كتب – روماني صبري 

شراء منظومة "إس-400" الروسية وحرب ضد الأكراد واحتلال أراض سورية وتنقيب غير شرعي في شرق المتوسط، ملفات شائكة تسببت في توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن خاصة مع تعهد الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن أثناء حملته الانتخابية بإزاحة أردوغان عن الحكم، فما كان من الخليفة المزعوم إلا التفكير في شخص يساهم في تلميعه أمام إدارة البيت الأبيض الجديدة، وكان قرر أردوغان في ديسمبر الماضي تعيين مراد مرجان سفيرا جديدا لتركيا في واشنطن ليكون أول سياسي يشغل المنصب الأهم بالدبلوماسية التركية.
 
سلطت قناة تركيا الآن، الضوء على الرجل، الذي يعد من ابرز الإسلاميين المسيطرين على السلطة في انقرة، يشتهر بشخصيته الهادئة، ما دفع الإسلاميين الأتراك،  لاختياره منذ التسعينيات كمبعوث دبلوماسي لإقناع الحكومات الأوروبية والأمريكية بالمشروع التركي الجديد، وعند وصول أردوغان اكبر داعم لجماعة الإخوان الإرهابية، لرئاسة الوزراء، كلف مرجان بتقديم بصورة جيدة عن حزب العدالة والتنمية، للصحفيين الأجانب.
 
ثم تولى مرجان تمثيل تركيا في المجلس الأوروبي، للدفاع عن سياسات اردوغان، وأوضاع حقوق الإنسان في البلاد، وصفته تقارير صحفية بـ"المفتون بالملالي" بسبب صلات سرية تجمعه بقادة فيلق القدس في تركيا.
 
مراد مرجان يشارك في بالنشاطات السرية لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، التي يتهمها مراقبون بتقديم دعم لوجستي وأسلحة لتنظيم القاعدة الإرهابي، حتى ان مرجان اشتبك مع الشرطة المصرية عام 2010، لرفضه إتباع تعليمات الأمن خلال مرور قافلة "فيفا فلسطين" من معبر رفح المصري، تجاه قطاع غزة للقاء قادة حركة (حماس)،             
 
وفي تحد للمطالبات الدولية وبالمخالفة لاتفاق الأطراف الليبية المتنازعة، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن ان حكومة أردوغان تحضر لنقل دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا، مشيرا إلى أن عملية تجنيد هؤلاء تتواصل في الشمال السوري، بادلب وريف حلب الشمالي وعفرين عبر سماسرة يستقطبون الأشخاص براتب شهري قدره 400 دولار، بحجة حماية منشات في ليبيا.
 
جرى بالفعل تجنيد مجموعة وإرسالهم إلى تركيا، في انتظار إرسالهم إلى الأراضي الليبية، انسحاب المرتزقة الأجانب من ليبيا في مهلة لا تتجاوز 3 أشهر، ابرز بنود الاتفاق الذي وقعته الأطراف الليبية في أكتوبر الماضي، وفي يناير الماضي، انتهت مهلة حددتها لجنة (5+5)، لتفكيك الميليشيات وإخراج المرتزقة، دون حدوث ذلك.
 
وجرت عمليات تبديل يعود خلالها دفعات مقابل دفعات أخرى، حيث تواصل تركيا بقيادة اردوغان بتأجيج الأوضاع في ليبيا، في اطار خطة اردوغان لتحقيق حلم عودة الخلافة العثمانية.
 
مع تطور المحادثات السياسية الخاصة بالأزمة الليبية، وتحقيق تقدم وخطوات مهمة نحو الحل، والاقتراب من اختيار القيادة السياسية الجديدة، تجد الميليشيات الموالية لتركيا نفسها في مأزق كبير، فإنهاء الفوضى يعني القضاء على وجودهم، ولعرقلة التقدم وإبقاء الأزمة على ما هي عليه، سارعت الميليشيات التابعة لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج بإعلان رفضها لمخرجات الحوار السياسي، الذي تم الاتفاق عليه برعاية الأمم المتحدة.
 
 فحركت مئات الآليات العسكرية في موكب ضخم من المنطقة الغربية نحو العاصمة طرابلس، الميليشيات أعلنت توحيد صفوفها وحل خلافاتها، ودعت السراج إلى إعادة لم شمل المجلس الرئاسي، وتشكيل ما وصفتها بـ"حكومة وحدة" إلى حين إجراء الانتخابات، كما هاجمت وزير الداخلية فتحي باشاغا أحد أبرز المرشحين لمنصب رئيس الحكومة. 
 
في المقابل أكد الجيش الليبي دعمه لأي خطوة تقرب وجهات النظر بين الليبيين، محذرا من عرقلة الميليشيات لأي حل سياسي في ليبيا، وقال إن أي حكومة جديدة ستكون أمام معضلة كبيرة، وهي التعامل مع ملف المرتزقة والميليشيات الموالية لتركيا. 

وفي فضيحة جديدة تضاف لسجلات النظام التركي، فجرت جريدة "سوزجو"، مفاجأة مدوية، بعدما كشفت عن استيلاء مجهولين على جرعات من اللقاح المضاد لفيروس كورونا التاجي المستجد، والمخصصة لتطعيم الأطقم الطبية.
 
 تم اكتشاف الواقعة أثناء جرد جرعات اللقاح في مستشفى توروس الحكومي بولاية مرسين التركية، العاملون اكتشفوا اختفاء 24 لقاحا منذ أسبوع، لتفتح مديرية الصحة في مرسين تحقيقا بشان الحادث.