عرض/ سامية عياد
فرص كثيرة يمنحها الله لكل إنسان ليقدم توبة ويبدأ حياة جديدة معه ، ونحن على أعتاب عام جديد علينا أن نعتبره فرصة جديدة ولا نضيعه مثلما ضاعت فى حياتنا فرص كثيرة ..
 
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "الفرص الضائعة" وضح لنا أن الله يمنح فرص كثيرة للتوبة لكننا قد لا ننتبه إليها ونجعلها تضيع فرصة وراء أخرى والنتيجة أن يخسر الإنسان حياته الأبدية ، فكم من فرص ضاعت بسبب العند والكبرياء والأمثلة كثيرة منها ، الشيطان كان له مكانة عالية لم ينلها قبله أحد ولكنه تكبر وخسر المكانة والأبدية وضاعت منه الفرصة التى اعطاها له الله ، آدم وحواء: خلقهما الله على صورته ومثاله وسخر لهم كل شىء وكانا يتمتعان بالوجود أمام الله ، وصية واحدة لما يستطيعا أن يحفظاها ، وسقطا وطردا خارج الجنة ليفقدا الفرصة التى منحها لهما الله فرصة وجودهما مع الله وفرصة التوبة حيث ألقى آدم اللوم على حواء ، وحواء على الحية .
 
نذكر أيضا قايين الذى قام على أخيه هابيل وقتله لأنه اغتاظ بسبب قبول الرب ذبيحة هابيل والى ذبيحته لم ينظر وحينما اعطاه الرب فرصة للتوبة اضاعها ولم يستفيد بها حينما قال له الرب "أين هابيل أخوك؟" فقال قايين: "لا اعلم !أحارس أنا لأخى؟" ، أيضا نذكر الفرصة التى منحها الله للناس أيام نوح ولم يستفيدوا منها فالشر قد كثر وحزن الرب وقرر إفناء كل من على الأرض ماعدا نوح وأسرته الذين وجدوا نعمة فى عينه نتيجة برهم وأمر الرب نوح بعمل فلك وإدخال أسرته والحيوانات والطيور وطوال عمل الفلك كانت الفرصة متاحة أمام الناس للتوبة والنجاة من الطوفان لكنهم لم يصدقوا أن هناك طوفانا سيأتى والنتيجة هلاكهم ، أيضا فرعون الذى تملك العناد قلبه ولم يستفيد من الفرص التى اعطاها الله له للتوبة والرجوع إليه فقد استهان فرعون بكلام موسى وطلبه اطلاق الشعب واستهان بإله إسرائيل ، وقد ضربه الرب عشر ضربات وفى كل مرة يطلب من موسى وهارون أن يصليا من أجله لكى تكف الضربة وبعد أن تكف يعود الى عناده مرة أخرى والنتيجة كانت هلاكه .
 
الفرص كثيرة أمامنا للتوبة والرجوع الى الله علينا أن نستفيد منها ونحن على اعتاب عام جديد فهو بمثابة فرصة جديدة يجب ألا نضيعها فكفانا فرص ضاعت فالوقت يعصف بنا ولا مجال للندم بعد ذلك ...