كتب – سامي سمعان
شارك البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، في إحياء ذكرى استشهاد "شهداء ليبيا" الواحد وعشرين الذين قُتلوا قبل ست سنوات على يد تنظيم داعش الإرهابي؛ ويقول قداسته "إنهم قديسينا، قديسو جميع المسيحيين".
 
ووجّه البابا فرنسيس رسالة فيديو قال فيها: "اليوم هو اليوم الذي أحمل فيه في قلبي، ذلك اليوم من شهر فبراير في عام ٢٠١٥. أحمل في قلبي معمودية الدم، هؤلاء الرجال المسيحيين والمعمدين بالماء والروح القدس قد تعمدوا في ذلك اليوم أيضا بالدم. إنهم قدسيينا، قدِّيسو جميع المسيحين، وقدّيسو جميع الطوائف والتقاليد المسيحية. إنهم الذين بيَّضوا حياتهم بدماء الحمل، إنّهم شعب الله، شعب الله الأمين".
وتابع بابا الفاتيكان: "لقد ذهبوا للعمل في الخارج لكي يدعموا أسرهم: رجالٌ عادين، أرباب عائلة، رجال يرغبون بالحصول على أبناء، رجال بكرامة العمال، لا يسعون فقط لكي يحملوا الخبز إلى بيوتهم وإنما ليحملوه إلى البيت بكرامة العمل. هؤلاء الرجال قد قدّموا شهادة ليسوع المسيح. ذبحوا بوحشيّة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق وماتوا وهم يقولون: "ربِّي يسوع!" معترفين باسم يسوع".
 
وأضاف بابا الكنيسة الكاثوليكية، "صحيح أنَّ هناك مأساة، وأن هؤلاء الرجال قد فقدوا حياتهم على الشاطئ، ولكن صحيح أيضاً أن الشاطئ قد تبارك بدمائهم. ولكن ما هو صحيح أكثر أنهم قد نالوا من بساطتهم ومن إيمانهم البسيط والصادق أكبر نعمة يمكن للمسيحي أن ينالها: الشهادة ليسوع المسيح حتى الموت".
 
وتابع البابا فرنسيس: "أشكر الله ابانا الذي قد أعطانا هؤلاء الإخوة الشجعان. أشكر الروح القدس لأنّه أعطاهم القوة والثبات لكي يعترفوا بيسوع المسيح وصولاً إلى الدم. أشكر أساقفة وكهنة الكنيسة القبطية الأخت التي نشَّأتهم وعلَّمتهم أن ينموا بالأيمان. وأوجه شكري أيضا إلى أمهات هؤلاء الأشخاص، هؤلاء الواحد والعشرين رجلاً الذين "أرضعنَهم" الإيمان: إنّهنَّ أمهات شعب الله المقدّس اللواتي ينقلن الإيمان في "لهجة" تذهب أبعد من اللغات، لهجة الانتماء.
 
وأضاف: اتحد معكم جميعًا إخوتي الأساقفة في إحياء هذه الذكرى. أتّحد معك أيها الأخ الحبيب تواضروس والأسقف الصديق. ومعك يا جستن ويلبي أنت الذي أردت تشارك أيضا في هذا اللقاء. ومع جميع الأساقفة والكهنة ولكنني أتّحد بشكل خاص مع شعب الله الأمين والمقدّس الذي ببساطته، وبثباته وتناقضاته، وبالنعمة والخطيئة، يحمل قدماً الاعتراف بيسوع المسيح: يسوع المسيح هو الرب.  
 
إنّهم 21 مسيحيّاً قبطيّاً أرثوذكسيّاً بمجملهم مصريّين (لربّما أحدهم من التشاد أو غانا)، وقد قُتِلوا على شاطىء في ليبيا على يد “الدولة الإسلاميّة”، كما كتبت الزميلة أنيتا بوردان. كان العمّال الأقباط قد اختُطِفوا بين 2014 - 2015 بسبب هويّتهم المسيحيّة. نذكر أنّ الإرهابيّين نشروا آنذاك شريطاً عن عمليّة قتلهم. ومَن تمكّنوا من رؤية الشريط، شَهِدوا على “صفاء الضحايا أمام الموت”، وسمعوهم يذكرون اسم المسيح قبل الموت.
 
 وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو التي وجهها بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد واحد عشرين مسيحيًّا على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بالقول أشكركم على شهادتكم أنتم أيها الواحد والعشرين قديسًا، قديسون مسيحيّون لجميع الطوائف المسيحية؛ وأشكرك أيضا أيّها الرب يسوع لأنك قريب من شعبك، الذي لا تنساه. لنصلِّ اليوم جميعًا في ذكرى استشهاد هؤلاء الواحد والعشرين شهيدًا قبطيًّا لكي يشفعوا بنا جميعًا أمام الآب. آمين.