بقلم / نجيب محفوظ نجيب .
 
أقتربت في هدوء ... جلست في صمت ... أخذت تنُصِت في تركيز لكل كلمة تسمعها ... وعندما أنتهت المحاضرة همّت بالرحيل عندئذ أستوقفتها قائلاً : أريد منك تفسيراً ؟! 
 
قالت : لك ما تريد ... 
قلت: أعرف أن فقُدان البصر لا يقف حائلا أمام الدراسة ... ولكن العمل ... وخاصة في مجال الصحافة... أنتِ تُدركين أنه أمر صعب وقاس ... ولا أُريد أن أقول لكِ أنه أمر مستحيل ... 
 
قالت: أعرف أنه أمر صعب ... وقد يكون مستحيلاً ... ولكن لدى حلم ... أستطيع تحقيقه ... طالما يوجد فى أعماقى إيمان بذاتى ... وطالما يوجد حولى أُناس يؤمنون بى ...
 
 مرت الأيام ... وهاهى الآن بعد أن تخطت الحواجز ... وعبرت الصعوبات ... وأخضعت المستحيل ... تُصبح مديرة تحرير أول جريدة تصدُر للمكفوفين بطريقة برايل ...
 
حقاً كان لديها حلم ... وأستطاعت أن  تحققه ...