إعداد وتقديم : بيتر عاطف

 اصدر الرئيس التركي " رجب طيب اردوغان " قرار بتحويل متحف " آيا صوفيا " الذي تم بنائه من اكثر من 1500 عام ككنيسة ثم تحول الى مسجد واخيراً الى متحف ثم الان تم اصدار قرار بتحويله الى مسجد يصلي به المسلمين 

لكن هذا القرار واجه كثر من الاعتراضات من الحكومات والهيئات العالمية والمنظمات المتخصصة بالاثار 
سنوضح ما هي قصة متحف أيا صوفيا وكيف تحول من كنيسة الى مسجد 
 
اصدر الإمبراطور " جستينيان " وهو امبراطور الدولة البيزنطية  
قرار ببناء هذه الكنيسة في القسطنطينية في عام 532  واستغرق بنائها حوالي خمس سنوات حيث تم افتتاحها رسمياً عام 537 
وقام المهندسين المسئولين عن البناء بتصميم الكنيسة بشكل مميز عن باقي المباني في ذلك الوقت 
واستمر مبنى أيا صوفيا ككنيسة لأعوام طويلة حوالي 916 عاماً
وعندما سقطت الإمبراطورية البيزنطية على يد السلطان العثماني " محمد الثاني " في عام 1453
وأصبحت القسطنطينية هي عاصمة الدولة العثمانية وتحول اسمها الى إسطنبول 
قرر السلطان محمد الثاني تحويل كنيسة أيا صوفيا الى مسجد 
وقاموا بتغطية الصور والايقونات المسيحية الموجودة في المبنى بوضع طبقة من مواد البناء عليها
وفي عام 1935 عندما انهى " مصطفى كمال أتاتورك " الخلافة العثمانية اصدر قرار بتحويل المبنى الى متحف 
وقام بإزالة الطبقة التي تغطي الايقونات المسيحية في المبنى 
واصبح بذلك هذا المبنى يمثل اثراً تاريخياً يوضح الصراع بين الدولة البيزنطية والدولة العثمانية 
ويعتبر متحف آيا صوفيا صرح فني ومعماري فريد من نوعه لانه يحتوي علي ايقونات مسيحية و تحف واثار إسلامية أيضا 
وتم ضم المتحف الى منظمة يونسكو كمتحف يضم الاثار المسيحية والإسلامية معاً 
وكان هذا المتحف واحداً من اهم المعالم الاثرية في إسطنبول والذي كان يدل على التعايش والتسامح بين الأديان 
وفي السنوات الأخيرة في تركيا التي وصلت فيها الأحزاب الدينية الإسلامية الى مراكز السلطة 
ظهرت جمعية تطالب تحويل متحف أيا صوفيا الى مسجد يصلي به المسلمين 
ومن الواضح ان هذا القرار بتحويل المتحف الى مسجد جاء لكي يحصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على المزيد من الدعم من الشعب في هذه المرحلة التي يواجه فيها الكثير من الصعوبات التي تهدد بقائه في الحكم 
وربما هذا القرار يعيد له نسبة من الشعبية  
واعترضت كثير من الحكومات والمنظمات الدولية على هذا القرار
مثل منظمة اليونسكو التي اعترضت لان هذا المكان يعتبر اثراً مهما في التاريخ التركي