عبد المنعم بدوى
فى ميلانو بإيطاليا ، توجد كاتدرائيه بها قسيس متعلم ، ذكى ، قوى الأراده ، كان يحرص على ممارسه رياضه المشى والجرى يوميا فى محيط الكاتدرائيه ، وكان بالقرب منه كنيسه صغيره بها قسيس قليل التعليم ، متوسط الذكاء ، تعرف الرجلان على بعضهما البعض ونشأت بينهما صداقه تبادلا فيها الأحاديث والنوادر .

مرت الأيام وأنتقل القسيس الأول من ميلانو الى روما وأنقطعت أخباره ، وبعد عدة سنوات ، سمع القسيس الثانى إن صاحبه هذا قد أعتلى كرسى الباباويه فى روما ، وأصبح البابا الجديد ...

فرح أشد الفرح ...  ترك كنيسته وتوجه الى روما ، وهو يقول لنفسه أن البابا الجديد صديقى  سوف يرحب بى ويقدمنى الى كرادلة الفاتيكان ،  وهو يقول لهم : هذا صديقى القديم ، ثم يأمر بتعيينى سكرتيرا خاص له

عنما وصل الى روما توجه الى الفاتيكان مباشرة ، وسأله الحرس السويسرى ، وأجاب بأنه يريد مقابلة البابا ، طلبوا منه ترك عنوانه وأنهم سوف يردون عليه ... بعد عدة أيام ، جاءه الأذن بالمقابله ...

دخل على البابا فوجده كعهده به " يشع فى عينيه الذكاء وسعة الحيله وقوة الإراده " بادره البابا بقوله : أنا شاكر لك ياصديقى زيارتك لى ، لكن ينبغى أن تعلم إن الأصدقاء تختلف إذا إختلف الزمان ! ... فوداعا ، وعد الى كنيستك ولاتتعب نفسك بالمجىء الى الفاتيكان مرة أخرى .

خرج من مكتب البابا خالى الوفاض ، لدرجة أن البابا لم يقدم له كوب ماء واحد ، ووجد نفسه راجع بخفى حنين ، فقال لنفسه :
حقا .. إن الأصدقاء تختلف بإختلاف الزمان .