( 1902- 1966 )
رائد علم النفس التكاملي ومؤسس مجلة علم النفس مع الدكتور مصطفي زيور ( 1907- 1990 )

إعداد/ ماجد كامل
يعتبر عالم النفس المصري الكبير الدكتور يوسف مراد ( 1902- 1966 ) واحدا من أبرز رواد علم النفس في مصر والعالم العربي ؛ فهو مؤسس ما يعرف ب"مدرسة علم النفس التكاملي " كما سوف نري في ذلك المقال . أما عن يوسف مراد نفسه  ؛ فلقد ولد في 28 ديسمبر 1902 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حيث حصل  علي شهادة البكالوريا القسم الأدبي عام 1921؛ ثم القسم العلمي عام 1952 ؛ وعمل موظفا في وزارة المالية ومصلحة الصحة العمومية ومدرسا للمرحلة الإبتدائية  بمدرسة العائلة المقدسة ؛ ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1962 ؛ حيث تخصص في دراسة الفلسفة حتي حصل علي الليسانس عام 1930 . ثم سافر إلي فرنسا في بعثة لدراسة الدكتوراة في علم النفس ؛ حيث كان ما زال تخصصا نادرا في الجامعات المصرية خلال تلك الفترة  ؛ حتي حصل علي درجة الدكتوراة من جامعة السوربون عام 1940 .  

ثم عاد إلي مصر حيث عمل أستاذا بقسم  علم النفس بجامعة القاهرة ؛  وهو يعتبر أول مصري يشغل هذا المنصب ؛ ثم ترأس قسم الفلسفة وعلم النفس . حتي أحيل إلي المعاش خلال عام 1962  ؛ وبعد حياة حالفة بالعطاء والإنجازات ؛ توفي يوسف مراد خلال عام 1966 عن عمر يناهز 64 عاما تقريبا ( لم تحدد لنا جميع الكتب والمواقع تاريخ الوفاة بالضبط )  .

أما عن الكتب والمؤلفات التي تركها للمكتبة الفلسفية والنفسية فهي في حدود ما تمكنت من التوصل إليه : -
1- مباديء علم النفس العام .


2- دراسات في التكامل النفسي .


3- سيكولوجية الجنس .
4- شفاء النفس .
5- الفراسة عند العرب وكتاب الفراسة لفخر الدين الرازي  ؛ ترجمة وتقديم د . مراد وهبة ؛ مراجعة د . إبراهيم بيومي مدكور .
ولقد أنشأ الدكتور يوسف مراد جماعة عرفت بأسم " جماعة علم النفس التكاملي "  حيث أصدر مجلة بأسم "مجلة علم النفس " بالاشتراك مع رائد التحليل النفسي في مصر الدكتور مصطفي زيور ( 1907- 1990 )  ؛ وكان ذلك خلال عامي 1953 و 1954 ؛ كما كان عضوا رئيسيا ومؤسسا في لجنة صياغة مصطلحات علم النفس بالمجمع اللغوي المصري ؛ كذلك أيضا كان هو المسؤول عن المادة العلمية  التي نشرت عن علم النفس في " الموسوعة العربية الميسرة " التي أشرف علي إصدارها المؤرخ الكبير محمد شفيق غربال ( 1894- 1961 ) ( أرجو أن تتاح لي الفرصة للكتابة عنه وعن إنجازاته في الوقت المناسب إن شاء الله ) .

ويذكر لنا الدكتور مراد وهبة في كتابه البالغ القيمة " يوسف مراد والمذهب التكاملي "  أن العالم الكبير قد أشرف علي العديد والعديد من رسائل الماجستير والدكتوراة نذكر منها :-

أولا :- رسائل الماجستير :-
1- نظرية الجشطلت وأثرها في تعلم اللغة -  للدكتور مصطفي فهمي أستاذ كرسي الصحة النفسية  في كلية التربية ؛ وكان ذلك خلال عام 1942 .
2- علم النفس الفردي – للدكتور أسحق رمزي  ؛ وكان ذلك خلال عام 1943 .
3- الانتباه الارادي – الدكتور أبو مدين الشافعي ؛ وكان ذلك خلال عام 1944 .
4- مشكلة ثبات الادراك عند الجشطلت – الدكتور أحمد زكي صالح  ؛ وكان ذلك خلال عام 1945 .
5- الزعامة عند الطفل – الدكتور ماهر كامل ؛ وكان ذلك خلال عام 1947 .
6- الأسس النفسية للإبداع الفني – الدكتور مصطفي سويف ؛ وكان ذلك خلال عام 1950 .
7- تطور الشعور الديني عند الفرد – الدكتور عبد المنعم المليجي ؛وكان ذلك خلال عام 1951 .
8- الفرضية في السلوك الإنساني – الدكتور كمال الدين عبد الحليم نايل ؛ وكان ذلك خلال عام 1952 .
9- تكوين المعني الكلي عند الأطفال – الدكتور كمال دسوقي ؛ وكان ذلك خلال عام 1954 .
10- القلق عند الأطفال – الأستاذة فايزة علي كامل ؛ وكان ذلك خلال عام 1955 .
11- اللغة عند الطفل – الدكتور صالح الشماع ؛ وكان ذلك خلال عام 1956 .
12- علم النفس الفرنسي المعاصر –الدكتور سامي الدروبي ؛ وكان ذلك خلال عام 1958 .

ثانيا :- رسائل الدكتوراة :_
1-  الفعل الارادي – الدكتور أبو مدين الشافعي  ؛ وكان ذلك خلال عام 1947 .
2- الأسس النفسية للتكامل الاجتماعي – الدكتور مصطفي سويف ؛ وكان ذلك خلال عام 1954 .
3- علم النفس العقابي – الدكتور كمال دسوقي  ؛ وكان ذلك خلال عام 1959 .
4- العلاقة بين علم النفس والأدب – الدكتور سامي الدروبي ( 1921- 1976 )  وهو المترجم الأشهر والأهم للأعمال الكاملة للأديب الروسي العالمي الشهير فيدور ديستوفسكي ( 1821- 1881 ) .

( لمزيد من التفصيل راجع :- مراد وهبة – يوسف مراد والمذهب التكاملي ؛  الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1947 ؛  صفحتي 19 و20 ) .

والمقصود بالمنهج التكاملي ببساطة كما يعرفه يوسف مراد  في كتابه الرائد "دراسات في التكامل النفسي " هو وجود نوع من التكامل بين الوظائف العضوية والوظائف النفسية والاتجاهات السلوكية  ؛ فالانسان محصلة مجموعة من العوامل المعقدة المتشابكة ؛ فالعامل المنعزل لوحده ليس سوي خيال افتراضي لا وجود له علي أرض الواقع ؛ وأهمية المنهج التكاملي يمكن تلخيصها في النقاط التالية :-

1- يزيد من فهم الطلاب للعلم الأمر الذي يجعلهم يتعمقون فيه .
2- تنمية مهارات التفكير المتعددة لدي الطلاب .
3- يجعل نتائج العلم ثابتة ؛ دائمة ؛ لا تنسي بسرعة .
4- يساهم في تنوع طرق التدريس ؛ بحيث يجعل هذا النوع يتناسب مع مواهب وقدرات كل طفل ؛ ويحترم الفروق الفردية .

( أذكر أن المتنيح الأنبا غريغوريوس ذكر لنا في أحدي محاضراته أنه خلال فترة تلمذته للدكتور يوسف مراد خلال حقبة الأربعينات ؛ أنه قال لهم في محاضراته في علم النفس أن  أكبر خطأ يقع  فيه الأطباء النفسيون هو التفسير الأحادي للظواهر النفسية ؛ كمن يرد المشكلة إلي عامل الجنس أو البيئة أو الوسط الاجتماعي ...... الخ . فالإنسان في النهاية حصيلة كل هذه العوامل مجتمعة " وهو ما يعرف بالتفسير الأحادي للظاهرة " ؛ والطبيب الماهر هو الذي يستطيع أن يربط بين كل هذه العوامل مجتمعة ) .

ومن خلال نظرة سريعة علي كتابه " مباديء علم النفس العام "  والذي صدرت طبعته الأولي عن دار المعارف  خلال عام 1948  . نجد  أنه يتكون من حوالي  368 صفحة  ؛ ويحتوي علي تمهيد ثم تصدير ؛ ثم يتكون من أربعة أبواب ؛ وأخيرا خاتمة وقائمة المراجع ؛ أما عن المحتويات فهي كما يلي :-

1 – تصدير  ويضم في داخله  لمحة في تاريخ علم النفس وصلته بالفلسفة ويشمل ( نظرة الفلسفة القديمة إلي الكون – أرسطو- صلة العلوم بالفلسفة – نظرة الفلسفة الحديثة إلي الكون – انفصال علم النفس التجريبي عن الميتافزيقا – المدرسة الارتباطية في انجلترا وفرنسا – علم النفس في ألمانيا- علم النفس التجريبي – العلمي – مدارس علم النفس ومدي الإنتاج العلمي ) .

2- تمهيد في موضوع علم النفس ومناهجه وفروعه ويشمل ( موضوع علم النفس – صلة علم النفس بعلم الحياة وعلم الاجتماع – المنهج الذاتي – المنهج الموضوعي – المنهج التمثيلي – طرق البحث الخاصة وفروع علم النفس – علم النفس التطبيقي ) .

 3- الباب الأول بعنوان " الاتجاهات العامة للحياة النفسية " ويشمل ( تصنيف الظواهر السيكولوجية – السلوك تصنيفه ودوافعه – الإحساس  ) .
4-الباب الثاني بعنوان "الاستجابات المباشرة " ويشمل ( الاحساس بالملائم والاحساس بالمنافر – دوافع السلوك – والاستجابات الآلية الناجحة – الانفعال  ) .

5-الباب الثالث بعنوان " الاستجابات المرجأة " ويشمل ( العواطف – توجيه النشاط وتعديله – الإدراك – التعلم والعادة – الذاكرة وتداعي المعاني ) .
6-الباب الرابع بعنوان "  الاستجابات الاستبدالية " ويشمل (التخيل  من حيث أنواعه صلته بسائر الوظائف العقلية – الأحلام – أحلام اليقظة – الإبداع  وطبيعته – مراحل الإبداع وعوامله – الإلهام – التعليل العلمي للإلهام -  تمارين وتجارب ) .

7-الباب الخامس عنوان  الاستجابات الملائمة الفعالة " ويشمل ( التفكير واللغة – الذكاء – الانتباه والارادة ) .

8- خاتمة  بعنوان " تكامل الشخصية في البيئة الاجتماعية " وتشمل ( الشخصية  من حيث تعريفها –مراحل تكوينها – الشخصية الموضوعية وقياسها – النظرة الحديثة إلي نماذج الشخصية – سمات الشخصية – تكامل الشخصية – تعدد الشخصيات – خاتمة – تمارين ) .( للعلم توجد  نسخة P D F من هذا المرجع القيم ضمن مكتبة نور موجودة علي شبكة الأنترنت ؛ وذلك للعلم ) .

والكتاب في مجمله يعتبر موسوعة جامعة شاملة نافعة لكل متخصص في علم النفس – بل لكل مثقف بصفة عامة – ومن نطالب بصدور طبعة شعبية  من هذا الكتاب القيم ؛ وأيضا سائر كتب ومؤلفات العالم الجليل .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-دكتور مراد وهبة :- يوسف مراد فيلسوفا ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب  .
2-الدكتور مراد وهبة :- سوسف مراد والمذهب التكاملي ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ 1947 .
2-يوسف مراد – ويكبيديا .
3-الدكتور يوسف مراد – مهارات النجاح ؛ موقع علي شبكة الانترنت .
4-تحميل كتب ومؤلفات يوسف مراد مجانا – مقهي الكتب ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
5-يوسف مراد – حكاية شارع ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .
6-علم النفس التكاملي – المعرفة .