د.ماجد عزت إسرائيل

 منذ أن جلس البابا كيرلس الرابع البطريرك رقم110(1854-1861م) على كرسي مار مرقس الرسول كان على رأس أولوياته النهضة بالتعليم القبطي ومن أجل ذلك قام بإنشاء العديد من المدارس منها بالبطريركية، وحارة السقايين(عابدين)،وأسس مدرسة للبنات، وأقتصر التعليم فيها على دراسة اللغة القبطية والعربية والإنجليزية والفرنسية والحساب، وعندما ذاعت شهرت هذه المدارس أرسلت الطبقات العليا أبناءها، وأصبح هؤلاء الخرجين هم القوى العاملة والقادة في الدولة المصرية حتى أواخر القرن التاسع عشر.كما أنشاء المطبعة،التي قام باستيرادها من النمسا على نفقة الكنيسة القبطية؛للمساهمة في طباعة الكتب التي تحتاج إليه المدارس التي إنشائها، وطبع النشرات والقرارات البابوية، والمقالات والتقارير.كما أهتم بتشيد المكتبات التي كانت ملحقة بالمدارس أو الكنائس أو الأديرة لأنه منذ الوهلة الأولى إدرك قيمة التعليم وضرورة تميز الأقباط في هذا المجال.  
 
   وفي منتصف الخمسينات من القرن المنصرم وبالتحديد عام 1954م تأسس معهد الدراسات القبطية من أجل الحفاظ على التراث القبطي.وقد ولدت فكرة إنشاء المعهد عندما كان مجتمع المستشار يوسف فرج والفنان حبيب جورجي في أبو قير، وفى الوقت عينه كان الدكتور عزيز سوريال عطية يزور حبيب جورجى، وبتدبير عجيب جاء نيافة الأنبا ياكوبوس مطران القدس والانبا يوأنس مطران الجيزة لزيارة يوسف فرج. وتطرق الحديث حول إستغلال الأرض الموجودة  بتشيد معهداً للدراسات القبطية في منطقة الأنبا رويس لخدمة الكنيسة،ليتعرف الأقباط على حضارتهم وتاريخهم المجيد، من خلال مركز أكاديمي وفي إطار علمي وتعليمي، لتكتمل به دائرة الوعى القبطي بعد تأسيس المتحف القبطي على يد مرقس سميكة عام 1910م، وجمعية الآثار القبطية 1934م، وتأسيس جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالأسكندرية 1945م. 
 
  ومن الجدير بالذكر،هاجر الدكتور عزيز سوريال عطية (1898-1988م) بعد تعرضه لعدة صعوبات بمصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1955م  حيث عين أستاذ زائر بجامعة أنديانا ونجح في تأسيس معهد دراسات للشرق الأوسط بمشاركة "سامي جبرة".كما أسس كرسي للدراسات القبطية بجامعة يوتا وهذا ما فشل في تحقيقه في مصر. وإصدر الموسوعة القبطية في باللغة الإنجليزية عن دار نشر ماكميلان في نيوريوك في ثمانية مجلدات في(2372) صفحة وهي التي صدر بعد رحيله عن عالمنا الفاني بثلاثة سنوات أي عام 1991م. 
 
   وفي حبرية المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك117(1971-2012م)تم تشيد العديد من فروع للكلية الإكليريكية في بعض محافظات مصر من أجل تنمية الوعي الديني لدي أقباط مصر. بالإضافة إلى زيادة أقسام معهد الدراسات القبطية من أجل الرقي بالتعليم القبطي لمواجهة الأكاديميات والمؤسسات العلمية سواء المحلية أو الدولية. 
 
  وربما اليوم في حبرية قداسة البابا تواضروس الثاني البطريرك رقم 118 - تولى منذ 4 نوفمبر 2012م– وتم تجليسه في 18 نوفمبر 2012م وحتى كتابة هذه السطور أطال الله عمره سنين عدة وأزمنة سالمية- نحن في حاجة إلى بلورة  فكرة إنشاء جامعة القبطية سواء داخل مصر أو خارجها. وخاصة بعد أنشاء قداسة البابا تواضروس الثاني للعديد من المكتبات وعلى رأسهم مكتبة المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي،بالإضافة إلى المركز الثقافي القبيطة بالقاهرة،ومكتبة البطريركية وأيضًا مكتبات الكنائس في شتى ربوع مصر... الجامعة القبطية حلم من أحلام الأقباط!!