عبد المنعم بدوي
 
لاأعرف تماما ما الذى دعا صديق لى مهندس شاب ـ أن يتصل بى تليفونيا فى الصباح الباكر ، ليخصنى بالسؤال ، بعد أن أفصح لى أنه انجب ولدا ذكرا ، وكان السؤال : ماذا أسميه ؟
 
 
كان جوابى على الفور ... أدهم
وأستجاب لنصيحتى ، وعلمت بعد ذلك أن اقاربه بدأوا يسألونه عن سبب التسميه بأسم أدهم هذا ، وما قصته ؟
 
أدهم هو : أدهم الشرقاوى ، وهو ليس من الشرقيه كما يظن البعض ، بل هو من البحيره ، وهو من أسره طيبه ثريه تمتلك مئات الأفدنه، وأستطاع أدهم فى الفتره القصيره التى عاشها ( مات وعمره 23 سنه ) ، فى مطلع القرن العشرين ، أن يتشكل فى وجدان الناس ، كبطل شعبى وأسطوره ، وأستطاع بما وهبه الله من قوه بدنيه وقلب أسد لايهاب شيئا أن يدخل من باب التاريخ لمقاومته للفساد ولقوات الأحتلال الأنجليزى .
 
فقد تغنى الفلاحين بأسم ادهم زمنا طويلا كبطل شعبى جماهيرى يحس بآلام ومتاعب الغلابه والمطحونين ، فكان يطلب المال بالرضى أو بالإكراه  من الأثرياء والأغنياء  ، وبعد ذلك يقوم بتقديمه الى الفقراء والمحتاجين ، حتى أطلق عليه اللص الشريف ، أو روبن هود المصرى .
 
وحدث أن وشى به  صديقه " بدران "  لدى الحكومه فتمكنت منه وقتلته فى كمين محكم نصب له .
 
" وبدران " الخائن هذا لايمت بأى صلة قرابه لزميلنا من الرعيل الأول للبنك المركزى " أحمد بدران " ، فزميلنا أحمد بدران ،  من عائله محترمه والده كان وزيرا للشئون الإجتماعيه فى عهد جمال عبد الناصر ، بدأ حياته بعد الثانويه كطالب فى الكليه الحربيه ، ولكنه لم يتحمل خشونة الحياه العسكريه ، فألتحق بكلية التجاره ، ثم عمل فى وزارة الماليه ، ثم فى البنك المركزى ، وكان الساعد الأيمن لأسطوره مطبعة البنكنوت ، وكيل المحافظ " محمد المرسى " ، ثم مدير عام إدارة إصدار البنكنوت ، فكانت له صولات وجولات مع الوزير محافظ البنك المركزى " د. صلاح حامد "  ... ليته يروى لنا عنها أو عن بعضا منها ، حتى تستفيد منها الأجيال الحاليه .