د. مينا ملاك عازر

توقفنا في المقال السابق عند وعدي لكم باستمرار عرضي لأهم وأخطر وأفضل وأسوء الأحداث والمشاهد التي مرت بعامنا المنصرم وها أنا أفي بوعدي فتابعوني في هذا المقال.
 
تبقى احتمالات التقارب الخليجي الخليجي بين الثلاثي الإمارات والسعودية والبحرين من جانب وقطر من جانب آخر أكثر المشاهد ترقباً في العام المنصرم، وربما سيكشف عن نتائجه إن نجح عامنا الذي ندلف إليه في ترقب وتحسس لماهيته أعني 2021.
 
على الصعيد الفني فقد جذبني مسلسل بمئة وش، بما أثاره بداخلي من فضول لفهم عقلية المجتمع المصري المتعاطف مع مجموعة من النصابين، ينفذون جرائم نصب حتى وإن كانوا يتميزون بخفة الدم، وهنا نستطيع التوقف ملياً أمام التلفاز لنشاهد عودة محمودة مع عظيم الإعلام المصري إبراهيم عيسى ليمارس دوره التنويري بجانب ما دأبنا على التعاطي معه من تقديم روايات وأفلام في الآونة الأخيرة، في الوقت الذي تراجع نجم الأستاذ أسامة كمال الذي كاد أن يوقف وتراجعت مكانته مثله مثل الأستاذ الإبراشي -شفاه الله- وعادت لنا الأبلة فاهيتا لتقدم لنا وابل من السخرية المتفق عليها مع ضيوفها لكنها تخفف من وبال عام طالبنا في بدايته بالإغلاق للوقاية من كورونا، ولما أتت الحكومة به متأخرة كعادتها ضججنا منه، والآن نطالب به مرة أخرى وننتظره، ونعرف أنه أسوء الحلول في الوقت الذي تعجز حكومتنا عن توفير اللقاحات التي ادعت التعاقد عليها فور إعلان كل شركة من الاقتراب من إنتاجه، في حين أن حكومات كثيرة بدأت في توزيع اللقاحات على شعبها.
 
لا أعرف ما الذي أعادني لكورونا والحديث عنها، هل لأنه الأكثر فتكاً في العالم أم لأنه عام ظهور كورونا أم لأنه الفيروس الذي فرض نفسه على المشهد الإنساني والاقتصادي والصحي والفني والرياضي الذي تواطأت فيه كل أجهزة الدولة لتهدي الدوري والكأس للأهلي ناديها، وتهدم نادي الزمالك غريمه دون سبب مفهوم.
 
أكتب قولي هذا وأدعو الله بألا يشهد عام 2021 أمقت مشهد حدث في عام 2020 وهو ملء أثيوبيا سد النهضة وسط عجز مصري عن فعل شيء، وسوء المشهد وخطورته ليس في عجزنا عن عمل شيء فحسب لكن في خطورة اثر هذا على حياة المصريين الذين إن لم يقتلهم الفشل الحكومي في التخطيط بإيجاد مستشفيات جيدة لتقديم خدمة صحية مناسبة للوقاية من وباء كما رأينا، ولا من توفير لقاح في وقت مناسب، وإن لم يقتلهم سوء الوضع الاقتصادي الذي أجبر الحكومة على عدم الإغلاق تفادياً للمزيد من الخسائر الشخصية والمؤسسية وغيرها، سيقتلهم حتماً العطش متى تم ملء السد في وقت وطريقة غير مناسبة، وسيبقى السد بعد إتمام ملأه بمثابة محبس أو خطر يهددنا إذا أصابه ضرر وانهار، بهذه المناسبة أذكركم وإياي بأكثر المشاهد فداحة هو غرق السودان أمام فيضانات مؤسفة قلعت الأخضر واليابس والبشر.
 
المختص المفيد ما دمتم تقرأون هذا المقال، فأنتم من الناجين من خطر كورونا للآن، لذا أتمنى لكم دوام النجاة منه، ومما شابهه من فشل الحكومات.