بقلم / نجيب محفوظ نجيب 
كنت أجلس في هدوء ... مستغرقاً في فكر عميق ... فأقترب منى أحد الاصدقاء ... وهمس إلى ... 
- الصديق: فيما تفكر ؟!
- أنا: ألا تتفق معي أننا نعيش زماناً قد أنتحر فيه الحب ... !؟
- نعم ... معك حق ... فقد سيطرت المادة على كل شيء فى الحياة ...
- لا ... بل قتلت كل شيء جميل في الحياة ...
- ولكننا لانزال نعيش ونتنفس ... ونبحث عن الحب في كل زمان ومكان ...
- نبحث عنه ولا نجده ... فما الفائدة إذن ... ؟!
- ربما نكون قد تهنا ونحن نبحث عنه... لأننا نبحث عنه في صحراء قد جفت فيها ينابيع المشاعر... ولهذا السبب لا نجده ...
- وفى رأيك أين يمكن أن يكون الحب ؟! ...
- دعني أؤكد لك أنه طالما توجد حياة ... لابد وأن يوجد حب.. لأن الذى وهبنا الحياة ... هو الذى منحنا الحب ... أليس موته على الصليب حياة لنا ... أليس بذله لنفسه حباً لنا ؟! ...
- نعم ... إنه الحب في أعظم صوره وأرقى معانيه ... فمن منا يرضى أن يموت من أجل الآخر؟!
هو وحده أرتضى أن يموت من أجلى ومن أجلك ... ومن أجل الإنسان في كل زمان ومكان ... فنحن نبحث عنه في كل مكان حولنا بينما هو موجود قائم في أعماق قلوبنا ... ماثل أمام أعيننا ... معلق على الصليب ... مجروح لأجل معاصينا ... مسحوق لأجل أثامنا ... إنه وحده الحب العظيم الذى تحدى الموت وقهره ...