شائعة تسببت في تجريدها من ملابسها في الشارع على مسمع ومرأى من الناس

 

كتب - نعيم يوسف
خلال الأيام الماضية، حصل المتهمون بتعرية السيدة سعاد ثابت، المعروفة إعلاميا بـ"سيدة الكرم"، على براءة من التهم المنسوبة إليهم، وفور الإعلان عن الحكم، أصبح اسم "سيدة الكرم"، تريند على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
 
ظهر اليوم، أمر المستشار النائب العام، بتكليف المكتب الفني بمكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بواقعة "سيدة الكرم"، وذلك فور إيداع محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم أسبابه، فمن هي السيدة سعاد ثابت؟
 
عمر من الشرف والكرامة
السيدة سعاد ثابت تبلغ من العمر 70 عاما، وكانت مثل أي امرأة مصرية، صعيدية، بسيطة، "تعيش في حالها"، تحترم نفسها، تربت على الحياء والشرف والكرامة، لدرجة أنها مازالت متمسكة بغطاء الرأس الذي كانت ترتديه سيدات الصعيد، ولم يدر في خلدها أبدا أنه سيتم انتهاك حرمة جسدها الذي حافظت عليه 70 عاما، في الشارع، على مسمع ومرأى من الجميع.
 
وتعود الواقعة إلى شهر مايو عام 2016، حيث  قام متشددون بالاعتداء على اقباط قرية الكرم التابعة لمركز أبوقرقاص، وذلك إثر انتشار شائعة بموجود علاقه بين شاب قبطي متزوج وربة منزل، والتي أسفرت عن احتراق نحو 7 منازل، وإصابة شخصين وتعرية السيدة المسنة.
 
خلال هذه الأحداث تعرضت السيدة سعاد ثابت إلى التعرية من الذين تورطوا في الاعتداء على منازل الأقباط، وأثارت هذه الواقعة غضبا كبيرا في مصر كلها، وطالب الجميع بمعاقبة من فعلوا ذلك، وطالبوا الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالاعتذار للسيدة على غرار ما فعل مع السيدة التي تعرضت للتحرش في التحرير.
 
السيسي يعتذر
بالفعل، تقدم السيسي باعتذار للسيدة خلال أحد خطاباته، وقال: "لا يليق أبدا أن ما حدث يحدث في مصر أو يتكرر، ومن يخطئ في مصر، أيا كان، وأيا كان عدده، سيحاسب.. وكل سيدات مصر لهن منا كل التقدير والاحترام والإعزاز والمحبة، لا أقول هذا مجاملة لهن".
 
اختارت السيدة أن تسير قضيتها وفقا للقانون، إلا أنه بعد أربع سنوات من الجلسات، وتنحي القضاة، وإعادة محاكمة المتهمين، أسدلت محكمة جنايات المنيا، أمس، الستار على الواقعة؛ إذ أصدرت حكما ببراءة المتهمين الثلاثة المتورطين في القضية، وشمل الحكم الذي صدر برئاسة المستشار أشرف محمد علي، وعضوية المستشارين صلاح الدين محمد، وأحمد عزت، وأمانة سر علي حسن، ومحمد هارون، كل من: نظير إسحاق، وشقيقة عبدالمنعم، ووالدهما إسحاق، بعد 12 شهرا من صدور حكم غيابي بمعاقبة المتهمين بالسجن لمدة 10 سنوات.
 
السيدة تتحدث وتروي تجربتها المرة
عقب صدور الحكم، تحدثت السيدة فى أول حوار لها  مع " الاقباط متحدون " حول صدمتها بعد براءة الذئاب البشرية الثلاث متهمين فى قضية هزت الرأى العام ، السيدة ظلت تستعيد الذاكرة فى احداث مايو 2016 ، وهى تروى لحظات دخول المعتدين منزلها وتجريدها كاملا من ملابسها ثم سحلها لخارج المنزل بشارع القرية أمام مرأى ومسمع الجميع ، ثم قاموا بنهب ما بمنزلهم المكون من ثلاثة طوابق ، ثم اشعلوا النيران فيها .
 
قالت السيدة: "كنت انتظر اليوم ان اخد حقى بعد بهدلتى وتعريتى ، وحرق بيتى وطردى من القرية ، وعيالى كلهم مشيوا وهاجروا بره مصر بعد اللى حصل مقدروش يقعدوا وانا قعدى وحدى مع زوجى وعمره 83 عاما ، وكنت صابرة انى اخد حقى بعد كل السنين ده وربنا يرجعلى حقى لكن مش عارفة ازاى القاضى حكم وفين العدل ، فانا فى صدمة واشعر بظلم ، وكنت منتظر رد حقى  ومرة القاضى يتنحى ومرة ياخدوا براءة.. ده ظلم انه مياخدش حق واحدة اتبهدلت بعد ما قام نظير اسحق واخوه عبد المنعم بتعريتى وجرى 8 امتار وبعدها جريت وانا عريانه وسترتنى جارتي واعطيت لى "جلابية" واحضرت سلم وهربتني من المنزل الخلفي لمنزل اسحق سمير وراء منزل عنايات وقعدت عنده وبعدين عرفوا فحرقوا موتسكل لاسحق ووكانوا عايزين ياخدونى تاني ، ولكن اسحق خبئني فى قفص".
 
وتابعت: "حتى مرات ابنى بهدلوها وهربت معنا ورحنا ابوقرقاص وقعدت 5 ايام مش قادرة اتلم على اعصابي ولا باكل حتى وبعد ما القضية رجعت تانى فرحت وقلت ربنا هيدينى حقى لكن اول ما سمعت خبر البراءة فضلت اعيط واصرخ لربنا واقوله انت اللى شايف وعارف وشاهد على اللى شوفته انت ترضى يارب  ورفضت كل ضغوط الصلح وارضيت بحبس ابنى ظلم وقلت مش هتنازل عن حقى ولا حق ولادى ولكن انا حاسة انى لسه عريانة محدش غطانى لم سمعت بالبراءة للمتهمين".
 
بعد صدور الحكم، تصدر اسم السيدة مواقع التواصل الاجتماعي، ليصدر المستشار النائب العام، أمرا بتكليف المكتب الفني بمكتبه بدراسة أوجه الطعن على الحكم الصادر ببراءة المتهمين في الواقعة المعروفة بواقعة "سيدة الكرم".