغم المقاومة الدينية اولا هي طريقنا للنهوض وفق مقاييس عصر لم يعد كما كان ، وكنا معه من اهل الكهف الذين دخلوا الجحر اربعة قرون او ثلاث فاستيقظوا فإذ العالم غير العالم .

رفض رجال الدين وفقهاء الامة – بإجماع – وعلى رأسهم شيخ الاسلام اداة الشيطان ، ولما لم يجدوا مخرجا من قبولها سمموا البئر . فجعلوا الطباعة "نتاج الحداثة" السلاح الذي يضربون به الحداثة فكانت الطباعة نشر لظلمة ودعوة لردة واجترار ما فات على انه فخر من المفاخر والعودة إليه هو السلاح الناجع لإيقاف عقارب الساعة والعودة إلى الكهف مرة اخرى فلم يكن إلا ظلمة الجنين في رحم الجنة.

وكذلك يفعل من يتشدق بالحرية ليقتل الحرية في بلاد الحرية بعد ان نحرها عنده فصار الكل عبيد شيء ما – دوجما أو رجل دين او زعيم او نعيم بجهل ، للذة سوداء يعرفها الماذوشي وهو في ذروة النشوة الخبيثة لبلوغه القاع الذي ما ان يصله حتى يحفر تحت قدميه اكثر فأكثر لقاع اسقم .

نعم بدأت الحضارة عندما نطق الانسان باللسان وألقى الحجر .
ولكن قال احدهم : " ان افضل اختراع عرفه الانسان هو الكلام وهو ايضا اسوءه "