بقلم جورج حبيب ( سيدني-استراليا )
انما الامم الاخلاق ما بقيت
 فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
   لعل علامة التقدم والانسانية بين مجتمع هي اشارة الي تقدم هذا المجتمع-ولعل التقدم الاخلاقي يقود الي التقدم في شتي المجالات وله تاثيره الهام جدا علي شتي ميادين الحياة-فهو ذو  تاثير علي الاسرة وهي الخلية التي يتكون منها المجتمع-وفي المجموع تاثر علي الاقتصاد والصحة النفسية  وايضا كافة مجالات الحياة
   ونظرة عزيزي القاريء الي حدثين قد وقعا الاسبوع الماضي -ولكلاهما دلالة علي الانهيار الخلقي والمزمن الذي اصبحنا نعاني منه واعراضه مؤلمة وموجعة-وقد اصبحت كسرطان مستشري ولا علاج له
 
1- الحدث الاول
حدث ما اطلق عليه طفل المرور-ونحن هنا امام مشهدا دراميا محزن -فهذا الطفل والذي لم يبلغ سوي الثالثة عشرة ويقود سيارة وبدون رخصة قياده ومعه اصدقاؤه وتقريبا من نفس مستوي سنه -ليوقفهم المختص بالمرور ليساله كيف يقود سيارة وهو في هذه السن وبدون رخصة قياده-وكنت اتوقع الي هنا ان يرتجف ذلك الفتي معتذرا جراء الخطا الذي ارتكبه -ولكن العكس ما حدث من تفوهه بالفاظ غير مقبولة وتهديد وتهكم علي مختص المرور مع تصويره فيديو ووضع ذلك علي وسائل التواصل الاجتماعي وذلك للتباهي والتفاخر بما فعله بمختص المرور
 
   وهنا نقف وقفة تامل-ماذا حدث للاخلاق وقد كان بالسابق طفل في هذه السن يقف احتراما لمن هو اكبر منه سنا-ويحترم معلمه ويقف له احتراما واذا وجه له لوما لا يجادل وانما يقف احمر الوجه خجولا ومعتذرا
 
وناتي الي دور والديه -اين هم وكيف وصل هذا الي هذا المستوي الاخلاقي -واين هم من اصدقاؤه هؤلاء وكيف سمحوا له بمصادقتهم وهم بهذا المستوي الاخلاقي -خاصة وقد اثبت تحليل الطب الشرعي تعاطيهم المخدرات جميعهم ومن    المؤسف حقا ان والديهم جميعا في مراكز مرموقة
 
2- الحدث الثاني
- حدث الطبيب والمعيد بكلة الطب وقيامه بالتحرش بفتاة داخل ميكروباص -وايضا قيامه بفعل فاضح في هذا الميكروباص
 
    ولنرجع الي تحليل هذا الموقف اللا اخلاقي-اذ مرتكب الخطا طبيبا-اي مفروض انه من خيرة المجتمع تعليميا واخلاقيا-وفي الزمن الماضي-كانت مهنة الطبيب هذه من ارفع المهن وكان الطبيب هذا يشار اليه بالاخلاق والامانة والشرف وقد كان يتلو قسما بما يفيد ذلك-وقد كان بالماضي ايضا تشبه اخلاق اي انسان بانها كاخلاق طبيب -اشارة الي الشرف والامانة والمصداقية والمرؤة ولو  لعدوه
 
    ولكن كيف وصل بنا الحال الي ما نحن فية من فوضي وعدم ضمير وانهيار اخلاقي عام بين عناصر المجتمع لنصل الي مانحن فيه
 
   والسؤال الان والذي يطرح نفسه=اين دور الاهل في التربيه-اين المدرسة اين دور رجال الدين-وهنا يجدر الاشارة الي انه علي رجال الدين الاهتمام بمستوي الاخلاق والتركيز عليها بدلا من ضياع الوقت في امور جدلية لا تفيد ولا تنفع
 
 والي وزارة التربية والتعليم وقد ورد لفظ التربية قبل لفظ التعليم وقد انحدر المستوي التربوي والاخلاقي للاطفال-وانحسر دور المعلم في تقويم الطفل وتلقينه اصول التربية-وكيف يحترم من هم اكبر سنا-كيف لا يكذب-كيف لا يخرج لفظا غير لائق-كيف يعتذر عند ارتكابه خطا
 
  ولنات  الي دور الاسرة ( الاب والام ) وكيف يربون اولادهم وكيف يراقبون تصرفاتهم وكيف يتحكمون فيما يشاهدونه علي النت-واخيرا كيف يكونون قدوة لهم في كل تصرفاتهم -ولا شك ان الولد والبنت يقلدون والديهم في كل تصرفاتهم
 
 نطمع ونحلم برجوع المستوي الاخلاقي الي ما كان بالماضي -وهنا ينصلح المجتمع جميعه -ولعل هذا الحلم يقوم بتنفيذه كل من يعنيه الامر من اسرة ومدرسة ورجال دين