أكد "مصطفى ع." من الأهالى وشاهد العيان الوحيد على واقعة توليد سيدة في "طرقة" مستشفى ساحل سليم، لـ"الوطن" أن السيدة دخلت المستشفى الساعة 2 ظهرا للولادة وعقب الكشف عليها الطبيب قال "لسه مش هتولد دلوقت روحوا وتعالوا بعد العشاء".
 
وأضاف الشاهد أنه عقب خروجها من غرفة الكشف لم تتحمل آلام الوضع وكان شقيقها وجدتها برفقتها ولم تستطع السيدة الخروج من المستشفى من شدة الألم، الأمر الذى جعل شقيقها وجدتها يصعدان بها للدور الثالث فى حجز قسم النساء.
 
 وتابع: "دخلوا علينا حجرة قسم النساء وكنت حينها أزور شقيقتى المحجوزة بالقسم وفور خروج السيدة من الحجرة تتمشى فى الطرقة تم الوضع والطفل اتولد والجميع صرخ واستنجد وشقيقها وجدتها بأن يأتى أحد لإنقاذ الأم والطفل ولكن دون جدوى".
 
وأكمل: "طبعا دى حالة ولادة ولا يمكن أن أذهب ناحيتها وكان يوجد بالقسم ممرضة وعاملة نظافة تسمى "عطيات " فأسرعت للممرضة وطلبت منها أن تتدخل لإنقاذ الأم وطفلها، لكنها رفضت إلا بعد أن يكف شقيق السيدة عن التصوير، حيث كان يقوم بتصوير الوضع بالموبايل، فطلبت منه أن يوقف التصوير وقالت له انتظر كى تساعد الممرضة شقيقتك وبالفعل أوقف التصوير، ولكن الممرضة أصرت على عدم التدخل لمساعدة السيدة".
 
ويواصل شاهد العيان حديثه، "الأمر الذى دعى "عطيات" عاملة النظافة للتدخل ومساعدة السيدة فى الولادة وحمل الطفل خاصة وأنها أتعلمت الولادة من خلال عملها بالمستشفى"، لافتا إلى أن المنظر كان غير آدمى بالمرة.
 
ورجح الشاهد، أن الطبيب لم يكن موجودا بالمستشفى لإنه لو كان بالمستشفى لسمع الصراخ وبالحالة وتدخل لإنقاذ السيدة ولكن هذا لم يحدث، بحسب كلامه.
 
ومن جانب آخر اشتكى الشاهد من عدم وجود مستشفى بالمركز بعد أن تم هدمه منذ 4 سنوات، وحتى الآن لم يتم بناءه، موضحا أن المستشفى المركزى الذى كان يضم جميع الأقسام أصبح لا يضم إلا وحدة عناية وغرفة نساء، "إذا تعب شخص نضطر للذهاب به لأسيوط وممكن يموت أثناء نقله".
 
وأضاف "المشكلة هنا ليست فى هذه الحالة فقط بل فى منظومة صحية غير موجودة فى ساحل سليم، فهو المركز الوحيد المظلوم فى المحافظة منعدم الخدمات ولا يوجد من يطالب لنا بحقوقنا".
 
وفى سياق آخر أشار إلى أنهم فى قرية الخوالد التابعة للمركز يعانون أشد المعاناة، فالوحدة الصحية بالقرية خارج نطاق الخدمة، بحسب تصريحاته، مشيرا إلى أنه ذهب برفقة مريض للوحدة الصحية بالقرية ولم يسأل فيهم أحد مدة نصف ساعة، "دخلت وجدت الممرضين قاعدين مع بعض ولا ساءلين فى حد فهم يأتو الوحدة للجلوس فقط ولا يعملون شيئا".