بقلم / نجيب محفوظ نجيب
عندما سمعت صوت الكروان... أدركت أنه قد حان الوقت لكى أنام... حاولت و لكن لم أستطع لأننى كنت أفكر ...
 
فقد مضى زمانا دون أن ترى عينى النور... حيث فقدت بصرى إثر حادث... لكننى لم أفتقد رجائى... و لم أترك اليأس يجد له مكانا فى أعماقى ...
 
لم أكن خائفة... لأن ايمانى بإلهى إيمان مطلق ... ليس له نهاية فهو دائما معى منذ ولادتى... و من المستحيل أن يتخلى عنى ...
 
فى الصباح ... أستعد الطبيب لإجراء عملية جراحية ربما أستطيع بعدها إستعادة بصرى...
 
طلبت منه أن يمهلنى دقائق حتى أنهى حديثى مع صديقتى الوحيدة التى كنت أرى الحياة بعينيها ...
 
قالت لى : " لم أشعر يوما منذ أن فقدت بصرك أنك لا ترين "... قلت لها : " الرؤية ليست عينا مبصرة...و لكن هى قلب حساس...و عقل منير...فربما أكون قد فقدت البصر... و لكن الله قد منح قلبى عينان أرى من خلالها الحياة ...
 
عانقتنى ثم قبلت جبينى... و توجهت معى الى غرفة العمليات...