عرض/ سامية عياد
معجزة عرس قانا الجليل جعلها الرب يسوع أولى خدمته وأولى عجائبه ، ليكون الفرح هو الخطوة الأولى فى مشوار العهد الجديد ، الفرح الذى أنشدت به الملائكة وقت الميلاد "المجد لله فى الأعالى ، وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة" ..
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "أول زواج مسيحى" وضح لنا أن معجزة عرس قانا الجليل وحضور المسيح رمزا لأهم حدث هو تجسد المسيح وميلاده وحضوره وخدمته وخلاصه ، وأمام هذه المعجزة نتوقف عند خمسة مشاهد للفرح ، المشهد الأول : فرح حضور الرب يسوع ، كانت أم يسوع هناك فى العرس ، ودعى أيضا يسوع وتلاميذه الى العرس ، لم يكن أحد يعلم أن حضور المسيح سيكون سببا فى رفع الحرج عن أهل العريس عندما فرغت الخمر ، إذ كانت عادة الأفراح وقتذاك توزيع الخمر كمشروب الضيافة والترحيب ، حضور المسيح الفرح أضفى فرحا سماويا على الفرح الأرضى ، هذا الحضور الذى يظهر فى سر التناول الذى نخرج منه بالفرح "لقد امتلأ فمنا فرحا ولساننا تهليلا" .
 
المشهد الثانى: فرح الإنجيل ، فالخمر الجيدة التى قدمت فى العرس إشارة الى التعليم الجديد "الأنجيل" ، والإنجيل هو بشارة الفرح ، قبل مجىء المسيح كانت الخطية ضاربة فى حياة البشر وليس من منقذ أو مخلص ، وكان الاحتياج الى تقديم الذبائح ليحصل مغفرة مؤقتة أو فرح مؤقت ولكن بعد مجىء المسيح كان التعليم الجديد الذى هو الإنجيل مصدر الفرح لنا ، حسب قول الرسول بولس "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح" ، المشهد الثالث : فرح شفاعة العذراء، فقد تشفعت العذراء لأهل العرس أمام ابنها يسوع تطلب منه بكل ثقة ويقين وقالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه" ، وبالتالى نحن نتشفع بأمنا العذراء دائما وشفاعة القديسين هذه الشفاعة التى تضعها الكنيسة فى صدر صلواتها وتسابيحها ، وهى قوية وفعالة فى حياة كل إنسان مؤمن ، وهى صلة الأرض بالسماء واستجابة السما للأرض.
 
المشهد الرابع: فرح الخلاص، كان العهد القديم بلا خلاص المسيح على الصليب فكان بلا فرح ، لذا عندما قالت العذراء فى العرس للمسيح "ليس لهم خمر" إشارة الى إنهم بلا فرح ، وجاءت إجابة المسيح المدهشة "ما لى ولك يا امرأة ؟ لم تأت ساعتى بعد" أى ساعة الصليب التى بها أتم خلاص العالم وهى التى حدثت بعد ثلاث سنوات من وقت المعحزة".. نشكرك لأنك ملأت الكل فرحا عندما أتيت لتعين العالم" ، المشهد الخامس : هدية العرس كانت سببا فى فرح الجميع، حضر الرب يسوع العرس وفى نيته إجراء المعجزة بسابق علمه ، فقد حول الماء الى خمر (عصير العنب الطازج)، وقدم الخدام الى كل المدعوين ورئيس المتكأ (هو الشخص الذى كان يدير وينظم العرس ) الذى تعجب من جودة الخمر ، هذه الخمر الجيدة كانت هدية المسيح لأصحاب العرس، فكرة الهدية بصفة عامة فى حياة البشر تكون سبب فرح وسرور.
 
حضور الرب يسوع فى حياتنا هو حضور الفرح والمسرة فى قلوبنا ، اجعل الإنجيل سبب فرح دايم فى حياتك من خلال قرأته ، حفظ كلامه وتأمله والتكلم به اجعل شفاعة العذراء وشفاعة القديسين مصدر فرح وسعادة وسلام .....