عرض/ سامية عياد 
كان نداء الرب يسوع منذ بداية خدمته على الأرض هو أن يرجع الإنسان من غفوته وسقطاته ، وأن يعرف للتوبة طريقا "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" فهل نستجيب لهذا النداء ونحن على اعتاب عاما جديدا .. 
 
قداسة البابا تواضروس فى مقاله "زمن الرحيل" وضح لنا أن ما حدث خلال عام 2020 من انتشار جائحة كورونا ورحيل وإصابة الملايين هو جرس انذار للإنسان الخاطىء ، لقد جنحت البشرية فى علاقاتها مع الله الخالق والذى أوجد الخليقة والإنسان من عدم ، وتحول الإنسان عن خالقه ، تارة يعبد العلم ، وتارة يعبد التكنولوجيا ، وتارة يعبد عقله ومزاجه ، وابتعد الإنسان عن القصد فى خلقته واستغل حريته فى خطايا كثيرة كالألحاد والشذوذ والانحراف والحياة الجسدية بكل المتع والشهوات ، وسقط فى عبادة المال ، الله أراد إيقاظ العالم من غفلته ولكن رغم الجائحة وانتشارها الرهيب كثيرون للأسف لم يستجيبوا لنداء الرب يسوع بالتوبة والرجوع إليه .
 
لذا يحثنا قداسة البابا تواضروس فى مقاله الى اليقظة والتوبة والرجوع والاستعداد من أجل الأبدية ، فمع رحيل عام بكل ما حمله لنا من ذكريات أليمة ومع قدوم عام جديدا نستشعر فيه الأمل خاصة مع إنتاج لقاحات ضد الفيروس فى عدة دول بعد أبحاث مضنية ، نجد أننا بحاجة الى العلاجات الروحية بجانب العلاجات الوقائية ، بمعنى الصلوات باسم المسيح ، فالمسيح جاء ليشفى أمراضنا وهو الذى قال "لا يحتاج الأصحاء الى طبيب بل المرضى" ، باسم الرب يسوع تتم معجزات الشفاء على أيدى الرسل والقديسين ، الوسائط الروحية كالصلاة بإيمان ، والمسح بالزيت فى سر مسحة المرضى ، واستخدام الماء المقدس فى صلوات اللقان وخلال القداسات لأنه مصدر لطرد الأمراض ، وأيضا رشم إشارة الصليب فيه قوة شفاء .
 
لا ندع عام 2020 يرحل دون الاستفادة بكل معطياته ، نتوب ونرجع قبل فوات الآوان ، نسمع لنصيحة الرسول بولس فى رسالته الثانية الى أهل كورنثوس ".. إن كان إنساننا الخارج يفنى ، فالداخل يتجدد يوما فيوما ، لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشىء لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبديا ، ونحن غير ناظرين الى الأشياء التى ترى ، بل الى التى لا ترى ، لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية" ..