كتب – روماني صبري 
 
عبر قرار شجاع، انفك المخرج الشهير كريستوفر نولان، مخرج رائعة "ارق" بطولة آل باتشينو" و"روبن ويليامز"، وثلاثية "باتمان" والتي حصدت اعلي الإيرادات في دور العرض، عن استوديوهات وارنر بروس المعنية بالترفيه، حيث كان أبدى اعتراضه علي سياسة عروض الأفلام الجديدة.
 
ارفض القرار 
وقع الخلاف بين نولان ووارنر بروس، بعدما كشفت الشركة عن أنها ستعرض جميع أعمالها المستقبلية عبر منصتها الرقمية HBO Max ، جانب عرضها بصالات السينما جراء تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد، ما اغضب نولان وغيره من صناع السينما الذين قالوا ان هذا القرار يضر بشباك التذاكر، وصرح نولان :" ارفض عرض الأفلام على المنصات الرقمية، فالقرار يؤذي صناعة السينما بشكل كبير. 
كورونا يضر أضخم أعماله 
أخر أفلامه "Tenet"  مع استوديوهات وارنر بروس، وللأسف لم ينجح كما جميع أفلامه السابقة، جراء الإجراءات الصارمة التي فرضتها الدول لمجابهة فيروس كورونا، والتي جعلت الكثيرين  يعزفون عن الذهاب للسينما، فسجل الفيلم خسائر فادحة، رغم     ميزانيته الضخمة والتي بلغت 250 مليون دولار.
 
أفلامه الأكثر ربحا 
أصاب نولان نجاحا عظيما منذ وطأت أقدامه عالم السينما، وهو مخرج ومنتج وكاتب سيناريو، بريطاني أمريكي، وُلد في 30 يوليو 1970 في لندن، في رصيده العديد من الأفلام الأكثر نجاحا تجاريا ونقديا في أوائل القرن الحادي والعشرين، أرباح أفلامه العشرة تجاوزت 4.7 مليار دولار أمريكي عالميا وحصل على ما مجموعه 26 ترشيح لجوائز أوسكار و7 جوائز.
 
 
أول أعماله الروائية "تتبع"، ثم اخرج " تذكار" عام 2000، نجاح هذين الفلمين المستقلين على الصعيد النقدي أعطى نولان الفرصة لإخراج فيلم الإثارة ذي الميزانية الكبيرة أرق (2002) وفيلم السحر والدراما العظمة، وحقق نولان المزيد من الشهرة والنجاح التجاري والنقدي مع ثلاثية فارس الظلام واستهلال وبين النجوم ودونكيرك، كتب نولان العديد من أفلامه مع أخيه جوناثان نولان، كما أسس شركة إنتاج سينكوبي ويديرها مع زوجته إيما توماس.
الأكثر تأثيرا في العالم 
تحمل أفلامه طابعٍ فلسفي واجتماعي واستكشاف الخُلُق الإنسانيّة وحقيقة الزمن والطبيعة المرنة للذاكرة والهوية، أعماله يتخللها وجهات نظر مادية وحبكات متاهية والسرد غير الخطي واستخدام مؤثرات عملية، تم منح أفلامه 34 ترشيح لجوائز الأوسكار فازت بعشرة منها، اختارته مجلة تايم ضمن مئة شخص الأكثر تأثيرا في العالم سنة 2015، وحصل في 2019 على رتبة الإمبراطورية البريطانية لقاء خدماته للفن.
 
حسنا سأنتجه أنا 
لعشقه للسينما قرر في عام 1998 إخراج أول أفلامه تتبع، حيث قام بنفسه بتمويله وتصويره مع أصدقائه،  ويحكي الفيلم قصة شاب عاطل عن العمل ينوي كتابة رواية فيتبع رجالا غُرباء حول شوارع لندن ليُجَر لعالم الجريمة بعد فشله بالابتعاد عنه، وقد استلهم نولان قصة الفيلم بعد عيشه في لندن وتعرض شقته للسرقة.
 
سينما تحتضن المتضررين نفسيا
نبصر في أفلام نولان بشرا متضررين نفسيا ويسعون للانتقام بلهفة لمقتل أحبائهم، غالبا ما تدفعهم معتقداتهم الفلسفية، ويكون مصيرهم غامض،  في العديد من أفلامه، البطل والشرير هما صور طبق الأصل من بعضها البعض، من خلال الاشتباك بين إيديولوجيات البطل والشرير، يسلط نولان الضوء على الطبيعة المتناقضة للحقيقة،  يتضمن أسلوبه في الكتابة عدد من تقنيات السرد مثل الاسترجاع الفني وتحويل وجهات النظر والرواة غير المعتمدين، المشاهد غالبا ما تنقطع بأسلوب مونتاج غر تقليدي مثل الانقطاع عن المشهد المكلف ماديا أو قطع حوارات الشخصيات وقطع عابر لعديد من مشاهد الحركة المتوازية لبناء الذروة.
 
وشدد نولان على أهمية إنشاء نقطة واضحة للعرض في أفلامه، ويستخدم باستمرار اللقطة التي تدخل الغرفة خلف شخصية ما، لأن هذا يأخذ المتلقي داخل الطريقة التي تدخل بها الشخصية.
إثارة معرفية
تزخر أفلامه بالوجودية والأخلاقيات والمعرفة  مثل التجربة الذاتية وتشويه الذاكرة والأخلاق الإنسانية وطبيعة الزمن وبناء الهوية الشخصية، يقول الناقد السينمائي توم شون :" أفلام نولان إثارة معرفية أبطالها تسيطر عليهم الرغبة في الحصول على إجابات حاسمة، وعليهم تجاوز بيئات مُحيرة حيث تكون الإجابات دائما بعيدة عنهم."