كتب – روماني صبري 
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، انه سيتجه للقضاء، بعد تشكيكه في نزاهة الانتخابات الرئاسية، حيث شدد على وجود تلاعب في الأصوات من قبل الديمقراطيون لصالح منافسه جو بايدن، الذي يقترب من الفوز بالرئاسة كما يقول إعلام الديمقراطيين في بلاده، وقال ترامب في بيان أصدره البيت الأبيض أنه سيواصل العملية من خلال كل زاوية قانونية ممكنة لضمان ثقة الشعب الأمريكي في حكومته، وأعلنت حملة ترامب أن الانتخابات الرئاسية لم تنته بعد وقال مات مورجان أحد المسؤولين في فريق ترامب، في بيان "هذه الانتخابات لم تنته بعد، التقديرات الخاطئة التي تعلن فوز جو بايدن تستند إلى نتائج بعيدة عن أن تكون نهائية في 4 ولايات، وحتى الآن لم تعلن أي من وسائل الإعلام الأميركية الكبيرة فوز بايدن، فهل تعكس هذه الانتخابات أزمة الديمقراطية في الولايات المتحدة؟.
 
ديمقراطية أمريكا تتآكل 
وفي سياق ذلك قال "ريتشارد وايتز"، مدير مركز التحليل في معهد هدسون، من المبكر أن نقول هذا، الذي يمكن أن نقوله هو ان الثقة بالمؤسسات الديمقراطية ووسائل الإعلام والقضاء تتراجع وتتآكل بشكل تدريجي بشكل كبير منذ عقود.
 
مضيفا عبر فضائية "سكاي نيوز عربية"، فمنذ 4 سنوات تعرضت هذه المؤسسات لانتقادات متتالية من قبل الرئيس ترامب، وهذا جديد على أمريكا، لكن رغم ذلك لم نصل لما يسمى أزمة الديمقراطية في الولايات المتحدة." 
 
لافتا :" يرفض الرئيس مغادرة البيت الأبيض في حال خسارته الانتخابات، وهذه ستكون معضلة، لأنه في الواقع هناك بنود في الدستور، تحتم الانتقال السلمي للسلطة.
 
ماذا لو أصر الرئيس ؟ 
عدم احترام قواعد الديمقراطية، المترسخة بالنسبة للولايات المتحدة، ألا يعد عارض من أعراض هذه الأزمة، وردا على ذلك قال وايتز، هذا يعتمد على ما سوف يفعله الرئيس ترامب، لأنه من قال أن هناك تزويرا في الانتخابات، وإذا استمر ترامب في رفض قبول النتيجة في حال خسر، وطلب من وزارة الدفاع التدخل، بطبيعة الحال سيتم اللجوء إلى الدستور للتحكيم في الأمر، ومن جانب آخر إذا أردنا أن نتحدث عن المحاكم والتصعيد القضائي الذي قد يلجا إليه، فإننا سنلاحظ أنها من ستبت وتحسم، وهذا يتوقف على تصرفات الرئيس.
 
وذهاب ترامب للمحاكم ديمقراطية 
بعض الأنباء تقول أن الحزب الجمهوري بدأ حملة لجمع الأموال لتمويل القضايا القانونية بخصوص تزوير الديمقراطيين، بما يقدر بـ60 مليون دولار، إلى أي مدي هذا يزيد ويعمق هذا الخلاف والانشقاق غير المسبوق في الولايات المتحدة، ومن شانه أن يترك آثار وندوب على النظام المؤسسي في الولايات وحصانة هذه المؤسسات؟، ولمناقشة ذلك، قال فادي فضل، أستاذ العلاقات الدولية، في حالة عدم الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية، تكون الطريقة الأسلم والأنسب هو الذهاب للمحاكم.
 
 مضيفا :" وهذا سبيل ديمقراطي توفره البيئة الديمقراطية، وهو أن تكون المحاكم والقانون سيد المواقف والفاصل في هذه القضايا، موضحا، ورد الديمقراطيون على الحزب الجمهوري بحملة لجمع التبرعات عكست نيتهم في الذهاب أيضا إلى المحاكم ليدافعوا عن جو بايدن.
 
ولفت فادي فضل، أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن الرئيس الأمريكي ليس رئيسا للعالم، مشيرا :" لكن رئيس هذه الدولة له تأثير على أمور عديدة تخص دول العالم، والدليل بايدن كان أعلن انه في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدة سوف يعيد بلاده إلى أحضان "اتفاقية باريس" لحماية البيئة الدولية والحد من التلوث، ليرسل ضمانات لحلفائه الأوروبيين التقليديين مثل فرنسا وألمانيا وايطاليا، كذلك الصين وروسيا، خلق لديهما نوعا من الاطمئنان.
 
لافتا :" بايدن وقتها سيسلك منهجا مختلفا عن ترامب، الذي حقق مكتسبات لصالح أمريكا عبر مفاوضاته مع دول العالم من خلال التجارة العالمية والاقتصاد العالمي