عرض/ سامية عياد 
عوامل كثيرة تلعب دورا أساسيا فى نجاح الجهاد الروحى وجعله يسير فى الطريق السليم ، نستطيع أن نتأملها من سفر يشوع  الأصحاح السادس إذ استطاع يشوع أن يدخل أريحا أول مدينة فى أرض الموعد وينتصر على الشر الكامن فيها...
 
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "أسوار أريحا والجهاد الروحى"  وضح لنا عدة عوامل تساعدنا فى جهادنا الروحى ، أولا : يجب أن تكون حياتنا عملا وجهادا ، فقد أمر الرب يشوع أن يحمل الكهنة تابوت العهد ويدوروا مع الشعب حول المدينة لمدة ستة أيام ورقم ستة فى الكتاب المقدس يرمز الى كمال الحياة والستة أيام تشير الى حياتنا كلها ، هذه الحياة التى تحتاج الى العمل والجهاد لكى ننتصر على الشر مثلما انتصر يشوع على أريحا (التى ترمز الى الشر) وبدون الجهاد لا يمكن أن ننتصر ، ثانيا : الإيمان بيد الله الفاعلة ، أريحا كانت تحتاج الى عمل الله ومعونته لذا أوصى الرب يشوع أن يدور الشعب حول الأسوار سبع مرات ، ثم يهتفوا ، وبقوة الرب تسقط أسوار المدينة "بالإيمان سقطت أسوار أريحا" .
 
ثالثا: التوبة والرجوع الى الله ، كانت أريحا بملكها وسكانها رمز للخطايا والضعفات التى تسيطر على حياة الإنسان ، لذا نحتاج الى التوبة والرجوع الى الله الذى يساعدنا ويمنحنا النصرة على الضعفات التى تواجه حياتنا ، رابعا : الاستمرار فى الجهاد الروحى ، كان على الشعب أن يدور حول أسوار مدينة أريحا عدة مرات حسب ما أمر به الله يشوع وهذا يشير الى جدية الجهاد والاستمرار وعدم الاسترخاء الروحى وهنا يحذرنا الرب "إحذر الرخاوة والكسل والتراخى الروحى" ، خامسا : ضبط الذات ، يجب على الإنسان أن يضبط نفسه "أقمع جسدى وأستعبده" ، فلكى نثبت جديتنا فى الجهاد الروحى يجب أن نقمع الجسد وشهواته .
 
جاهد ولا تيأس مهما كانت الضعفات والخطايا ، ثق أن الله يساعدك ويمنحك النصرة على محاربات الشيطان ، بجدية وتوبة واستمرارية وايمان بمعونة الله حتما ستنجح فى جهادك الروحى ...