لم تجد أمامها سوى الصراخ للاستغاثة بالجيران، بعدما تركها ابن شقيقتها وحيدة في شقة بدون أثاث، وأغلق الباب عليها، وبالفعل سمع الجيران استغاثتها فقاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية التي تمكنت من إنقاذ السيدة المسنة، ونقلها إلى أحد المستشفيات.
 
واقعة غير إنسانية شهدتها منطقة حي "الكويت" بمدينة السويس، لسيدة تُدعى "خضرة"، في العقد الثامن من العمر، قام ابن شقيقتها باستئجار شقة سكنية، ونقلها إليها، دون وجود أي أثاث بها، وفي غياب من يقوم برعايته، ليتهرب من مسئولية رعايتها، رغم أنها هي من قامت بتربيته ورعايته لسنوات.
 
وسادت حالة من الغضب بين أهالي المنطقة، عندما دخلوا الشقة التي كانت تعيش فيها السيدة المسنة بمفردها، وتبينوا عدم وجود أي طعام أو شراب بها، وكذلك عدم وجود أي أغطية لحمايتها من البرد، فقاموا بإبلاغ الشرطة، واستدعاء سيارة إسعاف لنقل السيدة إلى مستشفى السويس العام.
 
وأكدت السيدة "خضرة" لجيرانها، الذين قاموا بإنقاذها، أن ابن شقيقتها وضعها في هذه الشقة، بعد أن رفض إقامتها معه في شقته، وتركها فيها بدون طعام أو شراب، أو حتى أثاث، ونظراً لعدم قدرتها على الحركة، اضطرت إلى الصراخ للفت أنظار الجيران، للاستغاثة بهم، لإنقاذها من الموت جوعاً وبرداً أثناء تواجدها بمفردها داخل الشقة.
 
وناشدت السيدة المسنة جيرانها: "الحقوني، أنا مريضة جداً، ابن اختي تركني هنا وحيدة"، وتابعت بقولها: "أنا مش عاوزة أتبهدل، أنا تعبانة جداً وعاوزة أروح المستشفى، ومحتاجة للعلاج".
 
وقالت "أسماء"، إحدى الجيران، إنه للأسف بعد قيامها برعايته لسنوات طويلة، قام ابن شقيقتها بنقل السيدة المسنة من منزله، وأستأجر شقة سكنية خالية من الأثاث، وتركها بداخلها، دون أن يراعي أن "خالته" هي من قامت برعايته لسنوات طويلة.
 
وطالب الجيران بضرورة أن يقوم مسئولو مديرية الصحة أو التضامن بالسويس، بتوفير سرير للسيدة بإحدى دور الرعاية الاجتماعية للمسنين، نظراً لعدم وجود من يقوم برعايتها، وإنقاذها من العذاب الذي تعيش فيه، خاصةً وأنها لا تستطيع التحرك من مكانها.
 
وأكد مصدر طبي بمستشفى السويس العام أنه يجري علاج السيدة داخل المستشفى حالياً، ويقدم لها الرعاية الصحية الكاملة، خاصةً وأنها عانت صحياً خلال الفترة الماضية، وكان يجب رعايتها وعدم تركها لوحدها، ومن الواضح أنها تعاني نقصاً في العلاج والطعام، بسبب تركها وحدها في الشقة.