عرض/ سامية عياد
ولد المسيح من عذراء مريم '>العذراء مريم بالروح القدس إذ ظلت عذراء لم يكن لها ابن آخر إلا الذى هو من الآب ، الذى قال عنه : "أنا أيضا أجعله بكرا أعلى من ملوك الأرض" ، فهو البكر "الذى هو قبل كل شىء ، وفيه يقوم الكل" ..
 
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "فولدت ابنها البكر" وضح لنا مفهوم الباكورية الذى لقب به الرب يسوع ، كلمة بكر تعنى الابن البكر أو الابن المولود أولا وكانت شريعة العهد القديم تقدس الابن البكر حسب قول الرب :"قدس لى كل بكر كل فاتح رحم من بنى إسرائيل ومن البهائم إنه لى" ، وكان المولود الأول يكرس لله ، قبل أن يعرف إذا ما كان له إخوة بعده أم لا ، أيضا أبكار الحصاد والكروم والزيت ، فبتقديم البكر للرب يتقدس الكل ، وقد دعى الرب يسوع "الابن البكر" و"بكر كل خليقة" المسيح إلهنا باكورة الجميع ليس بمفهوم أنه واحد من الخليقة أو الأول بين إخوة كثيرة ، فهو المولود من الآب والعذراء ظلت عذراء لم يكن لها ابن آخر إلا ذلك الذى هو من الآب ، وهنا يؤكد الرسول بولس بقوله فى رسالة العبرانيين "متى أدخل البكر الى العالم يقول : ولتسجد له كل ملائكة الله".
 
صار الرب يسوع إنسانا مثلنا وأتخذ طبيعة إنسانية كاملة حسب التدبير الإلهى ، فهو ليس من العالم لكنه دخل العالم واتخذ من أحشاء العذراء طبيعة إنسانية كاملة" ، من جهة ألوهيته هو الابن الوحيد فهو كلمة الآب ، لأن ابن الله المساوى للآب ، هو واحد ووحيد ، لكنه تنازل الى مستوى المخلوقات وصار بكرا ونالت البشرية الكثير من النعم بهذا التدبير الإلهى ، نالت البشرية البنوة ، وهنا يقول القديس كيرلس الكبير : (بسبب محبة الآب لخلائقه ، قد دعا الابن نفسه بكرا لكل خليقة فهو بكر من أجلنا نحن ، حتى تصير الخليقة كلها كأنها مطعمة فيه ) ، ويقول أيضا (هو البكر ونحن إخوته ، هو الوارث ونحن شركاؤه فى الميراث ، هو الحياة ونحن الأحياء، هو القيامة ونحن القائمون هو النور ونحن المستنيرون ، كل هذه تفيد الاتحاد ولا تترك فرصة لوجود أقل فجوة بيننا وبينه)