مع تفشي ظاهرة إدمان المخدرات بالوطن العربي، ووقوع الشباب في التعاطي والإدمان، وغياب الوعي الأسري والرقابة المجتمعية على أبنائنا، فقد تهدم المخدرات حياتهم وتدمر مستقبلهم، لذا دائمًا ما يحتاجون للدعم والمساندة، والإجابة على سؤال كيف تختار مستشفى علاج الادمان؟
إن اختيار مستشفى علاج ادمان، يتبع عدة معايير هامة لا يُمكِن التغافُل عنها، خاصة مع انتشار المصحات غير المُرخصة، والتي تهدف إلى الربحية دون تحقيق فاعلية حقيقية في علاج ادمان المخدرات ونسب الشفاء، بالرغم من ارتفاع معدلات الإدمان حول العالم، في الوقت الذي يُعاني فيه أكثر من 10 ملايين شخص في الوطن العربي من الإدمان على المخدرات -تقديرات غير رسمية- بينما قد يكون هذا العدد متضاعف، فيما ذكر تقرير الأمم المتحدة لعام 2020 الصادر عن المكتب المعني بالمخدرات والجريمة رصد وجود 269 مليونًا حول العالم يتعاطون مخدرات، منهم 36 مليون مدمن، منهم 11 مليونًا يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن، وأن متوسط عدد المدمنين في مصر يُقدر بـ 10.4% مقارنة بالمعدل العالمي الذي يقدر المتوسط له بـ 5% من كافة عدد السكان، وهذا العدد يتضاعف سنويًا.
 
معايير اختيار مركز علاج ادمان
ويرى المتخصصون في مجال الطب النفسي وعلاج ادمان المخدرات، أن معايير اختيار مركز علاج ادمان، ترتكز في المقام الأول على التراخيص الرسمية والتصاريح المعتمدة لعلاج الإدمان، مثل هيئة الغذاء والأدوية الأمريكية، ووزارة الصحة المصرية، أو وزارة الصحة العمانية، أو الجهات المنوطة في دول الخليج العربي، ويضيف المتخصصين، أن امتلاك مستشفى علاج ادمان لمنظومة «العلاج التأهيلي النفسي والسلوكي» يضعها على الطريق الصحيح لضمان نسب الشفاء والتعافي الملموسة، فضلاً عن انضمام فريق علاجي متكامل يحمل ختم الخبرة والكفاءة العالية، التي توفر لمريض الإدمان خدمات علاجية على أعلى مستوى من خلال طاقم من الاستشاريين والأطباء المتخصصين والتمريض وكذلك الإداريين.
 
قوة البرامج العلاجية
وتشمل معايير اختيار مستشفى علاج ادمان، أيضًا مدى توافر «البرامج العلاجية» التي يعمل المستشفى على تطويرها طبقًا لبروتوكولات العلاج العالمية، والتي تعالج أنواع الإدمان باختلاف آثارها وأضرارها، وتناسُب هذه البرامج مع كافة احتياجات المرضى وحالتهم الصحية، بالإضافة إلى مراعاة الوضع الاجتماعي والاقتصادي وظروف الدراسة أو العمل علاوة على الدعم النفسي للأسرة، ومن أبرزها، «برنامج الإقامة الكاملة، برنامج العلاج المعرفي السلوكي، برنامج علاج الأعراض الانسحابية، برنامج الـ 12 خطوة، برنامج علاج المنتكسين، برنامج علاج الادمان في 7 أيام، برنامج علاج الإدمان في المنزل، وبرنامج علاج إدمان الإناث».
 
الأسعار ومستوى الخدمة
على الجانب الآخر هناك خدمات متميزة لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار مستشفى علاج ادمان، في مقدمتها «الإقامة الفندقية» من حيث تنوع الغرف ما بين فردية، ومزدوجة، أو الأجنحة الفخمة، ومدى ملائمة هذه الاختيارات لكافة المستويات والفئات، وتُقدم خدماتها في إطار الأسعار المتوسطة والقياسية، فضلاً عن توافر المساحات الخضراء الواسعة، حمامات السباحة، الصالات الرياضية، وكذلك المطاعم الخمس نجوم، ليتحقق بذلك مزيج من الهدوء والرفاهية والنقاهة العلاجية.
 
بيوت إعادة التأهيل السلوكي
معيار آخر هام يجب أن يتوافر عند اختيار مركز علاج ادمان، آلا وهو «إستراتيجية تعامل المنظومة العلاجية» مع مرض الإدمان، كونه ليس «وصمة عار»، وفي سرية تامة، والتأكيد على أن مريض الإدمان هو شخص يُعاني من انحراف نفسي وسلوكي يُمكن إصلاحه وتقويمه بمعايير الأمل داخل بيوت إعادة التأهيل، وليس كما تدعم الأسر العربية فكرة أن المدمن شخص منحرف أخلاقيًا، ويجب معاقبته قبل علاجه، وربما هدم الشخص المتعاطي للمخدرات، وبالتالي تتأثر الأسرة، وينعكس ذلك على المجتمع بالسلب، ولكن في كل الأحوال يجب أن يحظى المريض خلال علاج ادمان المخدرات بفرص الدعم والمساعدة والعلاج أيًا كان جنسه، ثقافته، حالته الاجتماعية.
 
معايير أخرى

كما أن هناك معايير أخرى تُسهِم في تعزيز كيف تختار مستشفى علاج الادمان، منها الرعاية الطبية والمتابعة الدقيقة واللحظية للحالة، وحدة سحب سموم المخدر التي تشتمل على برنامج سحب سموم بدون ألم وسحب سموم سريع، وكذلك عدم وجود قوائم انتظار لتخفيف الحِمل على الأسر العربية بتواجد فروع مركز علاج ادمان في دول الخليج العربي، بالإضافة إلى المتابعة الخارجية للمريض بعد التعافي حتى يتجنب الانتكاسة.