عبد المنعم بدوى

أنا باكره إسرائيل ، وحقولها لو أتسأل ، إنشالله أموت قتيل ، أو أخش المعتقل ... هكذا غنى شعبان عبد الرحيم منذ نحو ربع قرن ، وغناها معه الشعب العربى كله من المحيط الى الخليج .
 
وقبله وقف الأنبا شنوده شامخا بكلماته الخالده " لن يذهب مسيحى واحد إلى القدس ، إلا ويدا بيد مع فضيلة الأمام شيخ الأزهر " .
 
هكذا كان حال المصريين بعد أتفاقية كامب ديفيد ... تناقض صارخ وغريب بين مصر الدوله ، ومصر المواطنين ، الدوله تعترف بإسرائيل وتبرم معها أتفاقية سلام ، والمواطنين المصريين يرفضون هذا السلام ، الدوله توعد المصريين بالرخاء والرفاهيه  القادمه مع السلام ، والمصريون لايشعرون بأى رخاء أو رفاهيه ، بل الوضع يزداد سوءا .
 
هذا التناقض الذى خلقه الحكام ، هو الذى أدى إلى التدهور والتراجع والأنحطاط ( الذى أوجد محمد رمضان وأمثاله ) ــ الحاكم يريد أن يجلس على كرسيه أطول فتره ممكنه ـــ  ومش عايز وجع دماغ  ، ولايريد أن يفعل شيئا مفيدا لإزالة هذا التناقض الصارخ  ( بين الموقف الرسمى والموقف الشعبى ) .
 
علما بأنه فى حالة التطابق بين سياسة الحاكم ومصالح المواطنين المصريين ..  كان المواطن المصرى البسيط يرتفع فورا الى أعلى نقطه فى السماء ، ومن هنا شهد التاريخ مرحله طويله مصريه فى الرياده أيام محمد على ، وأيام عبد الناصر ، عندما كان هناك تطابق .
 
أحد وجهى العمله هو : أن يحب المصريون .. مصر ، أما الوجه الأخر : فهو أن تحب مصر المصريون
 
أين مصر الحقيقيه الأن ؟ اين مصر التى تحتاج الى حبنا ؟ أين مصر التى تستحق حبنا ؟ بل أين هى مصر الأن التى تحبنا ؟
 
إن المصرى الذى يعيش اليوم على أرض مصر ، لايرى مصر الحقيقيه ، مصر الأم مصر الخالده مصر الرياده ، أننا نحب الأم لأنها موجوده ونحن أبنائها ، الأم التى تعطى من خيرها بلا مقابل ، وتفيض من غير مكافأه .
 
مصر اليوم ــ أم ــ جاحده ، شاخت ، ترهلت ...  يكذب فيها الأباء على الأبناء ، ويضحك فيها الحكام على الرعايا ، ويصدر القضاه أحكامهم عن تهم ملفقه  .
أن نحب مصر ... هذا هو الحل وتلك هى المشكله ... أنها مشكله أن تحب مصر .