عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، مباحثات على مستوى القمة مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، وذلك في إطار زيارته الرسمية للعاصمة اليونانية أثينا.

 
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنّ رئيس الوزراء اليوناني استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس في اليونان صديقا عزيزا، معربا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبا، ومشيدا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط مصر واليونان.
 
وأكد ميتسوتاكيس حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بالعلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية.
 
من جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره لرئيس الوزراء اليوناني على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدا بخصوصية العلاقات التاريخية بين مصر واليونان ومدى تميزها، معربا عن اهتمام مصر بتطويرها في المجالات كافة، وتكثيف التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين مع استكشاف أوجه التعاون بينهما، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، خاصةً على الصعيد السياسي والعسكري ومجالات الطاقة، فضلا عن الارتقاء بالتعاون القائم في إطار الآلية الثلاثية مع قبرص، والتي تعد أداة فاعلة للتنسيق والتعاون في تحقيق التنمية الاقتصادية.
 
وذكر المتحدث الرسمي أنّ المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، إذ أشاد "ميتسوتاكيس" في هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة في مصر، والتي كان مؤداها التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري، والثبات والتماسك في ظل انتشار جائحة كورونا، مؤكدا اهتمام بلاده بتعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية اليونانية بمشاركة الشركات اليونانية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.
 
وأكد الرئيس في هذا الصدد، أهمية تعظيم آليات التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، في ضوء اتساق المصالح والمواقف المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، مشددا على أنّ منتدى غاز شرق المتوسط أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، والذي من شأنه فتح آفاق التعاون والاستثمار بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.
 
وأضاف المتحدث الرسمي أنّ المباحثات تطرقت لمختلف تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً المتعلقة بشرق المتوسط وكيفية التعاون والتكاتف لمواجهاتها، ومستجدات الأوضاع الليبية، حيث استعرض الرئيس رؤية مصر للحل السياسي في ليبيا وجهودها التي تهدف بالأساس إلى استعادة دور مؤسسات الدولة وملء فراغ السلطة بشكل مؤسسي، والتي أدي غيابها إلى منح المساحة لوجود الميليشيات المسلحة وزيادة نشاطها، الأمر الذي بات يهدد بتحول ليبيا إلى بؤرة توتر بالمنطقة امتدادا إلى أوروبا، مؤكدا أهمية التزام المجتمع الدولي بدعم التسوية السياسية للأزمة الليبية بناءً على المحددات الواردة بنتائج مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، وجرى التوافق بين الجانبين بشأن ضرورة تكثيف التنسيق المشترك، مع تأكيد الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصل لحل سياسي يمهد الطريق لعودة الأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق. 
 
وشهدت المباحثات مناقشة مستجدات مكافحة خطاب التعصب والفكر المتطرف، إذ أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار الآفة على المستويات كافة، لترسيخ قيم الاحترام المتبادل وعدم الإساءة للرموز الدينية المقدسة، وهو الطرح الذي توافق معه ميتسوتاكيس، إذ أشاد في هذا الإطار بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر لتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات واحترام الأديان.