عرض/ سامية عياد
"بيت الرحمة" اسم أطلق على معهد ديديموس الذى أسسه الأنبا مكاريوس مطران أسيوط الذى لعب دورا أساسى فى الحفاظ على الألحان القبطية من الاندثار لأجيال متعاقبة وقد أطلق عليه هذا الاسم نظرا لاعتماده على تبرعات الشعب القبطى ..
 
فى مقاله "الألحان القبطية والمدارس المحلية" وضح لنا الراهب القمص أبرآم الأبنوبى من دير مارمينا المعلق وهو باحث فى الألحان القبطية ، دور معهد ديديموس فى الحفاظ على الألحان القبطية ، كنموذج من المعاهد والمدارس التى حفظت لنا التراث القبطى من الاندثار خاصة قبل ظهور الميديا وانتشارها إذ كانت الألحان تسلم شفاهيا من جيل لجيل ، المعهد أسسه الأنبا مكاريوس مطران أسيوط الذى صار فيما بعد البابا مكاريوس الثالث فى العشرينيات من القرن الماضى ، وكان هدف المعهد أن يكون مصدرا لتسليم الألحان للمرتلين ، وكان يعتمد اعتمادا كليا على تبرعات الشعب القبطى ، وكان الطلبة يقيمون إقامة كاملة حتى تخرجهم للخدمة فى الكنائس ، من أساتذة المعهد المعلم جندى عبد المسيح ، والمعلم نظير الكبير ، وغيرهم من المعلمون البارعون فى الألحان الكنسية.
 
كان المعهد يدرس كافة الطقوس والألحان الكنسية واللغة القبطية وأيضا المزامير والكتابة بطريقة برايل ، تخرج من المعهد مئات المعلمين والشمامسة نذكر منهم المعلم جورجى سليمان بغيط العنب بالإسكندرية الشهير بنعيم ، والمعلم صدقى شنودة ، والمعلم توفيق غبريال والمعلم عطية ساويرس .. وغيرهم ، وكان المرشحون للكهنوت يتسلمون القداس الإلهى من معلمى المعهد باللغتين العربية والقبطية ، قام المعهد بترجمة مردات الشماس من اليونانية الى القبطية وذلك على يد المعلم صدقى شنودة والأستاذ كميل لمعى فى حبرية نيافة الأنبا ميخائيل ، وتسجيلها وتسليمها للشمامسة والمرتلين فى كافة أنحاء الإيبارشية ، وما زال هذه المتبع الى وقتنا هذا فى إيبارشية أسيوط ، وظل المعهد على هذا المنوال حتى أواخر الستينات من القرن العشرين حيث اقتصر تسليم الألحان فى كل كنيسة على الشمامسة والخدام على يدى معلمى الكنائس من خريجى المعهد.
 
لهذه المعاهد والمدراس جزيل الشكر والعرفان مؤسيسن ومعلمين وخريجين ، حقا بدونها ما كان هذا الترات من الألحان الكنسية الذى تتوارثه الأجيال ،..