لا تدخر الدولة المصرية جهدا فى القضاء على العشوائيات، بشتى الطرق الممكنة، من أجل استعادة المظهر الحضارى للمدن، وخصوصا محافظة القاهرة، والقضاء على كل مظاهر العشوائية التى كانت ولا تزال تعانى منها تلك المدن، تارة بإقامة مشروعات قومية تستهدف تطوير تلك المناطق، وتارة أخرى بإزالة التعديات الواقعة على أملاك الدولة، وعلى حرم الطريق.

إزالة الباكيات والعشش بسوق التونسى:

وقادت المهندسة جيهان عبد المنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، حملة مكبرة لإزالة الباكيات والعشش بسوق التونسى القديمة، وتسكين الباعة على الفور بالسوق الجديدة فى البساتين.

وقالت نائب محافظ القاهرة، إنه تم إزالة باكيات بيع السيراميك بالسوق القديمة، وذلك بحضور رؤساء أحياء الخليفة، والمعادى، والبساتين، ومصر القديمة، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية ورجال الشرطة.

وأضافت نائب المحافظ أنه سيتم نقل الباعة إلى سوق التونسى الجديدة، فور الإزالة، مشيرة إلى أن إزالة السوق تتم بهدف تطوير المنطقة، خصوصا بعد تكرار حوادث الحرائق بداخلها، وشدة خطورتها على حياة السكان من ناحية أخرى.

قنبلة موقوتة:

وتعد سوق التونسى القديمة، مقصدا لعدد كبير من الباعة، الذين يعرضون بضائعهم، من مختلف المنتجات والمستلزمات، منذ نحو 20 عاما، وتستحوذ السوق القديمة على مساحة شاسعة، تتخللها 3 شوارع رئيسية، يمتد طولها لنحو 2000 متر، وعرض مماثل، تبدأ من كوبرى التونسى، حتى المنطقة الواقعة خلف مجزر البساتين الآلى، كما يقام داخل مقابر التونسى.

وتكمن خطورة السوق القديمة، فى كونها تضم مئات العشش المقامة بالبوص والأخشاب والأقمشة، بصوورة عشوائية، ما يجعلها قنبلة موقوتة، يمكن أن تنفجر فى أى وقت، حال اندلاع حريق بالمنطقة، نظرا لأن تلك العشش الخشبية متلاصقة، ما يجعلها عرضة للاحتراق فى أى وقت.

الدولة توفر سوقا جديدة:

وتراعى الدولة المصرية الأبعاد الاجتماعية والإنسانية، التى تتمثل فى كون السوق القديمة، التى تتم إزالتها مقصدا للباعة، من أجل عرض بضائعهم، والترويج لها، للوفاء بالتزاماتهم الأسرية، لذا حرصت الدولة المصرية، عند إزالة تلك السوق، على إيجاد البديل لهؤلاء الباعة.

وبالفعل، أقامت محافظة القاهرة سوق التونسى الجديدة، على مساحة شاسعة، تقدر بنحو 30 ألف متر مربع، تحيطها شوارع خارجية تمتد لمسافة 40 ألف متر.

وتقدر تكلفة إنشاء سوق التونسى الجديدة، بنحو 300 مليون جنيه، ويتكون من 5 مبانٍ، تبلغ تكلفتها 230 مليون جنيه، تضم 324 محلا، تتراوح مساحاتها بين 35 مترا إلى 50 مترا، مخصصة لنقل أنشطة السيراميك والأدوات الصحية والموبيليات، كما تضم السوق الجديدة 124 محلا، مخصصة لسوق الخردة، الذى يقام فى مكان محطة المناولة القديمة، المجاورة للسوق بعد تطويرها.

وتستقبل السوق الجديدة الباعة المتواجدين فى 5 أسواق عشوائية، مقامة أسفل كوبرى التونسى، وروعى عند اختيار موقع السوق الجديدة قربه من موقع السوق القديمة، حرصا على البعد الاجتماعى للباعة، إذ إن المسافة بين السوقين لا تتجاوز الكيلومتر تقريبا.

ويتوسط موقع السوق الجديدة الأوتوستراد، وشارع الجزائر، وشارع بين المدابغ، وتم ربط السوق الجديدة بمدخل من الأوتوستراد، ومخرج من الدائرى والأوتوستراد، لتسهيل اتصاله بجميع مناطق القاهرة.

كما أن السوق الجديدة محاطة بسور خارجى لتأمينه، وبه 7 بوابات لدخول الأفراد والسيارات، ويضم نقطة شرطة، ونقطة إطفاء، وغرف كهرباء، وجراجات، ومحولات كهربائية، كما تم تزويده بأجهزة الحماية المدنية والأمن الصناعى، وأقيمت به مبانٍ إدارية.