مينا حبيب
على بابها تتعثر في طريق متصدع وكأنك في قرية لم تعرف يوما المدنية والحضارة، ولكن كيف وهي المدينة المرتبط اسمها بحجر رشيد الذي فك طلاسم تاريخ مصر وحل رموز لغتها الفرعونية. كل شيء تراه يخبرك أنها تحمل أسرارا، وترى عجبا بينما تتعمق قليلا في شوارعها. فها هي مراكب بسيطة تجاور يخوت فارهة، ومقابر على تل فخم يتأمل في جمال النيل واسمه “كوم الأفراح”! 
 
هي بلد تمتليء بالمتناقضات، حتى في إنشائها على الضفة الغربية للنيل عكس كل المدن القديمة التي بناها الفراعنة.  وبها الكثير من أشجار النخيل حتى لقبت ببلد المليون نخلة كما تعلقت قلوب أهلها بالنيل وصيد الأسماك منذ آلاف السنين.
 
أول من أطلق عليها هذا الاسم “رخيت” كان الملك الفرعوني مينا عندما زارها في رحلته ليوحد القطرين. وعلى مدار آلاف السنين قدم أهلها أمجاد سجلها التاريخ بفخر، فقد استطاعوا هزيمة الهكسوس والانجليز واخترع أهلها حرب الفدائيين للدفاع عنها ببسالة. تشعر أن أبناءها جنودا يحملون في قلوبهم مزيجا فريدا من الطيبة والشجاعة والكبرياء.
 
 نعم وقعت في حبها من أول نظرة وتمنيت أن أخبر الدنيا عن هذه المدينة المصرية العريقة التي تحمل عظمة لا يدركها الكثيرون، وتستحق مكانة سياحية بين أعظم مدن الدنيا بما تحمله من آثار وجمال وتاريخ.