كتب – روماني صبري 
 
شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، في ندوة الكترونية أقامتها الجمعية السويدية لمناهضة التمييز العنصري وكان هو المتحدث الرئيسي في أعمال هذه الندوة والتي أقيمت افتراضيا وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجاءت تصريحاته خلال الندوة : 
 
اوجه التحية لكافة المشاركين في أعمال هذه الندوة، واشيد بدور هذه المؤسسة المناهضة لكافة مظاهر التمييز العنصري بكافة اشكالها والوانها ، ويطيب لي ان اخاطبكم من مدينة القدس مدينة السلام المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث والتي نعتبرها كفلسطينيين عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا المسيحية والاسلامية .
 
من رحاب مدينتنا المقدسة نقول بأننا نرفض كافة مظاهر التمييز العنصري فلا يجوز ان يعامل اي انسان في هذا العالم بطريقة عنصرية بناء على انتماءه الديني او خلفيته الثقافية او لون بشرته ، فالجميع ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان ، فالبشر جميعا مخلوقون بنفس الطريقة وكلنا ننتمي الى اسرة بشرية واحدة ولا يجوز التمييز بين انسان وانسان لان هذا فيه امتهان للقيم الروحية والاخلاقية والانسانية .
لا يجوز ان يُضطهد اي انسان في هذا العالم بسبب انتماءه الديني او القومي وكثيرة هي الشرور الموجودة في عالمنا والتي سببها هذه الممارسات اللانسانية واللاخلاقية وشعوب كثيرة في عالمنا عانت من التمييز وناضلت وكافحت حتى تحررت من التمييز العنصري، وعندنا نموذج جنوب افريقيا التي كان يحكمها نظام الابرتهايد الى ان تحرر شعبها من هذا النظام الفاشي .
 
اما نحن في فلسطين فشعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والاجحاف في الحقوق بسبب هويته الفلسطينية وانتماءه العربي وبسبب تشبث الفلسطينيين بحقوقهم وانتماءهم لهذه الارض المقدسة .
 
انه ظلم تاريخي ان يُستهدف الفلسطينيون وان يقمعوا وان يعاملوا كالغرباء في وطنهم وفي الارض المقدسة التي ينتمون اليها بكل جوارحهم ، ونحن نعتقد بأن العنصرية الممارسة بحق شعبنا الفلسطيني انما هي وصمة عار في جبين الانسانية ونحن نتمنى من كل الاحرار في عالمنا دعاة السلام والعدالة ونبذ العنصرية بأن يلتفتوا الى فلسطين وقضيتها العادلة وان يلتفتوا الى شعبنا الفلسطيني الذي يحق له ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم .
 
ندعو الى تكريس ثقافة التسامح والاخوة الانسانية ونبذ التطرف والكراهية وخاصة تلك التي تلبس ثوب الدين والدين منها براء ورسالتنا يجب ان تبقى دائما رسالة المحبة والرحمة والانحياز لقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية لا سيما قضية شعبنا الفلسطيني والتي هي انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .