مؤيد قوي لإسرائيل وأيد غزو أفغانستان ويكره أردوغان

كتب – نعيم يوسف

في مشهد لافت، عندما قدمته نائبته ليتحدث أمام الآلاف من مؤيديه، صعد جوزيف بايدن، البالغ من العمر 77 عاما، راكضا إلى المنصة، مرتديا كمامته السوداء، ليتحدث ليس فقط إلى أكثر من 370 مليون أمريكي، بل إلى مليارات الأشخاص حول العالم الذين كانوا ينتظرون الخطاب الأول لسيد البيت الأبيض الجديد، والذي قد يغير الكثير من السياسات في جميع أنحاء العالم.. فمن هو "جوزيف بايدن"، أو كما يطلقون عليه "جو بايدن

من عائلة متدينة
ولد جوزيف روبينيت بايدن، في 20 نوفمر عام 1942 (يبلغ من العمر 77 عاما حاليا)، في سكرانتون بنسلفانيا، لأب يعمل رجل مبيعات سيارات، وسط عائلة كاثوليكية متدينة، وأب يعمل رجل مبيعات سيارات، وفي سن العاشرة انتقل إلى منطقة لايمونت، ديلاور مع أهله، حيث استكمل تعليمه من أكاديمية اريشمير في كلايمونت، ديلاور.

اسهل "جو" حياته العملية بالعمل في المحاماة، وذلك في عام 1969، ولكن على ما يبدو أن طموحه السياسي كان غالبا عليه، حيث انتخب في مجلس مقاطعة نيوكاسل عام 1970، ليضع الرجل أقدامه على أول السلم الذي سيصل إلى قمته بعد 50 عاما، ويجلس على المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.


محترف انتخابات
كان "بايدن" خلال هذه الرحلة الطويلة التي امتدت نحو 50 عامًا، محترفا في الانتخابات، رغم كل ما يقال عن كونه ليس صاحب كاريزما قوية مثل باقي رموز الحزب الديمقراطي، إلا أن المتابع لمسيرته يكتشف أنه محترف الفوز في الانتخابات، فـ"بايدن" أصبح سيناتورا في سن 30 عاما، وهو الحد الأدنى للسن القانوني في الولايات المتحدة، وخاض معركة تفوق فيها على السيناتور الجمهوري الملتزم جيمس كاليب بوجز، والذي كان مسيطرا على المنصب لسنوات كثيرة، ومدعوما بقوة من الحزب الجمهوري، وأصبح الشاب بايدن في عام 1973، خامس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، ليهزم بعدها جيمس باكستر في عام 1978 وجون بوريس في عام 1984 وجاين برادي في عام 1990, ورايموند كلاتورثي في عام 1996 ويعتبر أكثر سيناتور استمر في مجلس الشيوخ الأمريكي في تاريخ ديلوار، وقد أُعيد انتخابه مرة أخرى كسيناتور في عام 2008، بل وتنبأت له صحيفة التايم عام 1974 بأنه سيكون له مستقبل جيد، واختارته في قائمة المئتين من وجوه المستقبل.

خلال عمله سيناتورا في الكونجرس، انضم بايدن للعديد من اللجان، ومنها لجنة العلاقات الخارجية، ولجنة السلطة القضائية، واشترك في صناعة العديد من قوانين الجريمة الفيدرالية في العقد السابق، بما فيها التحكم في جريمة العنف وإجراءات تطبيق القانون لعام 1994، وهو معروف بقانون بايدن للجريمة، والقانون الأبرز (العنف ضد حركة المرأة عام 1994) والذي يحتوي على جزء كبير من الإجراءات من أجل وقف العنف المنزلي، كما أنه يعتبر واحدا من المناصرين للنساء.

الخطوة قبل الأخيرة في سلم السلطة
عام 2008، كان "بايدن" يخطو خطوته قبل الأخيرة في الصعود إلى سلم السلطة في الولايات المتحدة، عندما اختاره المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية باراك أوباما ليكون نائبه في الانتخابات الرئاسية، وفي 12 كانون الثاني 2017 فاجأه الرئيس باراك أوباما وقبل أيام من ترك الأخير لمنصبه في البيت الأبيض بمنحه أعلى وسام مدني في البلاد وهو وسام الحرية خلال حفل أقيم في البيت الأبيض.

آرائه تجاه المنطقة

أما بالنسبة لتوجهاته السياسية، وخاصة فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، فالرجل مؤيد قوي لإسرائيل، ويؤيد حل الدولتي، وأيد غزو أفغانستان، والعراق، وأيد فكرة إرسال قوات أمريكية إلى السودان، ودعا إلى تقسيم العراق إلى فيدراليات (كردية وسنية وشيعية)، كما أنه له رأي سلبي تجاه الحكم الحالي في مصر، وتعهد بدعم الأكراد في تركيا حتى يتم الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أما بالنسبة لإيران فهو يؤيد الخيار الدبلوماسي في التعامل معها، وتعهد بالعودة للاتفاق النووي، ورفض التصويت لاعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.


حياة شخصية صعبة
أما بالنسبة لحياته الشخصية، فإنه عندما انتخب سيناتور في سن الثلاثين، وقبل أن يحتفل وقعت له فاجعة كبيرة، وهي فقدان زوجته وابنته بحادث سير، أودى بحياتهما، وفي عام 2015، خطف السرطان ابنه بو بعد صراع طويل له مع المرض، لافتة إلى أنه مازال الحديث عن "بو" يؤلمه كثيرا، ويمكن القول إن الوضع العائلي لجو بايدن أقل ما يوصف بأنه كارثي.

الوصول لقمة السلطة
وبعد انتخابات شرسة قادها "بايدن"، ضد الرئيس الحالي دونالد ترامب، أعلنت شبكة "CNN" الفضائية، أمس السبت، فوز مرشح الحزب الديمقراطي، جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأمريكية، اعتمادًا على النتائج الأولية التي جاءت من ولاية بنسلفانيا، والتي أضافت 20 صوتا لـ"بايدن" في المجمع الانتخابي، ليكون الرئيس الـ46 والأكبر سنا في تاريخ الولايات المتحدة، بعمر 77 عاما.