كتب – روماني صبري 
 
غيب الموت اليوم الجمعة 1 يناير المؤرخ الأب باسيليوس المقاري، ويعد الراحل من أعمدة  دير أبو مقار ومجلة مارمرقس التي تصدر عن الدير، نعته دار مجلة مارمرقس في بيان :" لأن لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح (في ١: ٢١)، المسيح قام حقا قام  نودع إلي السماء علي رجاء القيامة بشيخوخة صالحة ، الراهب الجليل والعالم الكنسي الأب باسيليوس المقاري.
 
 
ليست العبارة من الإنجيل 
 كان صرح المتنيح بخصوص الطلاق في المسيحية، ان الإنجيل المقدس لا يوجد به عبارة " لا طلاق إلا لعلة الزنا"، وتابع خلال حلوله ضيفا على برنامج "قضايا مثيرة للجدل" تقديم المهندس  عزت بولس رئيس تحرير موقع (الاقباط متحدون)، أتحدى حد يجيبلي العبارة المذكورة من الكتاب المقدس واللي يجيبها هديله مليون جنيه.
 
لافتا :" مفيش حاجة في الدنيا اسمها "الزنا الحكمي"، وراح يناشد الكنيسة الأرثوذكسية بمنح تصريح زواج للمطالبين بزواج ثاني، لان تعنتها معهم يضر بحياتهم ويوقعهم في العثرات، كما لفت إلى انه لا يعرف التقليد الكنسي "القرعة الهيكلية"، مشيرا :" تقوم بالقرعة وزارة الإسكان للحصول علي وحدة سكنية، أو الوثنيين كما فعلوا مع يونان النبي." 
 
رجال الدين السبب 
وأكد المؤرخ الأب باسيليوس المقاري على أن رجال الدين في مصر السبب في الحاد البعض، مبدئيا رفضه لإهمال رهبان في نظافة أنفسهم وملابسهم قائلا :" هذا ليس من الإيمان المسيحي."  
 
عدلي ابادير واحد فقط 
وحول راية في شخصية المهندس الراحل عدلي ابادير مؤسس موقع "أقباط متحدون"، قال :" شخصية عظيمة ، فهو من بناة دير أبو مقار على أيد أبونا متى المسكين، ومرة بعتني ليه عشان اخد فلوس للدير بعد ما كلمه، وفعلا قصدت منزله في مصر الجديدة وادني الفلوس، وأبونا متى كان يحبه جدا وكان يستقبله لما ينفذ زيارات للدير"، مشددا :" عدلي ابادير من الرجال الكبار شخصية صعب تتكرر." 
 
 
الاقباط يحملون جين الفراعنة 
واختتم :" الاقباط شعب جبار جدا جدا "حمال آسية" يقدر يحتمل الآلام والضيقات وصبره يمتد مئات السنين حتى تنفجر مواهبه الجبارة، ومع الوقت سيشعر الاقباط بكيانهم، وأود أن أؤكد للشباب القبطي أنهم يحملون "جين الفراعنة"، لذلك من المستحيل أن يعرفهم اليأس والتخلي عن تراثهم الروحي الإلهي، مشددا :" لتعلموا أن بكم الروح القدس."       

 
كتب أبونا متى أعلى وأرقى
وبالعودة للوراء كانت افتتحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 2014، معرضها الثاني للكتاب القبطي، وكان اشترط الأنبا موسى أسقف الشباب، عدم طرح كتبيين للمتنيح الأب متى المسكين فيما وافق على عرض باقي كتبه ، ما آثار غضب الرهبان، وقال موسى حينذاك :" المجمع المقدس من رفض الكتبيين." 
 
وفي تصريحات خاصة للإعلامية بسنت موسى مسئولة التحرير بموقع الأقباط متحدون ، قال الراهب باسيليوس المقارى، المسئول عن طباعة كتب الدير، المجمع المقدس على رأسنا من فوق، لكن كتب أبونا متى أعلى وأرقى واصح وأقدس من أي حد يمسها، لذلك بنرفض منع الكتبيين، وأنا اعرف أبونا متى من سنة 1953، واشهد انه برع في فهم اللاهوت، مشددا :" ابونا متى هو من أعاد اللاهوت القبطي الأرثوذكسي الأصيل جراء دراساته وقراءاته وقبل ذلك حياته الروحية الداخلية." 
 

 
عادات تسللت إلى الكنيسة بعد انهيار أيام الحكم العثماني !
الأب باسيليوس المقاري كان من اقرب تلاميذ الأب متي المسكين، 
الأب الروحي لدير أبو مقار، واستبد به الحزن لمقتل الأنبا ابيفانيوس رئيس دير أبو مقار عام 2018 وكتب يقول ليكشف أكثر عن فكره وعن ما لا يرضيه داخل الكنيسة :" 
 
لم يكن الأنبا إبيفانيوس يسمح لأحدٍ أن يُقبِّل يده - ليس فقط عن تواضعٍ - بل لأن رجال الكهنوت عمومًا كانـوا لا يَدَعون أحدًا يُقبِّل أيديهم، بل يُقبِّل الصليب الذي في يد الكاهن أو الأسقف، لأن الصليب هو رمز الخلاص الذي أكمله المسيح، وليس البشر، فهو الجدير بالتقبيل.
 
كما لم يكن نيافة الأنبا إبيفانيوس يترك الناس يعملون له مـا يُسمَّى ”مطانية“ - أي السجود له إلى الأرض - ليس فقط عن تواضُعٍ؛ بل أصلًا لأن كلمة ”مطانية“ تعني "سجود الاستغفار"، وهي عادة رهبانية، فحينما يُخطئ راهب في حقِّ راهبٍ آخر، فكان لا يستطيع التناول مـن الأسرار المقدَّسة إلاَّ إذا ذهب إلى قلاية الراهب الآخر ويصنع أمامه مطانية استغفار، حتى يُمكنه التناول من الأسرار المقدَّسة.
 
 
أما السجود للأسقف أو لأيِّ شخصٍ بسبب مركزه الديني، فهو ليس له أساس إنجيلي ولا كنسي؛ بل تسلَّل إلى الكنيسة بعد انهيار أيام الحُكْم العثماني، حينما كان الناس يسجدون للوالي في مصر أو للسلطان العثماني في تركيا، وقد تسرَّب مع هذا التقليد العثماني لقب ”سيِّدنا“ الذي كان يُطلَق على الوالي في مصر، تسرَّب لرجال الدين الأقباط (البطريرك والأسقف)، وذلك بعد ان‍هيار السلطنة العثمانية عام 1924.
 
نيافة الأنبا إبيفانيوس يُجسِّد العادات المسيحية القديمة، وليس العادات غير المسيحية ال‍مُستحدَثَة، والملابس التي يلبسها الكاهن أو الأسقف أو البطريرك أثناء القدَّاس الإلهي، هي ”التونية“ البيضاء، رمز الطهارة؛ وليس الملابس الذهبية وال‍مُزركشة التي كان يلبسها أساقفة الكنيسة البيزنطية قبل دخول الإسلام، لأن الأباطـرة الرومانيين واليونانيين كانـوا يحضرون القدَّاسات البيزنطية بملابسهم الذهبية.
 
وكان البابا كيرلس السادس يحرص على ارتداء الثوب الأبيض (التونية) في كلِّ القدَّاسات، سواء في الأيام العادية أو في الأعياد، كل هذا كان قد تعلَّمه الشهيد أنبا إبيفانيوس من التقليد الكنسي القبطي، ما جعل الناس يُمجِّدون الله، ويحسُّون بنُسكه والتزامه بالتقليد القبطي الكنسي.