محلل: المسؤولون عن الأمن يتحملون مسؤولية الجرائم التي تحدث

كتب – نعيم يوسف

 

اغتيال ناشطة

شهدت ليبيا خلال الأيام الماضية، جريمة مروحة، حيث اغتيلت الناشطة والمحامية، حنان البرعصي، المعروفة بدعمها لقضايا المرأة وحديثها المستمر عن الاعتداءات التي تتعرض لها النساء شرقي ليبيا، كما بثت قبل اغتيالها بوقت قصير مقطع فيديو مجموعات مسلحة مقربة من القائد العسكري خليفة حفتر.

 

وقامت مجموعة مسلحة باغتيال الناشطة الحقوقية، في وسط أحد أشهر الشوارع في مدينة بنغازي شرقي ليبيا.

 

جريمة كبرى

قال أحمد الفيتوري الكاتب والصحفي الليبي، إن ما حدث جريمة كبرى، ولا يستطيع تحميلها لأحد، والقضاء هو من يفصل فيها، ولكن "البرعصي" واحدة من النشطاء اللاتي يفدين ليبيا، وهذا استثناء في هذه اللحظة في العالم، حيث يقدمن رقابهن فداء للقضايا التي يؤمنون بها.

 

وأضاف "الفيتوري"، في تصريحات مع برنامج "وجها لوجه" المذاع على قناة "فرانس 24"، أن تصريحاتها قد تكون وراء اغتيالها، ولكن هذه القضية مثل القضايا الأخرى يترك الأمر فيها للقضاء، ولكن يجب إدانة عملية الاغتيال، ويعتبرها مناضلة من أجل معتقداتها وبلادها، وقدمت نفسها فداء لليبيا، والمرأة الليبية تفعل ما لا يُفعل في كثير من دول العالم، ويجعله يفتخر بانتمائه إلى هذا البلد.

 

دور القضاء والقوانين

وتابع الكاتب الصحفي، أن الأمر يتم عن طريق القضاء والقوانين، ويدين أي جريمة، مشيرا في نفس الوقت إلى أن البلاد تعاني من حرب أهلية وبالتالي لا يوجد أي احترام للقوانين في لليبيا، وإذا لم يكن هناك تطبيق للقانون فإن كل واحد يمكن أن يتهم الآخر، والانفلات الأمني في ليبيا منذ عام 1969، وهناك جرائم لم يحقق فيها أحد، والبلد تعاني من جريمة كبرى، وهي أن الناس يقتلون بعضهم البعض، ولا أحد يحقق في هذه الجرائم.

 

وشدد: "نحن ليس لدينا دولة، ونعاني من حرب أهلية، وبالتالي كل ما يحدث في ليبيا هو جرائم، وأتمنى أن نخرج من هذه الأزمة التي امتدت نحو عقد من الزمان".

 

من يتحمل المسؤولية؟

أما عصام الزبير، الكاتب الصحافي والمحلل السياسي، فقال إن من يمسكون بالأمن بعد تحرير منطقة ما من الإرهاب، يتحمل المسؤولين عن الأمن مسؤولية الجرائم التي تحدث، مشيرا إلى أن "البرعصي" انتقدت صدام حفتر، ومن يعتدي على النساء، وعلى الفساد، ولم تُقتل، ولكن عندما تحدثت عن "صدام" قتلت في وضح النهار، من قبل ثلاثة مسلحين ملثمين وسط الناس.

 

نزع الكاميرات

وأضاف "الزبير"، في لقاء مع نفس البرنامج، أن القتلة نزعوا الكاميرات في الشوارع، كما اعتدوا على قبرها وحطموا الشاهد الموجود على قبرها، ومن الغريب أن تتصدى النساء لما يحدث في بلادهن، ويصمت الرجال، ولا يمكن غض الطرف عن ذلك، مؤكدا أن عدد من النساء قتلن واختفين، وإحداهن عمرها 70 عاما، وآخريات اختطفن واختفين، والجاني ومنفذ الجريمة معروف، ولكن يتم غض الطرف عن منفذي بعض الجرائم.

 

وزعم المحلل السياسي، أنه لا يوجد حرب أهلية في بلاده، ويجب الاعتراف بأن المشير خليفة حفتر أخطأ، وهو مسؤول عن بعض الجرائم التي وقعت في المناطق المسؤول عنها.