عرض / سامية عياد
"السماء بكل نجومها ليست فى جمال برية مصر بكل رهبانها ونساكها" هكذا تحدث القديس يوحنا ذهبى الفم عن جمال الرهبنة والأديرة القبطية فى مصر ، فمن مصر بدأت الرهبنة ثم انتشرت فى العالم كله .. 
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "الأديرة القبطية تراث غال" حدثنا عن هذا التراث الغالي للأديرة القبطية الأرثوذكسية ، بدأت الرهبنة فى مصر ومنها الى دول العالم ، نشأت على يد "أب الرهبان" الأنبا أنطونيوس أول راهب فى العالم ، كما عرفت الرهبنة نظام الشركة المعمول به فى معظم الأديرة القبطية فى مصر على يد القديس باخوميوس فى القرن الرابع الميلادى الذى يطلق عليه "أب الشركة" ، وتاريخ الأديرة يمتد الى 17 قرنا من الزمان وقد سارت الرهبنة وفق تقاليد ومبادىء روحية راسخة تقوم على حياة الهدوء والنسك والعبادة للارتباط بالله الواحد ، مستمرة حتى الآن .
 
ولكل دير رئيس يدبر كافة النواحى المالية والتنظيمية والروحية والمعيشية تحت قيادة البابا البطريرك ، ورئيس الدير مسئول عن كافة العلاقات مع مؤسسات الدولة بحسب تخصصها ، والأديرة القبطية تراث إنسانى عامر بسكانه من الرهبان ويشرف عليه الرهبان جيل بعد جيل عبر قرون من الزمان واستطاعوا أن يحافظوا عليه ويصونوه من كل ناحية ، لذا لا تتعامل الأديرة معاملة الأثار والأحجار التى تحتاج الى من يصونها ، بالطبع دخول منطقة وادى النطرون الى مواقع التراث العالمى فى هيئة اليونسكو أمر مشرف ولكن هذا لا يعطى لأية جهة التدخل او الإشراف على الأديرة بأى حال من الأحوال . 
 
وتلعب الأديرة القبطية الأرثوذكسية دور وطنى متميز ، حيث يقوم الرهبنان بأعمال يدوية وإنتاجية ، كما أن الرهبان يقومون بتعمير بعض البقع الصحروية مما يسهم فى تعمير وتنمية المجتمع والوطن ، الأديرة القبطية تراث غالى جدا لدى الكنيسة القبطية وشعبها وهى تبذل قصارى جهدها من أجل الحفاظ عليه لما له من أثر روحي عميق فى حياة الأقباط والشعب المصرى بصفة عامة ولا يجوز أن يتم المساس بهذا التراث الغالي تحت أى مسمى ، كما أن الكنيسة لم تتأخر يوما عن دعم مشروعات الترميم الخاصة بالأديرة تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
...